أحلم أن يصل الدواء لكل إنسان يحتاج إليه
المنظور الإنساني ضروري لنجاح المشروع الاقتصادي
* بمساندة الله كنت أول من حصل علي ترخيص مصنع أدوية قطاع خاص
* قناة ctv بها برامج عن الوحدة الوطنية مع مراعاة الخطوط الحمراء
في رحلة حافلة بالنجاحات استطاع ترسيخ أقدامه في نشاط تصنيع الأدوية وأيضا في مجال الفضائيات المرئية العملاقة, فهو واحد من أهم خبراء مصر في الصناعات الدوائية إلي جانب شجاعته في اقتحام المجال الإعلامي حيث استطاع إنشاء محطته الفضائية في عصر ازدحمت فيه الأفكار والتيارات الدخيلة, ليرسخ المفاهيم الدينية والأخلاقية بسلاسة وعمق وبدون تعصب...
قال د. ثروت باسيلي عن عصر قداسة البابا شنودة الثالث:
نحن نعيش عصرا ذهبيا ربما لم تر مثله الكنيسة منذ مائتي سنة وفيه نمت من جميع جوانبها...
في محاولة لتحليل أسرار النجاح... قامت وطني بلقاء د. ثروت باسيلي وهو واحد من أهم رجال الصناعات الدوائية في مصر... ويرجع إليه الفضل في تأسيس الصناعات الدوائية الخاصة في مصر... حيث كان أول من نادي بكسر حلقات تصنيع واستيراد وتجارة الأدوية...
* اختيارك لدراسة الصيدلة... هل مردوده حب العلم والبحث العلمي... أم عن هواية ما؟
** كنت معجبا بمهنة الصيدلة, وربما أسهم في ذلك نجاحي بتفوق في الثانوية العامة حيث حصلت علي أكبر الدرجات في مادة الكيمياء وبالتالي أردت أن أستثمر هذا النجاح في عمل أحبه.
* كيف دخلت مجال صناعة الدواء؟
** تطورات عملي بمهنة الصيدلة وضعتني في هذا الطريق الذي لم أفكر فيه مسبقا ولم أخطط له, وأستطيع القول بأنها بالفعل كانت إرادة ربنا.
الريادة وكسر الاحتكار:
* د. ثروت باسيلي... كنت أول من نادي بكسر احتكار استيراد الدواء, كيف نجحت في تحقيق هذا؟!
** قمت بتقديم اقتراح للغرفة التجارية طالبت فيه بإدراج الأدوية ضمن السلع التي يسمح باستيرادها بدون تحويل عملة وبناء علي هذا الاقتراح تم السماح بإدراجها بالفعل, وكان ذلك في أوائل تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادي عام 1976, وبهذا تم كسر الاحتكار في نشاط استيراد الأدوية.
* ما مدي مساهمتك في كسر الاحتكار لتصنيع الدواء؟
** بمساندة الله لي كنت أول من حصل علي ترخيص إقامة مصنع قطاع خاص للأدوية بمصر في 29 ديسمبر 1978, رغم الصعوبات البالغة في ذلك الوقت, وبعدها تم فتح الباب للعديد من مصانع الأدوية الأخري (قطاع خاص), وبهذا تم كسر الاحتكار أيضا للنشاط الخاص بتصنيع الأدوية...
* أخذت دور الريادة أيضا في مجال مخازن الأدوية, فكيف ساهمت في ذلك؟
** بعد سلسة طويلة من الجهود القانونية الكبيرة, كنت أول من استطاع الحصول علي ترخيص مخزن أدوية... وبعد ما يقرب من ثلاثين عاما من تأميم مخازن الأدوية, وبهذا تم كسر الاحتكار في نشاط تجارة الجملة للأدوية.
