مع كل أزمة يمر بها إخوتنا الأقباط لأسباب مجتمعية أو قضائية أو سياسية يقلب نفر من النشطاء الأقباط فى الخارج ظهر المجن للرئيس، وكأن الرئيس هو من أعطى فتاة المنيا صفراً فى الامتحان، أو حرّض الأطفال على التظاهر ضد تعيين مديرة مسيحية للمدرسة، أو ارتقى منصة القضاء وحكم بسجن أطفال المنيا الثلاثة خمس سنين مع الشغل والنفاذ!
وكأن السيسى يضطهد الأقباط فى منازلهم، ومعها ينعون على إخوتنا فى الداخل تأييد الرئيس، ويلومونهم على حبهم لمنقذهم من الاحتلال الإخوانى، هذا أمر عجيب! ماذا فعل السيسى لهؤلاء، وماذا لم يفعله لهؤلاء؟.. هل يتدخل فى الأحكام القضائية، هل يعطى الطالبة الدرجات النهائية، هل يمد أطفال المدرسة فى الفصول؟.. هذا مجتمعكم يا سادة، وهذا قانونكم، هذه مدارسكم، تركة ثقيلة، أعينوا الرئيس عليها!
علاقة السيسى بالمصريين والأقباط فى القلب منهم لا تخضع لقضايا عارضة وليدة مجتمع طافح بالعنصرية والطائفية والتمييز، كلنا فى الهم قبط، العنصرية والطائفية والتمييز لا تستهدف إخوتنا كونهم أقباطاً، بل تستهدف الجميع، الكل كليلة، التمييز كأس عذاب وداير على الجميع، من منا من لم يكتو بالعنصرية والطائفية والتمييز؟! نحن شعب يضطهد نفسه بنفسه، يخمش وجهه، وفى هذا لدينا مرجعيات مجتمعية موروثة تحتاج إلى ثورة لتغيير المفاهيم والقوانين، أين قانون عدم التمييز، لماذا تبقى مادة الازدراء كحية تسعى فى الأرض تلتهم أفراخنا الصغار؟!..
فتاة المنيا وقصتها معروفة مع إدارة الامتحانات، ومديرة المدرسة قصتها معروفة مع الإدارة التعليمية، والأطفال الثلاثة قضيتهم فوق المنصة، ما دخل الرئيس؟! هذا خَبَث الحديد، خبث مجتمع، أسوأ ما فينا يظهر تباعاً، العنصرية ساكنة تحت الجلد، والطائفية ترعى فى قعور البيوت، والقضاء قانون، لو كان على السيسى لطبطب على ظهور المصريين جميعا، أين النواب الأقباط والمسلمون من مادة الازدراء التى تذبح الجميع؟!.
تجربة الأقباط مع السيسى خلال 18 شهراً من الحكم تقول بأن الرجل لا يفرّق بين المصريين، بل هو متهم بمحاباة الأقباط من قِبَل الإخوان والتابعين، ولم يدخر فى إعلان حبه للمصريين أن حضر احتفالات عيد الميلاد المجيد فى الكاتدرائية المرقسية فى عيدين متتاليين متحملاً سخافات المتطرفين، وخطب فى المولد النبوى الشريف أن عيّدوا على إخوانكم، وصار حضور الرئيس عيد الميلاد فى الكاتدرائية من تقاليد مؤسسة الرئاسة المصرية، وانتفض هصوراً لذبح الأقباط المصريين فى ليبيا، ولم يبت ليلتها إلا ونسور الجو يدكون مواقع «داعش» ثأراً وكرامة، وهذا ليس بغريب على رئيس المصريين.
السيسى الذى اعتذر للأقباط عن التأخير فى إعمار ما حرقه وهدمه الإخوان من الكنائس، ووعد بإعمارها جميعا قبل عيد الميلاد المقبل، وكلف القوات المسلحة بإنجاز المهمة الوطنية، هو نفسه الذى أعلن عن بناء كنائس فى خطاب عام، وكانت الكنائس قبلها تبنى خفية وتحت ستار خشية المتطرفين، السيسى لم يدخر حباً للمصريين وفى القلب منهم الأقباط.
تفخيخ العلاقة بين الأقباط والرئيس هدف الإخوان والتابعين، فاشلون حتى الآن فى إشعال الفتنة الطائفية فى ثياب الرئيس، الإخوان تتقلع لهم عين وتتعكر المياه بين الرئيس والأقباط، وينفقون إنفاق من لا يخشى الفقر على نفر من الأقباط الخارجين عن الجمع القبطى الكريم فقط لإحداث فرقة متوهمة بين الأقباط والرئيس.. هيهات وفى القلب منا بابا مصرى لا يخشى فى حب الوطن لومة لائم، صاحب العبارة البليغة: «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»!.
لا تمكنوهم من الرئيس، الإخوان يستثمرون وقائع بعينها فى قرى الصعيد صنعوها على أعينهم وبخلاياهم النائمة لضرب هذه العلاقة، يقتلون القتيل ويمشون فى جنازته ويذرفون الدمع الهتون، من ذا الذى حرّض أطفالاً فى مدرسة على رفض مديرة مسيحية؟ هل إسقاط فتاة المنيا المتفوقة هكذا حدث؟.. أما القضاء فقضاء!!.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com