ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الحلفاء يختلفون.. غضب تركيا من أوباما يتصاعد

البديل | 2016-02-13 12:21:32

كان غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة للأكراد في سوريا، ملفتًا، حيث انتقد أردوغان بشدة الدعم الأمريكي لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي، مؤكدًا أن سياسة الولايات المتحدة حولت المنطقة إلى بركة دماء.

وجاء غضب أردوغان بعد تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، أكد فيها أن وحدات حماية الشعب الكردية ليست منظمة إرهابية، مما دفع الخارجية التركية لاستدعاء السفير الأمريكي في أنقرة الثلاثاء الماضي للتشاور والتوضيح.

نبرة تركيا الغاضبة عكست تخوفًا من الموقف الأمريكي، خاصة أن أردوغان كان قد نبه واشنطن خلال الأيام القليلة الماضية ومن خلال الصحفيين الذين رافقوه على متن طائرته المتجه إلى دول أمريكا اللاتينية، إلى ضرورة الاختيار بين تركيا أو الأكراد.

وكشف الغضب التركي مؤخرًا عن ورطة حقيقية في العلاقة بين واشنطن وأنقرة، وأن الموضوع يتعدى تساؤلات الرئيس التركي ما إذا كانت أمريكا تقف إلى جانب تركيا في الحرب على الإرهاب أم إلى جانب حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية؟ في إشارة إلى علاقته بحزب العمال الكردستاني الذي يشن حملة منذ ثلاثة عقود؛ للمطالبة بحكم ذاتي للأكراد في جنوب شرق البلاد.

مشكلة تركيا تكمن في أن الأكراد باتوا أقرب من أي وقت مضى من تخومها الجنوبية، بعدما سيطروا على مناطق حدودية تقع في الشمال السوري، وبالتالي باتوا يشكلون عمقًا يهدد تركيا، لاسيما أنه قبل أيام قتل جندي تركي خلال اشتباك في جنوب شرق تركيا مع أكراد حاولوا الدخول إلى الأراضي التركية من سوريا، مما يعني أن الحدود التركية السورية باتت تشكل حالة من الانفلات الأمني الذي سيزعج أنقرة، كما أن وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا وحلفاءها المحليين وضعوا خططًا لشن هجوم كبير يستهدف السيطرة على آخر قطاع من الحدود السورية التركية يسيطر عليه مقاتلو تنظيم داعش، مما يمنع سياسة الذراع الطويلة لتركيا في الداخل السوري.

الغضب التركي من أوباما يشير بوضوح إلى أنه لا حلول حقيقية في الجعبة الأمريكية لإعادة التوازن العسكري المفقود بين تركيا والحكومة السورية بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري.

يبدو أن أوباما ورط أردوغان في المستنقع السوري، خاصة بعد أن أخذ الرئيس التركي الضوء الأخضر من الناتو في إسقاط القاذفة الروسية، أو على الأقل تأمين غطاء سياسي لتركيا، بعد عملية إسقاط القاذفة الروسية من قِبَل الجيش التركي، فخلال مؤتمر صحفي أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولنبيرغ، ديسمبر الماضي، حق أنقرة في الدفاع عن نفسها، وقال: إن للحلف خططًا طويلة المدى للدفاع عن تركيا، وأضاف أن الحلف يبحث أيضًا في إجراءات حمائية إضافية لتركيا، من بينها تزويد أنقرة بمعدات عسكرية.

 يتجلى الموقف في التصريح السابق، فمن جهة أمريكا تدعم الأكراد الذين بدأوا بالتقدم بمحاذاة الحدود التركية، ومن جهة أخرى لا تستطيع تركيا إجراء أي عمل عسكري ضد التمدد الكردي على حدودها، فالدخول التركي للحدود الشمالية لسوريا مغامرة كبيرة ستكلفها الكثير، في ظل الممانعة الروسية التي وصفت إسقاط تركيا لطائرتها بالطعنة في الظهر.

المشهد الحالي يعطي انطباعًا بأن واشنطن تركت تركيا منفردة في مواجهة الدب الروسي، فخيارات التدخل العسكري الأمريكي في سوريا صعبة جدًّا، خاصة أن قرار الحرب في ظل الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية أمر مستبعد، ويبقى الحل الوحيد الذي تستطيع تركيا القيام به هو التحالف مع دول إقليمية أو خليجية للقيام بعمل عسكري في سوريا، مما يُعد مهمة انتحارية في ظل وجود القوة العسكرية الروسية، وحالة الإفلاس التي تضرب الدول الخليجية نتيجة لانخفاض أسعار النفط.

الجدير بالذكر أن هناك زيارات تركية ذات طابع عسكري مع دول خليجية تمت خلال الأيام الماضية، فبعد أيام على زيارة رئيس الأركان التركي خلوصي أكار إلى السعودية للمرة الأولى برفقة وزير الخارجية التركي داوود أوغلو، زار وزير الدفاع القطري خالد العطية أنقرة والتقى فيها خلوصي أكار، في مبنى رئاسة الأركان التركية.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com