* ما هي الصعوبات التي واجهتك في بداية تأسيسك لصرح آمون؟ وكيف تغلبت عليها؟
** لا أستطيع القول بأنها صعوبات لكن إجراءات كثيرة جدا, أولها أن مهنة صناعة الأدوية لم يكن مسموحا أساسا للقطاع الخاص بالعمل بها... واستغرقت سنوات عديدة في محاولة إقناع الجهات الرسمية في الدولة بأن صناعة الأدوية أصلا صناعة قطاع خاص في جميع دول العالم المتقدمة, وعلي الأخص في أمريكا والاتحاد الأوربي وغيرها وفي نفس الوقت فإن احتكار الدولة لصناعة الأدوية ليس موجودا علي مستوي العالم إلا في بعض الدول الشيوعية والتي لا يسمع لها أي صوت في مجال الإنتاج الدوائي... وبناء علي المطالبات المتعددة والمحاولات المستمرة والطرق علي الأبواب تمت الموافقة عام 1981 علي أول شركة قطاع خاص للأدوية في مصر وبعد ذلك توالت موافقات كثيرة, ولنا أن نتخيل أن إنتاج القطاع الخاص الدوائي في مصر يزيد كثيرا عن 70% من استهلاك الأدوية في مصر وأنه لولا دخول القطاع الخاص في وقت مبكر وتحت ضوابط قاسية لما أمكن الوفاء باحتياجات المجتمع من الأدوية في الأعوام الحالية والتي تجاوزت 14 مليار جنيه.
* اعتزازك الشديد بوطنك ومصريتك يظهر في اختيارك لاسم آمون... فمن أين استقيت هذا الاسم التراثي الساحر؟!
** في الواقع عندما بدأنا كنا نفكر في كيف نعبر عن هويتنا المصرية عالميا, ورأينا أن توت عنخ آمون يكاد يكون معروفا علي مستوي العالم تقريبا كما هو أيضا معروف في مصر, وقد اكتفينا بلفظ آمون علي أساس أنه مختصر لكنه يؤدي نفس الوظيفة.
بوتقة نار الأسعار
* في بوتقة غلاء الأسعار... هل بالإمكان تصنيع أدوية أقل تكلفة لتصبح في متناول كل مريض يحتاج إليها... خاصة أدوية الأمراض المزمنة؟
** في الوقت الذي يشكو فيه جميع الناس في كل الدول من أسعار الأدوية حتي في الدول الغنية والتي يتجاوز دخل الفرد فيها سنويا أضعاف ما يحصل عليه المواطن المصري, لكنهم جميعا يشتركون في الشكوي من الارتفاع الباهظ لأسعار الأدوية... ولبيان ذلك فإنني أقول أن أحد الأدوية الحديثة لمرض السكر والمادة الفعالة فيه اسمها بايوجلوتازون هذا الدواء ثمنه في الدولة التي قامت باختراعه (أمريكا) 6.5 دولار للقرص الواحد, وهو ثمن يشكو منه أغلب من يستعمل هذا الدواء, وعندما تم تصنيعه في مصر قامت لجنة التسعير بوزارة الصحة المصرية بتسعير الشريط الذي يحوي عشرة أقراص بمبلغ 30 جنيها مصريا الأمر الذي جعل مرضي السكر يشعرون بغلو الدواء عندما يدفعون 30*3=90 تسعون جنيها شهريا لصنف واحد من الأدوية التي يستعملونها!! وقد يكون هناك بعض الحق لشكواهم, لكن ماذا يمكن أن تفعل صناعة الدواء المصرية عندما تقدم نفس المركب بنفس الجرعة أرخص من سعره الدولاري في بلد منشأه- أي بنصف دولار تقريبا- مقارنة بـ6.5 دولار, ولذلك فإننا نقول بأن صناعة الدواء المصرية قدمت خدمات جليلة للشعب المصري في كل وقت بحيث وصلت إلي 92% من استهلاك الدواء في مصر عن طريق الصناعة المحلية, وهو رقم نسجله بكل فخر للصناعة المصرية التي وصلت إلي هذا المستوي.
