أكد الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين التزام دمشق باتفاق الهدنة ووقف الأعمال العدائية المقترح من روسيا والولايات المتحدة، على الرغم من تعبير ائتلاف المعارضة السورية الذي تدعمه المملكة السعودية عن وجود "مخاوف كبرى" لديه بشأن تطبيق هذه الهدنة، المقرر أن تبدأ في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وقال سالم المسلط ، المتحدث باسم اللجنة العليا للمفاوضات لائتلاف المعارضة، إن الائتلاف يخشى من مواصلة القوات الروسية وقوات الرئيس الأسد ضرباتها على فصائل المعارضة الرئيسية بحجة ضرب "جماعات إرهابية" خلال فترة الهدنة.
وقال الكرملين والرئاسة السورية إن الرئيس السوري أبلغ نظيره الروسي استعداد حكومته للمساعدة في تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا.
وشدد الكرميلن على أن الرئيسين أكدا في المكالمة الهاتفية على ضرورة مواصلة القتال "بلا هوادة" ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والجماعات الإرهابية "المدرجة في القائمة الخاصة لمجلس الأمن الدولي".
ومن المقرر أن يبدأ اتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي رعته الولايات المتحدة وروسيا، بعد منتصف ليل الجمعة بالتوقيت المحلي، ولا يشمل المناطق الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية وفرع تنظيم القاعدة في سوريا، جبهة النصرة، أو أي جماعة متطرفة أخرى وصفت بالإرهابية من قبل مجلس الأمن.
خلافات في الرأي
وقال الكرملين أيضا، إن الرئيس الروسي اتصل هاتفيا بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وعرض عليه تفاصيل اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا الذي اقرته روسيا والولايات المتحدة.
قتل جراء الصراع في سوريا أكثر من 250 ألف شخص
وأضاف الكرملين أن الملك السعودي أشاد بالاتفاق وأعرب عن استعداده للعمل على انجاحه.
وأكد المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف الاتصال الهاتفي مع الرئيس الأسد، قائلا كانت ثمة خلافات في الرأي بين موسكو ودمشق، بيد أن روسيا هي واحدة من البلدان القليلة التي ما زالت على صلة بـ " الرئيس السوري الشرعي"، دون أن يوضح تفاصيل أخرى في هذا الصدد.
وأضاف بيسكوف متحدثا للصحفيين، أن موسكو نفذت الجزء المتعلق بها (من الاتفاق) وتتوقع من الولايات المتحدة أن تفعل ما يتعلق بها للتأكد من التزام الجماعات التي تدعمها بوقف إطلاق النار.
وشدد بيسكوف على أن "الهدف الرئيسي هو ايقاف إراقة الدماء في سوريا".
وقال ردا على سؤال: هل تمتلك روسيا خطة احتياطية (خطة ب) في حالة عدم الالتزام بوقف اطلاق النار؟ " نحن نركز على الخطة (أ) الآن ... ومن المبكر جدا الحديث عن خطط أخرى".
اتفاق قلق
يهدف الاتفاق الى "وقف إراقة الدماء في سوريا"
ويبدو اتفاق وقف اطلاق النار قلقا، إذ من الصعب تحديد بدقة، وسط خطوط جبهات القتال المعقدة في سوريا، كيف سيتوقف إطلاق النار وكم هي الفترة، واين ستتم العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية؟
كما لم يحدد الاتفاق آلية التعامل مع حالات خرق الهدنة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قال أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، الثلاثاء، إنه لا يضمن نجاح اتفاق وقف إطلاق النار، بيد أنه أفضل طريق لإنهاء خمس سنوات من العنف في سوريا، قتل فيها أكثر من 250 ألف شخص وهجر فيها 11 مليون شخص بعيدا عن ديارهم.
وأضاف كيري إنه طالما "استمر القتل، فإن هذه الدائرة المدمرة ستغذي نفسها، ولهذا فإننا نحث جميع الأطراف على دعم الهدنة المرتقبة، ولهذا السبب أيضا، نجدد المطالبة بوجوب ايجاد حل دبلوماسي، لأنه من الضروري التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الحرب".
وأردف كيري أنه "في حال لم تنجح عملية التفاوض فإن هناك خطة بديلة "، في إشارة إلى خطط طوارئ غير محددة يعتقد أنها تشمل العمل العسكري.
ومن جهته، أشار المسلط إلى إن لجنة التفاوض العليا ستظل في اجتماع مفتوح في العاصمة السعودية، الرياض، وما زلت تبحث عن ضمانات وتوضيحات من الولايات المتحدة بشأن آليات تطبيق الاتفاق.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com