17 رسالة للرئيس في خطابه بالبرلمان.. يفخر بانتماءه للمؤسسة العسكرية.. الفقراء أول أولوياته.. طالب العالم بدحر الإرهاب وللشباب: ثقتي فيكم بلا حدود.. الكنيسة وطنية ويطالب بتجديد الخطاب الديني

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، خطابًا وصفه الإعلام ب التاريخي، أمام البرلمان، وحملت كلمته عدة رسائل للداخل والخارج، في خطابه الذي أستغرق نحو 30 دقيقة.

بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته بتقديم التهنئة للنواب قال فيها "نواب ونائبات شعب مصر العظيم في بداية كلمتي إليكم اليوم أتقدم لكم جميعًا بخالص التهنئة على الثقة الغالية التي منحكم إياها الشعب المصري وتمتزج التهنئة بكل أمنياتي القلبية لكم جميعًا بالسداد والتوفيق في مهمتكم العظيمة ومسئوليتكم الجسيمة في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ مصرنا الغالية".

وأعلن الرئيس انتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان، بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء استثنائي فرضه الظرف السياسي.

طالبًا منهم الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الوطن.

حمل خطاب الرئيس رسالة إلى الجماعة الإرهابية وحلفائها الدوليين، أكد فيها انتصار المصريين واستعادة الوطن ممن أرادوا اختطافه لحساب أهدافهم المنحرفة ومصالحهم الضيقة.
 

حيث قال الرئيس في خطابه "من هذا المكان من تحت قبة برلمان مصر يعلن شعبنا للعالم كله أنه أرسى قواعد نظامه الديمقراطي وأعاد بناء مؤسسات الدولة الدستورية، لقد أستطاع شعبنا العظيم أن ينتصر للحرية والديمقراطية، لقد أستطاع أن يستعيد حلمه للمستقبل في مواجهة دعاوى الردة ودعاة التخلف. 

لقد استعادت الدولة المصرية بناء مؤسساتها الدستورية في إطار تتوازن فيه السلطات تحت مظلة الديُمقراطية التي ناضلت من أجلها الجماهير وحصلت عليها كمكتسب لها لن تفرط فيه أبدًا.
 

أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمؤسسة العسكرية المصرية، معربًا عن فخره بالانتماء إليها قائلاً: "لقد انتميت إلى المؤسسة العسكرية المصرية مقاتلاً وتعلمت فيها معاني الوطنية ومبادئ الشرف والإخلاص والتضحية وإنكار الذات ومارست ذلك على مدار أكثر من ثلاثين عامًا كانت مصر هي الأمل والرجاء، كان طموحي أن أرى وطني يحتل مكانته اللائقة بين الأمم، لم أتقاعس يومًا عن أداء مهمة أو تكليف، ومن هذا المنطلق أجبت نداء بني وطني وتحملت التكليف الذي كلفوني به لأتولى معهم وبهم مسئولية وطن في مهمة إنقاذ وبناء.
 

حيث أكد الرئيس على درايته منذ اللحظة الأولى بحقائق الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد في مختلف المجالات سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، مضيفًا "كنت مدركًا لدقائق الظروف الصعبة التي تحيط بمنطقتنا المضطربة وبأبعاد ما يُحاك لوطننا". 
 

وأضاف، أنه رغم صعوبة المهمة ووعورة الطريق إلا أن ذلك لم يقطع يقيني وثقتي بأننا نحن المصريين قادرون على تحدى التحدي ومجابهة المخاطر والعبور للمستقبل ما دمنا نمتلك الوعي الحقيقي والإرادة الصلبة ومتمسكين بوحدة الصف الوطني.

مشددًا بقوله: إن إيماني لم يتزعزع أبدًا في أن قدرات المصريين ستبلغهم الغايات وستحقق الآمال وستظل راية هذا الوطن عالية خفاقة بأيدي أبنائه جميعًا.
 

كما حملت كلماته رسالة ضمنية للإعلام طالبهم فيها بعدم الاستعراض، ووضع مصالح الوطن العليا نصب عينيه.
 

أشار الرئيس إلى أن الدولة المصرية واجهت إرهابًا أسود غاشم أستهدف الدولة المصرية بلا هوادة أو رحمة، لنشر الفوضى والخراب بين ربوع الوطن، مشيدًا بدور القوات المسلحة ورجال الداخلية في المواجهة، وكونهم يدفعون الدم ويقدمون الروح من أجل الحفاظ على مقدسات هذا الوطن، كما أشاد بصمود الشعب، قائلاً: استطعنا أن نكسر شوكة تنظيمات الإرهاب في الوادي وسيناء وعلى حدودنا الغربية، ولازلنا نواصل هذه المعركة بلا تراخي أو ملل. 
 

