«سكت دهراً ونطق كفراً» هكذا بدا تنظيم داعش بتهديده الأخير لإسرائيل الذى انتظره العالم منذ بدأ ممارسة القتل والوحشية بحق المسلمين فى معظم البلدان العربية.
فعندما ألحت الأسئلة من مختلف الثقافات والديانات لماذا لا يهاجم داعش إسرائيل؟! تفضل عليهم التنظيم بالرد عبر تغريدة له ليحسم القضية ويرد على المتطفلين والمتسائلين مؤكداً «الله لم يأمر بقتال إسرائيل»!! داعش يتذرع بالحجج المفحمة لأى متطفل يحاول التشكيك فى عمق إيمانه، فهو ولى الله على الأرض، ليعود ويفسر «نحن لم نتلق أوامر بقتل الإسرائيليين واليهود، الحرب ضد العدو الأقرب أولئك الذين يتمردون على الإيمان هم أكثر أهمية لنا الآن، أوامر الله لنا فى القرآن الكريم محاربة المنافقين لأنهم أشد خطورة من الكافرين»!! واستشهد التنظيم بما فعله صلاح الدين الأيوبى الذى حارب الشيعة فى مصر قبل تحرير القدس.
ليس مهماً أن إسرائيل تقوم بحملة تطهير عرقى محمومة فى الأراضى المقدسة، فالأولوية القصوى لدى داعش هى مقاتلة محور المقاومة من المسلمين، ليلتقى الهدفان فى بوتقة واحدة فمن الواضح أن العدو الرئيسى للطرفين هم المسلمون، رغم أن النضال من أجل تحرير فلسطين من الصهاينة هو العنصر الرئيسى على أجندة كل مسلم، لكن داعش له رأى آخر! يقول تقرير لمنظمات حقوق الإنسان فى إسرائيل «كابا»: لم يصدر التنظيم بياناً أو موقفاً أو تصريحاً ضد إسرائيل، بل إن إسرائيل تدعمه بالسلاح والمال وتعالج جرحاه قرب الحدود فى الجولان السورى المحتل فى المستشفيات الإسرائيلية، ويقوم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بزيارتهم فى بعض الأحيان، داعش يبيع الأطفال والنساء فى سوريا وهى أحد مصادر تمويله تحت رعاية إسرائيلية، حيث يتولى الوسطاء تسليمهم للمافيا الإسرائيلية التى تدخلهم تل أبيب وتدير هذه العصابة محامية إسرائيلية بغطاء من بعض الحاخامات، كما تم العثور على أسلحة إسرائيلية لدى داعش فى مدينة الأنبار العراقية وبعض المحافظات السورية، وفى السياق ذاته اتهم عضو البرلمان السويدى «أدريان كابا» مباشرة إسرائيل والموساد بتدريب عناصر داعش.
ورغم أن تنظيم داعش أطلق صافرات الإنذار وأصدر قائمة طويلة تستهدف الزعماء العرب، إلا أن إسرائيل كانت آخر القائمة، لذا يرى المحللون الإسرائيليون أن خطاب أبوبكر البغدادى الذى يهدد فيه إسرائيل بشن هجمات على أراضيها واستهداف اليهود، هو مؤشر ضعف للتنظيم وليس تهديداً جدياً.
«داعش» يتعرض لضغوط كبيرة بعد الخسائر التى تكبدها فى العراق وسوريا بعد خسارته 40% من المناطق التى يسيطر عليها فى العراق، والقصف الفرنسى الروسى على مواقعه فى سوريا والانتصار عليه فى عدد من المواقع بدعم من قصف طائرات التحالف، فهل بات التنظيم أضعف من أى وقت مضى ويحاول زعيمه الآن اكتساب بعض الشعبية باستغلال القضية الفلسطينية وتهديد إسرائيل؟
تهديدات البغدادى لا تتعدى الاستعراض والمزايدة بسبب ما يتعرض له التنظيم من خسائر وهجوم لمحاربته الأنظمة وقتله الجنود العرب بدل التركيز على اليهود خاصة فى سيناء، لذلك ركز على فلسطين ليزيد من شعبية التنظيم ويسترد التعاطف معه، وإسرائيل تعلم جيداً أنها ليست على أولويات داعش بالرغم من وجود عناصر التنظيم على حدودها مع مصر وسوريا، وربما ذلك يجيب عن تساؤلات الكاتب البريطانى «روبرت فيسك»: لماذا لا يهاجم داعش إسرائيل أبداً؟ فى الوقت الذى يقول فيه إنه يكره الصليبيين والشيعة وأحياناً اليهود؟ ولماذا يتجنب التلفظ بكلمة إسرائيل؟ ولماذا تستهدف الهجمات الجوية الإسرائيلية أهداف الحكومة السورية والقوات الإيرانية الموالية لسوريا دوماً ولا تضرب معاقل داعش؟
نقلا عن الوطن
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com