ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

التمييز ضد المرأة.. تفرقة واستبداد وانتقاص للحقوق

ميرفت عياد | 2010-10-28 00:00:00

تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات أمر صعب للغاية
لماذا دائمـًا يرغب الرجل في أن تكون المرأة تابعـًا وظلاً له؟
أبشع صور التمييز التي تـُمارس ضد المرأة هي التي تـُمارس من الزوج

منذ طفولتها وهي تشعر بالقهر والتمييز من قـِبل والدها
تعرضت أثناء عملها في أحد البنوك للتخطي في الترقية بالرغم من أنها أولى من زميلها
لا يساعدها زوجها طيلة اليوم في أي عمل تقوم به

كتبت: ميرفت عياد

 توافق هذا العام الذكرى الثلاثين؛ على توقيع "مصر" على اتفاقية "القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة"، والتى أقرتها "الأمم المتحدة"، بهدف حماية المرأة من أي تفرقة أو استبداد أو استعباد، يتم على أساس الجنس، ويترتب عليه انتقاص للمرأة في حقوقها السياسية، أو الاجتماعية، أو الثقافية أو المدنية.

 والحقيقة أنه خلال السنوات الماضيه حصلت المرأة في "مصر" على بعض من حقوقها؛ نذكر منها على سبيل المثال، تعيينها في مناصب قيادية عليا، (قاضية، أو عضوة مجلس شعب، أو عميدة لإحدى الكليات)، كما صدر لصالحها قانون الخلع الذي يقيها من بطش الزوج وتسلطه عليها.

 وبرغم تلك الجهود المبذولة، إلا أن هناك العديد من الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تـُحرم منها المرأة، ولا تتساوى فيها مع الرجل، هذا إلى جانب العديد من صور التمييز التي تواجها المرأة في حياتها العائلية أو العملية.

 وعن صور التمييز الذي تجده المرأة في حياتها؛ تحدثت بعض السيدات وأعربن عن آرائهن في هذا الشأن.

العادات والتقاليد الشرقية
 تقول "شادية" -مـُدرسة- أعترف أن تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في الحقوق الواجبات، هو أمر صعب للغاية، لأن الرجل بطبيعة تكوينه وثقافته المستمدة من العادات والتقاليد الشرقية، لا يعترف بقدرات المرأة؛ سواء الذهنية أو الإبداعية أو القيادية، ولا يؤمن بأن المرأة قد تكون أكثر كفاءة منه في بعض الأعمال، لأن هذا الإيمان يقلل من صورته القوية تجاه ذاته، وهذا يتضح في أي نقاش يدور بين الرجل والمرأة؛ سواء كانوا زملاء في مجال العمل، أو حتى زوجين، فدائمـًا ما نجد الرجل يقول للمرأة: "أنا أفهم أكثر منكِ، أنا أكثر كفاءة منكِ، أنا أحق بالترقية"؛ إلى آخره من كلمات تدل على تمييز مطلق تجاه المرأة، حتى لو كان دون وجه حق.

مراتي مدير عام
 وترى "ماريان" -مهندسة- أن أبشع تمييز يـُمارس ضدالمرأة، يتمثل بصورة صادقة في فيلم "مراتي مدير عام"، حيث جسد الفنان "صلاح ذو الفقار" شخصية الرجل الشرقي، الذي يبدو من الخارج متصالح مع نفسه وسوي، ولكنه ظهر على حقيقته عندما تم تعيين زوجته -والتي قامت بدورها الفنانة الجميلة "شادية"- مديرًا عامـًا في المصلحة التي يعمل بها، ولهذا تبادلت الأدوار؛ فالزوج في البيت رئيسـًا، وفي العمل مرؤسـًا، وهذا سبـَّب له اضطراب نفسي لم يستطع احتماله، حتى أنه أخفى أمام زملاءه أنها زوجته.

 وأضافت "ماريان" أنه من هنا يثور التساؤل: لماذا دائمـًا يرغب الرجل في أن تكون المرأة تابعـًا وظلاً له؟ لماذا يرفض أن تتنافس معه في مجال العمل مادام هذا التنافس شريفـًا؟ لماذا يقبل الأوامر من مديره الرجل ولا يقبلها من مديرته المرأة؟ كل هذه الاسئلة يجب أن يجيب عليها الرجل، حتى يستطيع الخروج من جعبة الأنانية التي يعيش داخلها.

