ماذا يريد النشطاء والمتطرفون؟ الوقفة الاحتجاجية الأولي.. والوقفة التاسعة والعاشرة من أجل عيون كاميليا. مظاهرات تعصف بمصرنا أعتقد أنها باتت فوق الاحتمال وتخبيء مشاعر الكره وترسم علامات الوحشة. يشهرون المخالب والأنياب لتهدم السدود ويحل الإعصار فوق رءوس المصريين جميعاً فيغرق الزورق بمن عليه. وقداسة البابا شنودة بذل قصاري جهده بحكمته المعهودة ليطوي الجراح ويداوي ما أتلفه كف الأشرار عندما طالت البذاءات والسوقية شخصه الكريم وهو رمز ديني مقدر من الجميع فمنع المظاهرات والاحتجاجات لأن النار لا تطفئها النار وسعي إلي تهدئة جادة عسي أن يعلو المحرضون فوق النار وينفض عنه غبار أحداث كادت تهدد وحدتنا الوطنية الراسخة عبر القرون من أجل تضييق الفجوة التي اتسعت في الآونة الأخيرة والعبور بالوطن إلي بر الأمان لكن هؤلاء الذين يبعدون عن سماحة الإسلام وتعاليمه يجاهدون من أجل إطفاء المصابيح ليسود الظلام أرجاء المحروسة ويطالبون بسيدة أكدت أنها مازالت علي دينها وكأن مشاكل مصر جميعها تقف علي أعتاب كاميليا. والخوف كل الخوف من مظاهرات مضادة فعلي الجانب الآخر قد يري البعض أنه ليس من الخير أن تصبح صنماً بلا فم بلا آذان وأن تتعلم فن الاختباء علي أساس أن ابن الطاعة يربح الأمان. وماذا ينتفع الإنسان لو أمن نفسه وخسر الفهم وإذا كان الصمت بر الأمان لماذا تموت الأمواج علي الشطآن؟ لا ننكر أننا كمصريين مسجونون بسحابة الغربة داخل الوطن.. تعاظمت مشاكلنا وطالت كل مناحي حياتنا.. لكن هل من أجل أن ننفس عن غضبنا ومكنونات أنفسنا نشعل حرائق لن تطفأ جذوتها؟ نشعل الأزمات لنقضي علي ما تبقي لنا من تماسك فنصير كبلاد الرافدين وطناً ممزقاً وزاد من تمزيقه الفتن الطائفية. ألا يعلم من يحاول من حين لآخر الدعوة إلي التظاهر وشحذ الهمم للإضرار بالمصلحة الوطنية.. أن مصر مستهدفة منذ زمن بعيد خارجياً باستخدام ورقة الأقباط؟ هؤلاء المشغولون بتوافه الأمور يرون في الصوت العالي والصراخ وإطلاق الشعارات التي تلهب حماسة البسطاء من الناس بإهانة شركاء الوطن سيكسبون ثقة المواطنين فيلتفون حولهم مؤيدين وأعتقد أنه من الأجدي لهؤلاء النشطاء الإسلاميين أن يوجهوا طاقاتهم من أجل الموعظة الدينية الحسنة وإرساء المحبة والتواصل ونبذ البغضاء فحاضرنا الموحش الذي عز فيه الاحترام والتقدير والوفاء تنوء بحمله الصدور. يستطيع النشطاء أن ينزعوا عنهم أغلال القيود وألا يقعوا فريسة الزوابع والهواجس وأن يعلنوا العصيان المليء بالأشواك علي كل مأوي لعناكب الريبة والخداع فمصر جزيرة السلام التي تظللنا جميعاً لا تضيق بوجودنا معاً. وكفي يا إخوتنا النبش في أحداث جفت لم يعد التحدث عنها يجدي نفعاً وإذا كان الأقباط يسيرون علي نهج راعيهم ويؤمنون ببعد نظره من أجل مصر إلا أنهم في غالبية الأمر لن يسمحوا بإهانة رمزهم الديني.
نقلاً عن الجمهورية
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com