* هل توجد معايير تحكم الأسعار الدوائية وتمنع شركات الأدوية من تخفيض أو زيادة أسعارها؟
** بالنسبة لتخفيض الأسعار فإن أي شركة تستطيع أن تخفض أسعارها في أي وقت تشاء وبأي نسبة, أما زيادة الأسعار فلا يتم رفع أسعار أي دواء إلا بنسبة بسيطة جدا وبعد عدد كبير من السنوات وبموجب مستندات موثقة كثيرة وبعد دراسة أسعار جميع البدائل في مختلف دول العالم, لذلك فإن عملية رفع أسعار أي دواء عملية شاقة جدا وغالبا لا توافق عليها وزارة الصحة ربما إلي الدرجة التي قد تصلغ إلي إيقاف تصنيع الدواء إذا تجاوزت تكلفه إنتاجه سعر بيعه ولم تستطع الشركة المنتجة إقناع وزارة الصحة بأن تزحزح السعر.
* هل تري أن العمل في مجال صناعة الدواء يحتاج إلي إبداع؟!
** تتميز صناعة الدواء بأنها إحدي الصناعات النشطة جدا في مجال الأبحاث حيث أن العملية تحتاج إلي سنوات عديدة من الأبحاث لاكتشاف جزئي واحد جديد فقط ويتكلف ما يترواح ما بين 600 إلي 800 مليون دولار أمريكي, كما يحتاج إلي تكوين عال جدا من البنية الأساسية حتي نصل إلي اكتشاف جزئي واحد فقط.
لا أقبل الفشل
* هل كان تأسيس محطة فضائية حلما تبلورت الفكرة لتتجسد في ctv؟
** بالنسبة لـ ctv فقد كانت أبعد ما يمكن عن تفكيري أو تصوري, لكن استمر أحد الآباء الأساقفة الأحباء مع مجموعة من الأصدقاء في دفعي بشدة نحو إنشاء قناة تليفزيونية تجمع اهتمامات وآراء الأقباط وتبلور شخصياتهم وطموحاتهم أمام العالم, وكان إصراري علي الرفض في ذلك الوقت لأن الإعلام ليس تخصصي ولا أريد أن أفشل في أي موضوع أقوم به ربما لأنني لا أقبل الفشل بسهولة ولا أستطيع تحمله, لكن أسفرت المباحثات مع خبراءالإعلام عن إمكانية تأسيسها طالما تتوافر الإرادة والخبرة والتكاليف, وهكذا بدأت ctv وأشكر الله من كل قلبي أنها استقبلت استقبالا حسنا, ومازالت تحاول تطوير نفسها كل يوم, ونأم لأن نصل إلي ما يرضي جمهورنا لأن هذا هو أثمن ما يمكن أن نحصل عليه.
*لماذا وقع الاختيار علي إسم ctv؟
** نشأت كلمة ctv عندما حاولنا أن يختار لنا قداسة البابا شنودة اسما للقناة من بين الأسماء المرشحة واستقر الرأي علي أكثرها تعبيرا coptic tv وهو الاسم الذي اختاره قداسة البابا.
الخطوط الحمراء
* ما هي سياسة محطة ctv؟ هل رعوية أم تربوية؟! وما معايير البث والسياسة البرامجية؟!
** هي مزيج من كل هذا... رعوية تربوية بناءة. أما معايير البث والسياسة البرامجية فهي تقديم الإيمان المسيحي وعقيدة الكنيسة القبطية مع اعتبار أنها لا تناقش أمور الأديان بين المسيحية وغيرها من الأديان فهذا خط أحمربالنسبة لها, وأيضا فإنها لا تناقش الفروق العقائدية بين مذهب مسيحي وآخر لأن هذا أيضا خط أحمر.
* ما أولويات البث البرامجي؟ وهل سيغطي العالم كله؟!
** ليست أولويات ولكن إلي أين وصل البث الآن!!... البث يغطي مصر والأمريكتين وأوربا وأستراليا, ولذلك فإننا نعتبر أن ctv وصلت إلي أغلب الأقباط في مختلف أنحاء العالم, وهناك أكثر من 60 برنامجا كل منها يعالج حاجة معينة تغطي اهتمامات ناس معينة.
* وكيف يمكن التصدي للتيارات الفكرية المناهضة والتي تسئ إلي المسيحية أو إلي الأديان الأخري؟
** يتم فقط إيضاح المفهوم القبطي لكل من يريد أن يستوضحه, لكنني لا أسمح ولا أفتح مناقشة الأديان والعقائد مطلقا لأنها خطوط حمراء.