أبشع صور التمييز
 وتشعر "سعاد" -موظفة بالتمييز الذي يـُمارس ضدها منذ الساعات الأولى من الصباح؛ فتقول: "أستيقظ كل يوم في الفجر لكي أعد طعام الإفطار والساندوتشات لزوجي وأولادي، ثم تأتي لحظات عذاب استيقاظ الأولاد، وارتداء ملابس المدرسة التي لا يرغبون في الذهاب إليها، وبعد أن تقلهم سيارة المدرسة، أبدأ في تجهير جزء من الغذاء، وعمل فنجان قهوة لزوجي قبل أن يذهب إلى عمله، وبعد هذا تعلن دقات الساعة أنه آن الآوان لكي أذهب أنا الأخرى إلى عملي".

 وتضيف.. من هنا تبدأ رحلة عذاب جديدة مع المواصلات، والتحرشات التي لا تنتهي في الأتوبيس، وعند وصولي إلى العمل، أجد مديرًا لا يرحم، وزملاء رجال يروا أنني لا أستحق المنصب الذي مـُنح لي مؤخرًا، وبعد يوم طويل من العناء ومشاكل العمل التي لا تنتهي، أعود إلى المنزل لاستكمال تجهيز طعام الغذاء، وأساعد الأولاد في دروسهم، وأقوم بترتيب المنزل، كل هذا والزوج لا يفعل شيئـًا سوى الذهاب إلى العمل، ثم العودة لمشاهدة التليفزيون، أليست هذه هي أبشع صور التمييز التي تـُمارس ضد المرأة؟؟ وهي التي تـُمارس من الزوج؟!

شوكة في ظهري
 وتوضح "هند -طالبة جامعية- أنها منذ طفولتها وهي تشعر بالقهر والتمييز من قـِبل والدها، بينها وبين إخوتها الأولاد، فدائمـًا ما كان والدها ينهرها وينصرهم عليها، حتى لو كانوا هم المخطئين، ودائمـًا كان يغضب منها لخروجها مع أصدقائها،  أو لتأخرها خارج المنزل، أما إخوتها فمسموح لهم بالتأخر إلى ما بعد منتصف الليل، وعندما تعترض يقول لها والدها: (انتِ بنت.. يعني "شوكة في ظهري"، أما هم رجالة، مفيش خوف عليهم)، هذا بالإضافة إلى أن والدها يجبرها على تحضير الطعام والشراب لمـَن يريد من إخوتها، ودائمـًا ما كانت والدتها تتقبل هذا برضاء، وعندما كانت "هند" ترفض وتشتكي لأمها من سوء معاملة أبيها القاسية لها، وتمييزه بينها وبين إخوتها، كانت والدتها تطيب خاطرها وتقول لها: إن والدك يحبك ويخاف عليكِ، إلا أنها لم تشعر أبدًا بهذا الحب.

ناقصات عقل ودين
 وتشير "كريمة" -موظفة بأحد البنوك- إلى أنها تعرضت أثناء عملها للتخطي في الترقية، بالرغم من أنها الأولى من زميلها بهذه الترقية، لأنها تكبره سنـًا، وأعلى منه في الدرجة الوظيفية، كما أنها مشهود لها بكفائتها في العمل، وعندما قامت بالاعتراض والشكوى إلى رئيس العمل، تم تحويلها إلى التحقيق، وعوقبت بخصم عشرة أيام من راتبها، لأنها تعدت على رئيسها واعترضت على قرار قام بإصداره، كما قامت باتهامه بالتمييز والمحاباة لهذا الموظف، لأنه رجل مثله، وذلك لعلمها بأنه ينظر إلى جميع النساء نظرة دونية، باعتبارهم ناقصات عقل ودين، ولا يحق لهم منافسة الرجال في العمل.

زوجة كادحة
 وتحكي لنا "أسماء" -زوجة حارس أحد العقارات- أنها منذ الصباح الباكر تقوم بتنظيف سلالم العمارة، وسيارات أصحاب الشقق، وإحضار الطلبات لمـَن يريد من السوق، والمساعدة في تنظيف الشقق لمـَن يطلب منها هذا، كل هذا وزوجها لا يفعل شيئـًا سوى احتساء الشاي، والجلوس على أريكة موضوعة خارج العمارة، بادعاء أنه يحرس العمارة، حتى أن أولادها تتركهم طيلة النهار مع حماتها، وفي نهاية اليوم تدخل تلك الزوجة الكادحة إلى حجرتها لتحضر لزوجها وأولادها وجبة العشاء، دون أن يساعدها زوجها طيلة اليوم في أي عمل تقوم به.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com