كل من يفهم حقيقة الثورات النبيلة يعرف تماماً أنها ولدت فى التاريخ من أجل البسطاء والمقهورين من الشعوب و يفهم تماماً أن الغيورين بحق على الحراك الثورى المخلص لايمكنهم أبداً أن يتسموا بالغرور من البسطاء من الناس ولا يمكنهم التعالى على من قد حرموا من رغد العيش أو ذلك القسط من التعليم الذى يحميهم من مخاطر مجتمع لا يرحم أو شراسة مستقبل مجهول ضبابى.
ولذلك فحينما شاهدت فيديو السخرية من عساكر وجنود مصر الغلابة فى عيد الشرطة والذى شارك فى إثمه كل من الفنان الشاب أحمد مالك ومراسل" فاهيتا" شادى حسين أتيقن تماماً أن مثل هؤلاء الشباب قد تأثروا فى السنوات الأخيرة بمناخ يعج بالإنتهازية وشهوة الإنتقام وإنتفاء القدوة وفوضى ندرة الأخلاق التى نعيش فيها ..
أجيال نشأت بلا إنتماء مثل نباتات بلا جذور .. وقد تلوثوا فى السنوات الأخيرة بأقذر أنواع غسيل المخ على يد إعلام مجنون ومحموم وأهوج هدم أكثر مما بنى .. وشوه أكثر مما جمل .. إعلام مسئول عن وجود آلاف من الشباب على شاكلة أحمد مالك سوف يكبرون فى يوما ما والمفروض أنهم سوف يتحملون مسئولية ذلك الوطن الذى قد يترك فى أيدى من يضيعونه لولا أن يرحمنا ربنا بالنماذج المضيئة التى مازالت متمسكه بالمبادىء كالتى تربى عليها أجيال الآباء و الذين سوف يسلمون الراية آجلاً أم عاجلاً للأبناء .. الحقارة ليست فى مجرد إستخدام الواقى الذكرى كإهانة رخيصة للشرطة المصرية فى عيدها .. الحقارة شعرت بها حينما رأيت إبتسامات العساكر الطيبين الذين ظنوا أن هؤلاء الشباب يهنئونهم فى عيدهم بإخلاص وصفاء نية .. وربما تصوروا أن مالك يهون عليهم عملهم الشاق ويساندوهم فى خدمتهم للوطن الذين يحرسونه فى البرد القارس ونحن نجلس فى بيوتنا تحت الأغطية فى الدفء .. الحقارة كل الحقارة فى الغش .. فى الكذب على القلوب الطيبة .. فى إرتداء الشياطين لأقنعة الملائكة يسرحون بها فى غيطان مصر ويسعون لحرقها بسوء خلقهم فى يوم من الأيام .. إن لم يحمينا الله وينقذنا من شر هؤلاء .
لو كان مالك يمتلك ذرة من الشجاعة والمروءة والرجولة كان فعل ما قد فعله مع أحد ضباط الشرطة ممن يعرفون الفرق بين البالون والواقى الذكرى ولكنه إستغل فقر هؤلاء العساكر وجهلهم واستحل خداعهم بدم بارد .
لو كنت نقيبا للممثلين ما سكت عن تلك الواقعة أبدا وما ارتضيت أن يمثل أحمد مالك ضمن جموع الممثلين الشرفاء الوطنيين والمحبين لوطنهم والمقدرين لدور الشرطة والشهداء الذين يموتون كل يوم من أجل هذا الوطن ، لو كنت نقيبا للممثلين ما إستمعت لهؤلاء الذين يدافعون عن الحريات عمال على بطال أو يقبل بضغوطهم أو يخشى نفوزهم .. و لا أظن د. أشرف زكى سيكون أقل منى غضباً أو غيرة على الأخلاق أو على صورة كل من ينتسبون لنقابة المهن التمثيلية حتى لو بالتصاريح فقط .. لا أعرف ما رأى أهل مالك فى ما أسفرت عنهم تربيتهم لإبنهم وأوصلته الى هذا المستوى الحقير والمتدنى ؟! ، هل أصبحت حرية التعبير فى ذلك الزمان تسطر على الواقى الذكرى .. وهل يرتضى من يدافعون عن الحريات بذلك النوع من الحريات ؟
شعرت بالغثيان والقرف حينما شاهدت ذلك الفيديو .. لا غيرة على الشرطة المصرية فى حد ذاتها ولكن غيرة على الإنسانية جمعاء .. ومن المفارقة فعلا أنه يمكن القول أن من مزايا الواقى الذكرى أنه قد يمنع الحمل بطفل مثل أحمد مالك .. وليت أهله قد فعلوا ! .. وأرى أنه لو مر ذلك الحدث دون ردع أو عقاب .. فإننى فى تلك الحالة .. سأقول على الدنيا السلام
نقلا عن باباراتزى
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com