الغزالي حرب: الانفجار في مصر سيأتي نتيجة للأوضاع الاقتصادية وليس السياسية

عماد توماس | 2010-10-22 00:00:00

•فريد زهران: قوة التقرير في صدوره من الخارج لتمتعه بالحيادية والموضوعية
• صلاح عيسى: تركيب الطبقة العمالية في مصر ونسبتهم غير معروفه
• أسامة الغزالي حرب: الطبعة العاملة ككيان اجتماعي طبقة ارستقراطية !!

كتب: عماد توماس- خاص الأقباط متحدون
نظم مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات بالتعاون مع مركز البلد الثقافي، وبمشاركة من دار الخدمات النقابية والعمالية احتفالية أول أمس الأربعاء بمناسبة إطلاق الطبعة العربية من تقرير "النضال من أجل حقوق العمال في مصر"، والصادرة عن مركز المحروسة.
قام بعرض التقرير والتعليق عليه كلاً من الكاتب الصحفي صلاح عيسى، والباحث والسياسي د. أسامة الغزالي حرب، وشارك في الاحتفالية نخبة كبيرة من القيادات العمالية والنقابية ونشطاء المجتمع المدني.

دقة وحياد التقرير
عبر الأستاذ فريد زهران عن أهمية التقرير كونه يقدم صورة با نورامية عن الحركة العمالية في مصر، بالإضافة إلى أن التقرير دولي وصادر من الخارج وليس من مصر، موضحا أن صدوره من الخارج يرفع الحرج عن التقرير من كونه غير حيادي أو متأثر باى تيار، بالإضافة إلى تحرى الباحثين الأجانب الدقة والموضوعية في التقرير

رطانة سياسية
عبر الكاتب الصحفي صلاح عيسى عن سعادته بإصدار التقرير، متمنيا أن يكون بداية لنوع من المسح لأوضاع الطبقة العاملة في مصر، وان يصدر التقرير بشكل دوري والبحث عن مصادر أوسع للمعلومات والإحصائيات.

وتوقف عيسى، أمام بعض التفاصيل في التقرير منها:
قول التقرير أن "سكان المدن أكثر من الريف" ، معتبرا أن هذه المعلومة جديدة عليه، وشكك عيسى في الرقم الوارد في التقرير عن وجود 1900 احتجاج عمالي خلال 5 سنوات، مؤكدا على أهمية البحث عن مصادر للمعلومة (وعلق زهران إن هناك بعض التقارير الأخرى أشارت إلى وجود 2600 احتجاجا مؤكدا على ليس الصراع مع الدولة في عدد الاحتجاجات فلو وجد 10% من هذه الاحتجاجات فهو تعبير عن صحوة الحركة العمالية)

وأضاف عيسى، انه لا يعرف تركيب الطبقة العمالية في مصر ونسبتهم، حتى أن البعض يقول أن العمال الزراعيين اندثروا نتيجة نفورهم لمهنة الزراعة وهجرتهم للمدن معبرًا عن شعوره بأن التقرير به رطانة سياسية أكثر مما ينبغي، مؤكدا على انه لاحظ في السنوات الأخيرة أن حركة المجتمع المدني تعانى من "الرطانة" السياسة غلبت على ما تقدمة من تقارير وأصبح هناك توظيف لما هو حقوقي بما هو سياسي مؤكدا على القول الشائع إن "كل شئ في السياسة حلال" اى تحليل إقامة ضجة لاى موضوع من اجل إثارة الحكومة.

وتمنى عيسى من منظمات المجتمع المدني أن تقدم معلومات حقيقة وليس توظيف المعلومات من اجل رؤى سياسية، وتترك للمشتغلين في السياسة أن يتخذوا مواقفهم بناء على هذه المعلومات الحقيقة.

العشوائيات في مصر
من جانبه، أشاد الدكتور أسامة الغزالي حرب، الباحث والسياسي، بالتقرير مؤكدا على توافر الدقة العالية والتقدير السياسي فيه.
وأشار الغزالي ، إلى إن الأوضاع الاجتماعية في مصر تبشر بالانفجار مؤكدا على أن الانفجار في مصر سيأتي من الاقتصاد وليس السياسة، مشيرا إلى أن العشوائيات في مصر اقل تقدير لها 15 مليون مشيرا إلى راية أنها في حدود من 20 إلى 25 مليون، فوفقا للإحصائيات الرسمية هناك 1100 عشوائية. مضيفا : إذا انخرطنا في دراسة الأوضاع الاقتصادية سنجد أن الطبعة العاملة ككيان اجتماعي يمكن مجازا أن نقول عليهم أنهم من الطبقة الارستقراطية، مشيرا إلى وجود مواطنين يعيشون تحت خط الفقر وخط الحياة الآدمية.
وأوضح الغزالي، أنه بافتراضنا إننا نجحنا في تحديد حد ادنى للأجور 1200 جنية فكيف يستطيع المواطن المصري أن يعيش (يأكل ويشرب ويتعلم ويتعالج..) مقابل 40 جنية في اليوم مؤكدا أن هذا من رابع المستحيلات ، متسائلا : كيف يعيش ملايين المصريين ؟

وتحدى الغزالي، أن يذكر احد أسماء 10 باحثين مصريين جادين في مصر يدرسون السياسية الإسرائيلية دراسة إستراتجية جادة، ومتخصصين في معرفة المجتمع الاسرائيلى ، السياسية الاسرائلية، المستوطنات، الزراعة ، الصناعة؟!

مصر بلا نقابات
وفى تعقيب له انتقد الناشط العمالي كمال أبو عيطه، ما جاء بالتقرير في الرصد الكمي والنوعى لحركة العمال مشيرا إلى أن التقرير رصد ما يقرب من 10% من أحداث الحركة العمالية فقط،
وأكد أبو عيطه على أن مصر بلد خالي من النقابات العمالية والمهنية، مطالبا الباحثين إيجاد مخرج لهذه الإشكالية عن طريق رصد واقعي للقوى العاملة في التغيير.

خلفية
تتعلق أهمية التقرير بأنه صادر عن مركز التضامن العمالي العالمي وهو منظمة دولية غير ربحية تأسست من اندماج أربعة معاهد إقليمية تابعة لاتحاد العمال الأمريكي، وتهدف إلى تقديم المساعدة للعمال الذين يناضلون من أجل إقامة نقابات ديمقراطية ومستقلة، كما تتعلق أهمية التقرير أيضاً بأن مؤلفه الرئيسي هو "جول بنين" البروفسير الأمريكي المعروف، الذي تعتبر كتاباته عن الحركة العمالية في مصر هي الأكثر صدقاً وعمقاً واحتراماً في الأوساط الأكاديمية والعمالية في مصر والعالم كافة، وقد عمل إلى جوار بنين في هذا التقرير الهام نخبة من الباحثين الذين قدموا ما يشبه شهادة تاريخية حول أوضاع العمال في مصر الآن.