تنتقل التوترات السياسية بين المملكة العربية السعودية وإيران إلى ملاعب كرة القدم في الأسابيع المقبلة، ومن المقرر أن تلتقي فرق من الدولتين في بطولتي دوري أبطال آسيا وكأس أمم آسيا تحت 23 عاما.
وتدهورت العلاقات بين البلدين بشكل حاد أوائل يناير الجاري عندما أعدمت السعودية رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، ورد متظاهرون إيرانيون غاضبون بمهاجمة سفارة الرياض في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، وقررت الرياض قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.
ومع تصاعد المواجهة، طلبت أندية كرة القدم السعودية الرائدة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نقل مباريات دوري أبطال اوروبا بين أندية البلدين في فبراي المقبل إلى ملاعب محايدة.
وكتب محمد النويصر، نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، على حسابه بموقع "تويتر" أن الاحتجاجات التي تشهدها إيران أظهرت أنه لا ينبغي لها استضافة مباريات كرة قدم.
وهناك بالفعل 6 مباريات مقررة بين فرق من البلدين في مرحلة المجموعات خلال بطولة دوري أبطال آسيا، أكبر بطولة للأندية في القارة، واعتمادا على النتائج الأولية للمباريات الفاصلة، قد يكون هناك ما يصل إلى ثماني مباريات.
"يترك هذا الكثير من الفرص لتمدد التوتر إلى أرض الملعب"، حسبما قال جيمس دورسي، الخبير في العلاقة بين السياسية وكرة القدم بمنطقة الشرق الأوسط في جامعة "نانيانج" التكنولوجية بسنغافورة.
وأضاف دورسي، لـ"أسوشيتد برس"، "كرة القدم سياسة، وهذا أمر يتضح بالتأكيد في المباريات الدولية، لا سيما في بلدان مثل السعودية وإيران، حيث تقوى القبضة السياسية على الرياضة".
"السعودية تسعى، من خلال رفضها للعب مباريات بطولة دوري أبطال آسيا في إيران، إلى إظهار إيران كدولة غير آمنة وغير مستقرة"، وفقا لدروسي.
وردا على مزاعم السعودية بشأن قدرة إيران على استضافة مباريات دوري أبطال آسيا، أشار رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم، علي كافاشيان، إلى أن بلاده تستطيع استضافة مباريات العراق وأفغانستان في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلدين.
"إيران بلد آمن، وإذا كان مسؤولو كرة القدم في السعودية لا يتفقون مع ذلك، فعليهم تقديم الأدلة، الرياض منعت مواطنيها من السفر إلى طهران، لكن الرياضة لا علاقة لها بالسياسة"، حسبما نقلت صحيفة "طهران تايمز" عن كافاشيان.
وقال الاتحاد الآسيوي، في بيان الأسبوع الماضي، إنه يراقب الوضع في كلا البلدين، ولكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل.
وقد يواجه المنتخب السعودي، تحت 23 عاما، نظيره الإيراني في بطولة كأس آسيا تحت 23 عاما، والتي تنطلق اليوم في قطر.
وتلعب إيران ضمن المجموعة الأولى بالبطولة، بينما تتواجد السعودية في المجموعة الثانية، وهذا يعني أن الفريقين قد يتواجهان في الدور ربع النهائي إذا احتل أحدهما المركز الأول بمجموعته، وجاء الآخر بالمركز الثاني بالمجموعة الأخرى.
كما تحمل هذه البطولة أهمية لأنها ستحدد المنتخبات الآسيوية الثلاثة التي ستشارك في دورة الألعاب الأولمبية المقررة في ريو دي جانيرو هذا العام.
وتعول قطر، البلد المضيف، على تأهيل هذا الجيل من لاعبيها الذين سيشاركون في كأس العالم عام 2022 التي ستستضيفه.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com