تدعيم النسيج الوطني
* تدعيم النسيج الوطني ونشر ثقافة المحبة والسلام هدف جميل... هل سيتم تخصيص برامج من أجل هذا الهدف؟!
** حاليا توجد برامج لهذا... لكن إذا اعتبرنا أن هناك توجها عاما للقناة فهو... الوحدة الوطنية... مع مراعاة الخطوط الحمراء.
* ما الإمكانيات التكنولوجية الحديثة والمتاحه من حيث التجهيزات والمعدات والإستوديوهات اللازمة لإنتاج البرامج المختلفة؟!
** بعد أن انتقلت ctv إلي معناها الجديد أصبح لديها إمكانيات كبيرة فهي مكونة من سبعة أدوار بمساحة 600 متر مربع لكل دور مع توافر عدد 2 إستوديو, ربما لا يتوافر مثلهما في الحجم والتجهيز في مصر سوي ثلاثة إستوديوهات أخري... ويعطي هذا المبني الكبير بالتجهيزات المتقدمة الموجودة فيه طموحا أكبر للعاملين يساعدهم علي الإبداع وتطويرالبرامج التي يقومون بها.
الرؤية المستقبلية:
* استحداث أساليب في التعامل مع المشاهدين... هل سيشمل البث المباشر علي الهواء؟!
** سنعمل علي استخدام برامج البث المباشر قريبا, والموقع الإلكتروني للقناة موجود حاليا.
* هل هناك رصد إحصائي لأعداد مشاهدي ctv ولنوعيات البرامج التي يرغبون في أن تقدم لهم؟
** توجد لدينا فكرة واتجاه لعمل ذلك مستقبلا إن شاء الله.
* في تصورك... الإحباطات التي تلازم الشباب... كيف يمكن التغلب عليها؟
**الإحباط ظاهرة نفسية غير صحيحة فمفروض أن يكون لدي الإنسان أمل دائم في تغيير واقع الحال وتطويره إلي ما هو أحسن كثيرا... وإذا استطاعت ctv أن تعبر عن هذا التطور تكون قد نجحت وإلا فلا يكون نجاح.
* كيف تري أهم أحلامك علي الساحتين الدوائية والإعلامية؟!
** أحلامي هي استمرار التطوير في كل من المجالين. فبالنسبة للمجال الدوائي أحلم بأن يصل الدواء لكل إنسان ليعالج به كل مريض يحتاج إليه, أما بالنسبة للمجال الإعلامي فأحلم بأن تصل رسالة ctv إلي كل مشاهديها وأن تشبع طموحاتهم وتغير بعض مفاهيمهم... وهذا عمل إنساني من الدرجة الأولي.
* هذه بعض الملامح من شخصية إنسان مصري وطني حتي النخاع أخذ علي عاتقه أن يحمل هموم أبناء وطنه. ويساهم في توصيل رسالة الشفاء العلاجي أو الروحي... فمن هو د. ثروت باسيلي؟!
** لا يستطيع أي إنسان أن يصف نفسه... لكن ربما يصفه الآخرون, أما إن كان القصد هو شعوري الخاص... فأنا أشعر أن أكثر ما يسعدني هو القرب إلي الله وبالتالي فإن أكثر ما يتعسني أن أشعر بالبعد عنه, أما أمور العالم وكيف تسير... فهي تختلف من يوم إلي يوم لكنها جميعا تخضع للآية التي تقول: ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخيرللذين يحبون الله.
د. ثروت باسيلي في سطور:
* رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب بشركة آمون القابضة للاستثمارات المالية.
* عضو اللجنة العامة ووكيل لجنة الصحة بمجلس الشوري.
* عضو هيئة المكتب السياسي ولجنة السياسات بالحزب الوطني الديموقراطي.
* وكيل المجلس الملي العام للأقباط الأرثوذكس.
* رئيس شعبة الأدوية بالحزب الوطني الديموقراطي.
* عضو الغرف التجارية الأمريكية والألمانية بالقاهرة وغيرهما.
* حاصل علي الميدالية الذهبية للجمعية الصيدليه المصرية للتميز المهني, بخلاف العديد من الدروع والميداليات الأخري من جهات متعددة...
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com