عدد الرئيس المشروعات التي تم إنجازها لرفع معدلات النمو الاقتصادي في زمن قياسي، مثل تنفيذ شبكة الطرق القومية بأطوال تصل إلى (5) آلاف كم، الانتهاء من تشييد مجموعة من المطارات المدنية بالتزامن مع إنشاء وتطوير مجموعة من الموانئ البحرية، تطوير شبكة الطاقة الكهربية، التوقيع على إنشاء المحطة النووية بالضبعة والتي سيبدأ العمل بها في غضون الأسابيع القادمة، شق قناة السويس الجديدة وافتتاحها أمام الملاحة الدولية، إطلاق المشروع القومي لتنمية محور قناة السويس، البدء في المشروع القومي لاستصلاح وزراعة مليون ونصف المليون.
 

شدد على مواجهة الحكومة الحازمة والفعالة لمن يتلاعبون بأقوات البسطاء، ومكافحة ارتفاع أسعار السلع الأساسية عن طريق توفيرها بأسعار مناسبة بمنافذ ثابتة ومتحركة، تمويل صندوق "تحيا مصر" لعدد من المشروعات والمبادرات التي يستفيد منها محدودو الدخل والبسطاء، وتنفيذ خطة شاملة لتطوير القرى الأكثر احتياجًا، وكذلك توفير العلاج لفيروس " C " لغير القادرين. 
 

كما تناول الرئيس الحديث عن العلاقات المصرية مع دول الجوار، قائلاً: نجحت الدولة المصرية في غضون العام ونصف العام، بفضل دبلوماسيتها العريقة وجهودها الحثيثة واتصالاتها السياسية المكثفة من أن تعيد انفتاحها على العالم كله شرقًا وغربًا، وبناء علاقات دولية رشيدة قائمة على التفاهم والمصارحة والاحترام المتبادل، واستعادة دور مصر الإقليمي والدولي.

مشيرًا إلى بعض هذه الإنجازات منها حصول مصر على مقعد غير دائم في مجلس الأمن في دورته الحالية، وترأسها لجنة مكافحة الإرهاب به، الجمع بين عضوية مجلس السلم والأمن والأفريقي، ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغيير المناخ.
 

قال الرئيس في ختام كلمته "من هُنا من داخل مجلسكم الموقر، وعلى مرأى ومسمع من العالم كله أجدد دعوة مصر للعالم كي تتضافر الجهود لدحر الإرهاب الذي بات يمثل الخطر الأكبر على الحضارة الإنسانية والتهديد لحاضر الدول والشعوب ومستقبلها، ويجب أن تكون مواجهته وفق رؤية متكاملة وعلى أعلى مستوى من التنسيق بين دول العالم، وتراعى الأبعاد الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية.
 

أشاد الرئيس بالتمثيل غير المسبوق للشباب والمرأة والأقباط وذوى الاحتياجات الخاصة، موجهًا رسالة إلى المرأة والنائبات قائلاً: أخاطب من خلالكُن المرأة المصرية صوت ضمير الأمة النابض بعشق الوطن التي أثبتت دومًا أنها صمام أمان مصر وشعبها، عبرن عن قضاياكن وكن صوتًا للحق تحت هذه القبة، تمسكن بحلمكن في وطن مستقر وآمن، ودافعن عن ذلك بكل ما آتاكن الله من عزيمة وإرادة وتحدى".
 

توجه الرئيس خلال خطابه بكلمة إلى الشباب، قائلاً: شباب مصر المتحمس إن سعادتي لا توصف بأن أرى هذا التمثيل الكبير لكم في البرلمان، أرى فيكم الأمل والمستقبل وثقتي فيكم بلا حدود، وتلك الثقة هي التي تدفعني لليقين بأنكم ستكونُون نواة حقيقية ومحترمة لحياة سياسية متجددة قائمة على الثوابت الوطنية يدفعها حماسكم للأمام. 

قال الرئيس: لدى اطمئنانًا وفرحة تسري بين جنبات نفسي وأنا أرى تمثيلاً مشرفًا لذوى الاحتياجات الخاصة، بل ذوى القدرات الخاصة الذين يمثلون رمزاً مصرياً خالصاً قادراً على التحدي والإرادة ويشكلون نموذجاً للتحدي ومواجهة الصعاب ما أحوجنا إليه. 
 

أشاد الرئيس بدور كلاً من الأزهر الشريف والكنيسة في إرساء قيم التسامح والمحبة وقبول الآخر، واصفًا الكنيسة المصرية بـ الأصيلة والوطنية.
 

وأختتم كلمته للنواب طالبهم فيها بأن يكونوا انعكاسًا حقيقيًا لنبض الجماهير، مشددًا: "مارسوا العمل السياسي بتجرد ونزاهة.. اعملوا على بناء حياة سياسية سليمة.. مارسوا سلطة التشريع والرقابة بالتكامل مع باقي سلطات الدولة التنفيذية والقضائية ومؤسساتها جميعًا.. أدعوكم لأن تكون قضايا التعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الديني على رأس أولوياتكم وأن يكون محدودو الدخل والشباب والمرأة موضع اهتمامكم".