اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء 10 فبراير/ شباط الولايات المتحدة بتحويل المنطقة حول بلاده إلى "نهر من الدماء".
وشدد الرئيس التركي على أن السبب في ذلك يعود إلى عدم فهم الولايات المتحدة لطبيعة نشاطات حزب العمال الكردستاني.
وشدد الرئيس التركي على أن الوضع في سوريا أصبح مشكلة أمنية بالنسبة لبلاده.
ووبخ الولايات المتحدة لدعمها الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وقال: "إن واشنطن عجزت عن فهم طبيعة الحزب الحقيقية، التي أدخلت المنطقة في بحر من الدم". وتساءل أردوغان موجها حديثه لواشنطن: "هل أنتم إلى جانبنا أم إلى جانب منظمة الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني الإرهابية؟".
وتعتبر تركيا الاتحاد الديمقراطي الكردي منظمة إرهابية، مشيرة إلى علاقته بحزب العمال الكردستاني، الذي يشن حملة منذ ثلاثة عقود للمطالبة بحكم ذاتي للأكراد في جنوب شرقي البلاد.
وكان مسؤولون أمريكيون تحدثوا عن أن واشنطن تعتبر موقف أنقرة من الأكراد إحدى العقبات الرئيسة في تسوية الأزمة السورية ومحاربة تنظيم "داعش".
يذكر أن أنقرة أبلغت الولايات المتحدة أكثر من مرة أن أكراد سوريا يسلمون أسلحة لحزب العمال الكردستاني الذي يستعملها في تركيا، بينما تعتبر واشنطن هذه الاتهامات عديمة الأساس.
وكان موضوع تهريب الأسلحة مطروحا أثناء زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي إلى تركيا، وأكد مسؤولون أتراك بعد ذلك أن أنقرة مستعدة لقصف حلفاء واشنطن في سوريا في حال استمرار تهريب الأسلحة.
هذا وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد حذر السلطات الأمريكية مؤخرا من دعم المقاتلين الأكراد في سوريا، ودعاها إلى البت في أمر شراكتها وأن تختار ما بين تركيا أو الأكراد الموالين لحزب "الاتحاد الديمقراطي".
وتحاشى جون كيربي الناطق الصحفي باسم وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء الماضي الإجابة مباشرة عن سؤال طرحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على واشنطن، عندما خيرها بين الصداقة مع أنقرة والتحالف مع أكراد سوريا.
واكتفى كيربي بالقول: "لا مجال هنا لأي أسئلة.. تركيا شريك لنا، وتربطنا بها علاقات التحالف، وسنبقى حليفا لها".
وردا على سؤال عن كيفية التعامل مع إطلاق أحد حلفاء واشنطن على حليف آخر كلمة "إرهابي"، أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أنه لا يرى أي صعوبة في ذلك.
وذكر المتحدث أن الجانب الأمريكي بدوره لا يعتبر حزب "الاتحاد الديمقراطي" التابع لأكراد سوريا جماعة إرهابية، بل يثق بالمقاتلين الموالين لهذا الحزب، باعتبارهم قوة فعالة تواجه تنظيم "داعش".
وفي الوقت نفسه لم يتمكن كيربي من المقارنة بين فعالية المساهمة التركية ومساهمة حزب "الاتحاد الديمقراطي" في الحرب ضد "داعش"، مكتفيا بالقول إن "كلا منهما يساهم في هذا الشأن بطريقة خاصة به".
وكانت تركيا رفضت رفضا قاطعا إشراك الأكراد في مفاوضات جنيف -3 وهددت بمقاطعتها في حال تم توجيه الدعوة لهم للحضور.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com