أسس فرقته عام 1917.. وقدم العديد من الفنانين بينهم سيد درويش.. و"كشكش بيه" أشهر أعماله
كتب - نعيم يوسف
وصف الكاتب الكبير عباس محمود العقاد، في أحد مقالاته الفنان نجيب الريحاني، بأنه "رجل خُلق للمسرح"، لافتًا إلى "إنك تحاول أن تتخيل الريحاني في عمل آخر غير عمله المسرحي فلا تفلح هو علي المسرح كالسمكة في الماء"، ويعتبر نجيب الريحاني من رواد المسرح الكوميدي في مصر، وذلك من خلال فرقته المسرحية، التي كانت علامة في تاريخ المسرح المصري.
الطريق إلى شارع عماد الدين
في أحد الأيام قادته قدماه إلى شارع عماد الدين، وفيه التقى بصديق له اسمه محمد سعيد، كان يعشق التمثيل وعرض عليه أن يكونا سويا فرقة مسرحية لتقديم الإسكتشات الخفيفة لجماهير الملاهي الليلية، التي كان يعج بها الشارع -آنذاك- وقد كانت معظم أعماله مسرحية.
أنشأ "الريحاني" فرقة مسرحية باسم صديقه "عزيز عيد"، وصادفت نجاحًا كبيرًا ولكنه انفصل عن صديقه وعمل في فرق أخرى، وحسب "الهيئة العامة للاستعلامات" فقد كون فرقته الخاصة "فرقة الريحاني" عام 1917، قدم من خلالها العديد من الأعمال المسرحية، ومنها رواية "حمار وحلاوة"، و"على كيفك"، وغيرها، وقد عمل مع "أمين صدقي"، و"بديع خيري"، و"سيد درويش"، و"فتحية أحمد"، كما قدم خلال ثورة 1919 أوبريت "العشرة الطيبة"، والتي كانت لها شهرة واسعة، وهي من تلحين سيد درويش، وتأليف محمد تيمور.
"كشكش بيه" أشهر شخصياته
تُعد فرقة الريحاني التي كونها مع بديع خيري من أهم دعائم المسرح الكوميدي، كما كان يشارك في إعداد المسرحيات التي يمثلها علي خشبة المسرح، وأيضاً علي دراية بالإخراج المسرحي، وكانت معظم مسرحياته تعالج مشكلات المجتمع من خلال فكاهة راقية، وقد عُرف بشخصية "كشكش بيه" وأدوار الموظف البسيط في أفلامه.
رحلة مع التوأم الفني بديع خيري
قدم "الريحاني" 33 مسرحية مع صديقه، وتوأمه الفني بديع خيري، من أهمها "الجنية المصري"، "الدنيا لما تضحك"، الستات ميعرفوش يكدبوا"، "حكم قراقوش"، "قسمتي"، "لو كنت حليوة"، "الدلوعة"، "استنى بختك"، "حكاية كل يوم"، "الرجالة ميعرفوش يكدبوا"، "الدنيا بتلف"، "إلا خمسة"، "حسن ومرقص وكوهين".
زواج لم يدم
خلال احدى رحلاته الفنية إلى الشام، التقى مع "بديعة مصابني"، واتفق معها على الانضمام إلى فرقته مقابل مرتب قيمته 40 جنية شهريًا، وقد أعجب الجمهور بها وتوالت المسرحيات " الشاطر حسن - أيام السفر " لتصبح بديعة كما أراد لها الريحاني " عروس المسارح "، وقد تطورت علاقتهما وتزوج بها، إلا أن هذا الزواج لم يُكتب له النجاح لأنها آثرت الاهتمام بفنها، عاودا الارتباط لفترة لينتهي بهما الحال إلى الطلاق إذ كانت بديعة تعتبر الزواج عائق بوجه طموحاتها وأن غيرة نجيب الريحاني تزيد الطين بلة.
البكوية الضائعة بسبب الفن
بعد أن قرر الملك منح درجة البكوية لكل من جورج أبيض، يوسف وهبي، وسليمان نجيب، حزن الريحاني، فتواصل سليمان نجيب مع القصر لكي يُسمح لـ الريحاني بتقديم فصلًا من إحدى مسرحياته أمام الملك حتى يُعجب به فاختار الريحاني الفصل الثاني من مسرحيته "الدنيا علي كف عفريت" والذي يعرض تفاصيل الحياة المتواضعة والبسيطة في الحارة المصرية بكل ما فيها من ألفاظ شعبية وشتائم، الأمر الذي لم يُعجب الملك، وعندما عاتبه سليمان نجيب على ذلك، رد عليه الريحاني قائلا: "الملك يعيش في القصور والأندية الفخمة.. ولم تتح له الفرصة لرؤية الحواري التي يعيش فيها شعبه المطحون ولذلك تعمدت تقديم هذا الفصل حتى يعرف الملك شعبه علي حقيقته".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com