تطرقت صحيفة "كوميرسانت" الى احتمال انتقال "الدولة الإسلامية" الى ليبيا بسبب استمرار الهجمات التي يشنها ائتلاف تقوده روسيا وآخر تقوده الولايات المتحدة على مواقعها في العراق وسوريا.
جاء في مقال الصحيفة:
أشار مسؤول في الأجهزة الأمنية المغربية الى ان استمرار الهجمات التي يشنها الطيران الروسي وطيران الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة على مواقع مسلحي "داعش" في سوريا والعراق، قد يؤدي الى اجبارهم على الانتقال الى ليبيا، بعد مضي خمس سنوات على الاطاحة بالعقيد القذافي وعدم وجود حكومة ليبية موحدة وقوات ليبية قادرة على مواجهتهم.
الطائرات الروسية تهاجم مواقع "داعش" في سوريا
من جانب آخر تشير وسائل الاعلام الغربية الى نشاط ملحوظ للولايات المتحدة وأوروبا في اتجاه تشكيل وحدات ليبية مدربة وقادرة على مواجهة "داعش". كما تجري مشاورات مكثفة من أجل تشكيل حكومة ليبية موحدة تتخذ تسمية "حكومة الوفاق الوطني".
وقال مدير مكتب التحقيقات في المغرب عبد الحق هيام في تصريح لصحيفة "Maroc Hebdo" الأسبوعية، ان تغير استراتيجية "داعش" هو نتيجة لفقدانها مواقعها في سوريا والعراق. لذلك عليها توسيع رقعة نشاطها، وأضاف: "بفضل الضربات التي يتعرض لها الارهابيون في العراق وسوريا بدأت الكماشة حول "داعش" تضغط بقوة. لذلك يدرسون مسألة نقل مقرات القيادة الى ليبيا، حيث الظروف مواتية أكثر لنشاطهم".
وهكذا، بعد مضي خمس سنوات على الاطاحة بالقذافي قد تصبح ليبيا ساحة مثالية لتنفيذ الاستراتيجية الجديدة لـ"داعش"، الهادفة الى توسيع نشاطها قدر الإمكان عن طريق "الارهاب الشامل". فتحكم ليبيا حاليا حكومتان، واحدة مقرها طبرق في الشرق، معترف بها دوليا، والثانية في طرابلس.
العقيد معمر القذافي
وان ما يساعد "داعش" على فرض سيطرتها، هو وجود مساحات واسعة ومناطق كثيرة غير خاضعة لأي من الحكومتين، إضافة الى عدم وجود قوة عسكرية قادرة على مواجهتها. لذلك يبذل الارهابيون جهدهم من أجل فرض سيطرتهم على الساحل الليبي وموانئ تصدير النفط الخام راس لانوف والسدير وبن جواد، وطبعا على حقول النفط التي يطلق عليها اسم "الهلال النفطي" الذي يقدر احتياطي نفطه بـ 48 مليار برميل.
ميناء راس لانوف
وحاليا تقع مدينتا سرت ودرنة وبعض المناطق القريبة من بنغازي تحت سيطرة "داعش" وبدأ مسلحوها ينشطون بالقرب من العاصمة طرابلس. لذلك، ولمنع توسع "داعش" في ليبيا، بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها شن غارات جوية على مواقعها منذ خريف السنة الماضية وحتى الآن.
وحسب مصادر ليبية وغربية، يعمل عسكريو الولايات المتحدة وأوروبا، إضافة الى هذه الغارات الجوية على مواقع "داعش" في ليبيا، على تشكيل قوات خاصة لمكافحة "داعش"، حيث تشير صحيفة التلغراف البريطانية الى ان بريطانيا ارسلت سرا الى ليبيا مستشارين للعمل مع زملائهم من الولايات المتحدة على تدريب قوات ليبية خاصة في مدينة مصراطة.
لذلك، ولأخذ زمام المبادرة من "داعش"، يصبح تشكيل حكومة وفاق وطني قادرة على مواجهتها من أولى الأولويات في ليبيا.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com