قالت مارجريت عازر، أمين عام حزب الجبهة الديمقراطية، إن الأوضاع المتردية داخل الحزب هى التى دفعتها للتفكير فى الاستقالة بشكل جاد، والانتقال إلى حزب الوفد، كاشفة عن تلقيها عرضا من قيادات «الوفد» للانضمام إليه، والترشح على قوائمه فى إحدى الدوائر لخوض انتخابات مجلس الشعب.
ووصفت مارجريت، فى حوارها مع «المصرى اليوم»، الوضع داخل «الجبهة» بأنه «غير مؤسسى ويدار بشكل فردى وتحول إلى «حزب من الأصدقاء»، مضيفة: «هناك محاولة جادة لإقصائى عن منصبى الحالى، حتى إن قائمة التشكيل الجديد لقيادات الحزب التى يتم تداولها حاليا تخلو من اسمى» .. وإلى نص الحوار:
■ كثر الحديث فى الفترة الأخيرة عن نيتك الاستقالة من حزب الجبهة، ما حقيقة موقفك من الحزب حاليا، وماذا تتوقعين للمرحلة المقبلة؟
ـ سأستمر فى حوارى مع قيادات الحزب، خاصة الدكتور أسامة الغزالى حول كل الأخطاء الموجودة حاليا، والأوضاع التنظيمية بهدف «تصفية» الفترة الماضية، والاستعداد لفترة جديدة خاصة مع اقتراب الانتخابات الداخلية للحزب، فلابد أن أقدم «كشف حساب»، وأبرر الأخطاء الموجودة، قبل أن يلقى أحد المسؤولية على وحدى.
■ وعلى ماذا يحتوى «كشف الحساب» هذا؟
ـ على كل ما فعلته قيادات الحزب الحالية التى أُجبرت على التعامل معها رغم محاولاتى تغييرها بإجراء انتخابات أمانات المحافظات كجزء من ممارسة اختصاصاتى كأمين للحزب، لكن كل هذا كان يواجه بالرفض والإجهاض.
■ ولماذا كانت تجهض محاولاتك وتقابل بالرفض؟
ـ لأن هناك رغبة من قيادة الحزب لإقصائى عن منصبى لأننى الوحيدة التى تعرف كل شىء عن الحزب، والوحيدة التى تعترض على أى وضع خطأ. وأنا اعترضت على أن يتحول الحزب إلى «حزب الصداقات»، فكل أعضاء المكتب التنفيذى يتعاملون من منطلق أنهم اصدقاء.
كما أن الحزب أصبح يدار بشكل «غير مؤسسى»، فالاستقالات تقبل دون مناقشة، ثم يعود المستقيلون للحزب دون ملء استمارة جديدة للعضوية، ويتم ضمهم للمكتب التنفيذى دون موافقة الهيئة العليا التى بدورها تحتاج لتعديل لأن جميع أعضائها معينون وليسوا منتخبين.
■ وصفت الحزب من قبل بأنه «منهار» لماذا فى رأيك وصل الحزب إلى هذه الحالة؟
ـ لأنه للأسف الشديد يدار بشكل فردى من رئيس الحزب، وهذه ظاهرة موجودة فى مصر، فالجبهة ينسب لـ«حرب»، والتجمع ينسب لـ«رفعت السعيد»، وهكذا. الخلل ليس سببه النظام السياسى كما يروج البعض ولكن الخلل فى إدارة الحزب، كما أن اللائحة الخاصة بالحزب لا تطبق وهذه مشكلة أخرى.
■ ما الأسباب التى دفعتك إلى التفكير جديا فى الاستقالة من الجبهة؟
ـ هناك مناقشات دارت بينى وبين رئيس الحزب انتهت إلى طريق مسدود، وأوضحت لى الصورة المستقبلية للحزب، ففضلت ألا يذهب جهدى فى خدمة الحزب هباء.
■ ما المناقشات التى دارت مع رئيس الحزب؟
ـ الدكتور أسامة الغزالى حرب أقنعنى بخوض انتخابات مجلس الشعب كـ«مستقلة»، رغم أن الحزب مقاطع للانتخابات، ولا أعرف حتى الآن سبب إصراره على ذلك، ولقد قال لى إن قدراتى أكبر من مجرد أمين عام حزب، ويجب أن أكون برلمانية وأخرج للعمل القومى. فتساءلت عن مشاركتى فى انتخابات الحزب الداخلية التى ستجرى فى مارس المقبل فقال لى إننى سأتعرض لفترة تجميد عضوية قصيرة تنتهى فى ٣١ مارس أى أنه سيتم استثنائى من الانتخابات الداخلية. وقال لى أيضا «إنتى كده كده هتسقطى فى انتخابات الحزب هو فيه حد مجمد بينزل انتخابات»، فأصبت بصدمة من كلامه ولم أكن أتصور أن يستبعدنى الحزب، خاصة أنهم يريدون تمرير اللائحة الجديدة للحزب التى تجعل رئيس الحزب هو المنصب الوحيد المنتخب، والنواب والأمين العام يعينهم الرئيس، فإذا كان الكل سيعين فلماذا يتم إبعادى.
■ وما تفسيرك لذلك؟
ـ إقصائى عن منصب الأمين العام، لأننى العنصر الوحيد المعارض فى الحزب، وأعتقد أنهم يريدون إظهار أنه تم إقصائى عن منصبى بسبب خوضى انتخابات مجلس الشعب بالمخالفة لقرار الحزب، فتكون هذه هى «الشماعة» التى تعلق عليها كل الأخطاء.
■ تردد مؤخرا الحديث عن نيتك الانضمام لحزب الوفد، ما تفاصيل هذا الموضوع؟
ـ عرض الانضمام لحزب الوفد قدمه لى عدد من قيادات الوفد، وأعلنوا ترحيبهم بوجودى معهم بسبب كثرة المشاكل فى «الجبهة»، الأمر الذى دفعنى إلى التفكير جديا فى ترك الحزب بعد أصبح حل المشكلات شيئا مستحيلا.
■ وماذا تنتظرين لاتخاذ قرارك بترك «الجبهة» والانتقال إلى «الوفد»؟
ـ أن أوضح للرأى العام كل شىء، وأن تنعقد الجمعية العمومية، ويتم محاسبة المخطئين.
■ قيل إنك ستترشحين على مقعد الكوتة عن حزب الوفد، وقيل أيضا إن الوفد وضع اسمك على قائمة مرشحيه لدائرة شبرا؟
ـ لو انضممت للوفد فلن أخوض الانتخابات معه حتى لا يقال إننى تركت الحزب من أجل الانتخابات، وأنا لا أعلم شيئا عن ورود اسمى فى قائمة الوفد بشبرا، ولو فعلوا ذلك من أنفسهم «يشكروا».
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com