نبيل المقدس
تفاجأ الإعلامي عمرو أديب بمداخلة هاتفية في برنامجه "القاهرة اليوم" من رئيس الدولة عبد الفتاح السيسي ، حيث تناول خلالها بمنتهي البساطة والحب والوطنية بعض الأعمال و الانجازات التي تمت خلال الفترة ما بين توليته الرئاسة حتي في لحظة المداخلة .. كما لم ينسي بجانب الحديث ذِكر أهمية الحريات ... ويعترف إعتراف الأبطال والعظماء حول مشكلة الشباب قائلا " أحنا اللى مش عارفين نتواصل مع شباب مصر مش هم، و نبذل كل جهدنا للتفاهم معهم".وقال السيسي: "هقعد مع 10 من شباب الألتراس، للاطلاع على ما تم في تحقيقات مذبحة بورسعيد، وسأطلبهم بتزويدنا بما لديهم من معلومات"، وطرح السيسي على الأولتراس مبادرة لتشكيل لجان منهم لكشف ملابسات المذبحة، بتحقيقات مدعومة من مؤسسة الرئاسة، واستمر في الكلام بأنه حريص على دم كل مصري . "
لأول مرة نسمع من رئيس دولة مصري إعترافه " بأننا نعيش في بقايا دولة .. او أشلاء دولة " وأن هذه الحالة التي وصلت لها مصر ليست تراكمات 30 عاما .. بل تراكمات منذ 50 عاما أي منذ عام 1967 . كما صرح قبل كده .. أنه بيحاول في خلال أول اربع سنوات تثبيت الدولة ومنع إنهيارها ". لا شك أن العمليات الإرهابية التي تحدث يوميا تقوم علي عدم الإحساس بتنفيذ بعض الأعمال العظيمة في هذه الفترة . و شدد على أنه يزال يكافح بالموجودين معه بقدر ما يستطيع لمواجهة كل مواطن السوء بمصر، مضيفًا: "أتمنى ربنا يعيننا، لكن الموضوع يحتاج لأفكار وأسس وتعاون". ولم ينسي أن يعلق على واقعة القبض على إسلام جاويش، رسام الكاريكاتير، مقسمًا أنه لم يغضب من رسومات "جاويش" أو غيره، وأضاف "والله ما بزعل من حد وربنا خلقنا كلنا مختلفين وعمرنا ما هنتفق على حاجة واحدة، ومفيش بشر على قلب رجل واحد، والله ما زعلان من جاويش ولا من غيره.. أنا عندي أولاد ، وصدري لا يضيق على أولاد مصر".
إنقسمت اراء الناس حول يجوز لرئيس الدولة أن يقوم بعمل مداخلة لإحدي الفضائيات علي الهوي مباشرة .. أم لا يجوز له . تقول المجموعة الرافضة أنه كرئيس دولة كان عليه أن كان لديه كلمة للشعب أن يوجهها في خطاب أو مؤتمر .. لكن الرئيس كسر القواعد والبروتوكولات التي لا تفيد بشيء .. فعلا رئيس تميز عن غيره بالتواضع والحب للوطن والشعب .. فهو يجد نفسه فردا عاديا من بين الـ 90 مليون نسمة في مصر .. وفي كل خطبة كان وما يزال يذكر أنه سوف لا يقدر أن ينهض بالبلد إلا بوجود الشعب كله معه وخصوصا الشباب.
ببساطة المداخلة للرئيس في البرنامج جعلت مقدم البرنامج ا. عمر اديب يتكلم معه بكل تلقائية .. وكأنه يتحادث مع سخصية عامة .. مداخلة السيسي للبرنامج يدل علي حكمته ,فقد قال طارق صبري، مدير تحرير برنامج "القاهرة اليوم"، إن "الإعلامي "عمرو أديب" كان يتحدث عن أزمة الألتراس، ويطالب بوجود حل". وفجأة يجد الرئيس معه علي الهوي لكي يتحدث معه أمام الشعب عن المشكلة التي كان يتكلم عنها اديب وهي مشكلة الأولتراس , وهنا تظهر شجاعة هذا الرجل بأنه يواجه المشاكل بكل حكمة وقوة والإعتراف بها .. حيث قال انا لا اريدكم أن تنظروا فقط لشباب بورسعيد .. بل انظروا لشباب مصر كلها , ويستمر من خلال الخط الهوائي مضيفا " أنا عمري ما زعلت من حد .. لكن ممكن أزعل علي حالنا إللي بقي كدا ... ما أخذناش بالنا من تعليق شوبير سنة 2004 انه سوف يأتي الوقت وياتي الأولتراس .. فقد كان علينا أن نأخذ بالنا .
مواجهة المشاكل تمر بمراحل متوالية حتي نصل إلي حلها .. اول هذه الخطوات هو مرحلة الإعتراف بالمشكلة وهذا ما قام به الرئيس السيسي في مداخلته مع الشعب من خلال البرنامج .. ثم تأتي المرحلة الثانية وهي البحث عن الأفكار والفرضيات أو الحلول المستطاعة .. أي تقديم إحتمالات كثيرة , وهذا ما نوه عنه الرئيس في المداخلة بالإجتماع مع 10 من الشباب لمعرفة ما يريدونه لكي يجدوا حلا بقدر الإمكان لحل مشكلاتهم.
مجرد ان يتم تحديد الحلول المناسبة لمشكلة الشباب , تسرع الحكومة في تنفيذها .ولكن قبل التنفيذ تتأكد من ان هذه الحلول هي الفعاله لمشكلة الشباب , ولن يتفرع منها المزيد من المشاكل . وعلي الحكومة أن لا تترك جذور للمشكله لتبدأ منها المشكله من جديد . علينا كشعب وكحكومة أن نفكر في الحل بطريقة جيدة وفي هدوء ثم يتم تنفيذه علي الفور .
قرأت للبابا شنودة العظيم عن الهروب من المشاكل .. هذا النوع لا يواجه المشكلة بأي حل من الحلول، و يؤجل النظر فيها، تاركًا إياها إلى عامل الزمن: ربما بمرور الوقت تتطور .. أو تتغير أو تزول .. أو تتدخل عوامل أخرى لحلها..! ويكمل البابا شنودة .. ربما نجد بعض الشباب يواجه المشاكل بالزعيق والصياح، وبالغضب والنرفزة، وبالشتيمة والتهديد والوعيد، وبالصوت العالي الحاد، وبالألفاظ الجارحة. ولا يمكن لشيء من هذا كله أن يحل إشكالًا...
ويكمل البابا شنودة إن الأعصاب الهائجة وسيلة منفرة، تدل على قلة الحيلة.كما تدل على الفشل في استخدام الحوار والإقناع. وتدل على محاولة تغطية هذا الفشل بالعنف الظاهري، الذي هو شاهد على العجز الداخلى. أو هي محاولة لتخويف الطرف الآخر أو التخلص منه بهذا الأسلوب. ولكنها ليست طريقة اجتماعية محترمة. ويبقى معها الإشكال كما هو.
نعم ما فعله الرئيس السيسي في مداخلته في إحدي القنوات الرئسية .. والتحدث إلي الشعب من خلال كلماته كان فعلا وعملا كبيرا .. لآ يقدر أن يقوم بها أي رئيس دولة في العالم .. وهذا من منطلق أنه رجل إيجابي , ومتواضع , وقلبه وروحه علي الشباب والشعب كله ...! أتمني ان يدرك الشباب هذا العمل والكلمات التي سمعوها , ويضعون ايديهم في يد الرئيس لكي نقيم دولة مصرية مدنية حديثة .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com