"محمود صلاح":
- قمت بالكتابة عن ظهور "السيدة العذراء" مسترشدًا بما قاله عامة الشعب ورجال الكنيسة أيضـًا
- كتاب "حقيقة ظهور العذراء" لاقى ترحيبـًا من الأخوة المسيحيين والمسلمين معـًا
- إيماني بأن الله سبحانه وتعالى قد كرَّم "السيدة العذراء" بكل وضوح في القرآن الكريم
- أردت من خلال هذا الكتاب أن أقدم شهادة من مسلم مصري على مسألة ظهور "السيدة العذراء"
- ظهور "السيدة العذراء" يوحد مشاعر الجميع مسيحيين ومسلمين
- الفتن الطائفية هي نيران سوداء يشعلها وينفخ فيها قلة من المتطرفين من الجانبين
- "الإعلام الغشيم" ساعد ويساعد في بعض الأحيان على إشعال الفتنة
- لا يمكن أن يفرض شعور المواطنة بالقانون
- أنا أتناول الحوادث بشكل مختلف بعيدًا عن الإثارة
أجرت الحوار: ميرفت عياد
إن هذه الآلاف من الناس، يريد كل واحد منهم أن يرى في صورة "العذراء" في السماء فوق الكنيسة، "الخلاص" الذي يتمناه، أو لأنهم يرفضون واقعهم الذي يعانون فيه من هموم ومشاكل لا حصر ولا حل لها، ويرون أن "العذراء" هي "المنقذ الرباني" لمشاكلهم.
ولابد أنه من بين هذه الآلاف حول كنيسة "مسرة"، مَن ذهبوا يلتمسون "بركة العذراء"، ولابد أن منهم مَن ذهب بدافع الفضول، وهي غريزة إنسانية وُلد بها المسيحي والمسلم وغيرهما، وطوال الأيام الماضية، وأنا أستمع من مسلمين ومسيحيين، إلى تفسيرات مختلفة حول ظهور "العذراء".
هذا جزء من مقدمة كتاب "حقيقة ظهور العذراء"، للكاتب الصحفي "محمود صلاح"، رئيس تحرير مجلة "أخبار الحوادث"، والذي تخرج في "كلية الإعلام" عام 1975م، وبعد تخرجه التحق بالعمل في جريدة "أخبار اليوم" محررًا فى قسم الحوادث، وأنشأ أول صفحة حوادث متخصصة في الصحافة المصرية والعربية، وظل يحررها لأكثر من 20 سنة، كما قام مع مجموعة من زملائه بـ"أخبار اليوم"، تحت قيادة الصحفي الكبير "إبراهيم سعدة"، بإنشاء مجلة "أخبار الحوداث"، والذ يرأس تحريرها الآن، هذا بالإضافة غلى قيامه بتأليف أكثر من 42 كتابـًا حول أهم القضايا التاريخية في "مصر"؛ مثل: "محاكمة زعيم"، و"هكذا قتلنا السادات"، و"آخر يوم في حياة جمال عبد الناصر"، و"أوراق أمير الصحافة"، و"ريا وسكينة"، و"أولاد شارعنا"، و"الملكة ناريمان"، و"سيرة أحمد حسنين"، وغيرها.
ولهذا؛ أجرينا معه هذا الحوار، للحديث حول كتاب "حقيقة ظهور العذراء"، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، وحول العديد من القضايا الأخرى.
* بداية.. ما السبب وراء فكرة كتابك "حقيقة ظهور العذراء"؟
** كنت قبل عدة سنوات أتولى منصب رئيس تحرير مجلة "آخر ساعة"، وبدأت الأخبار تتواتر عن ظهور "السيدة العذراء" في كنيسة "مار مرقس الرسول" بمحافظة "أسيوط"، وقد اهتمت وسائل الإعلام المصرية والعالمية بهذا الظهور، واتجه عشرات الآلاف من المسيحيين والمسلمين إلى "أسيوط"، ويحدوهم الأمل في رؤية ظهور "السيدة العذراء"، والحقيقة أنني قمت بالكتابة عن هذا الظهور، مسترشدًا بما قاله عامة الشعب، ورجال الكنيسة أيضـًا، وفي هذا الوقت طلب مني الصديق الراحل "سمير سرحان"، الذي كان رئيسـًا للهيئة العامة للكتاب، أن أعمل على إعداد كتاب عن ظهورات "السيدة العذراء"، منذ أن بدأت في بلاد العالم، وأذكر أنني قضيت وقتـًا جميلاً وممتعـًا في البحث والتسجيل لهذه الظهورات، وبالفعل أصدرت الهيئة العامة كتاب "حقيقة ظهور العذراء"، الذي لاقى ترحيبـًا من الأخوة المسيحيين والمسلمين معـًا.
* ألم يكن غريبـًا أن يقوم صحفي مسلم، بالبحث في موضوع ظهورات "السيدة العذراء"؟
** بالطبع لا، لم يكن غريبـًا أن يقوم صحفي مسلم بهذا البحث، لإيماني بأن الله سبحانه وتعالى، قد كرَّم "السيدة العذراء" بكل وضوح في القرآن الكريم، وتوجد آيات واضحة تؤكد مكانة "العذراء" لدى الإسلام والمسلمين.
* ما الهدف الذي تنشده من هذا الكتاب؟
** في الحقيقة أردت من هذا الكتاب، أن أقدم شهادة من مسلم مصري، على مسألة ظهور "السيدة العذراء".
* وما هي الفكرة الرئيسية التي يتناولها هذا الكتاب؟
** هذا الكتاب لا يناقش حقيقة ظهور "العذراء"، إنما يرصد الظهورات المتتالية لها في العالم، على مدار السنوات السابقة، وذلك بشهادات موثقة من الذين شاهدوا هذا الظهورات.
* كتابك يحمل عنوان "حقيقة ظهور العذراء"؛ فما هي في رأيك هذه الحقيقة؟
** إن قناعتي هى نفس قناعة سيدنا "البابا شنودة"، الذي أعلن رأيه في الظهور، بأن مَن يؤمن بـ"السيدة العذراء"، في إمكانه أن يرى ظهورها، ومَن لا يؤمن، لا يمكنه رؤية أي ظهور لها، فالحقيقة هي مسألة إيمان من البداية إلى النهاية.
* هل ترى أن ظهور "السيدة العذراء" يوحد مشاعر المسلمين والمسيحيين معـًا؟
** بالطبع هذا الظهور يوحد مشاعر الجميع؛ مسيحيين ومسلمين، ودليلي على هذا أن في حالتي ظهور "السيدة العذراء"، في كنيسة "أسيوط"، وكنيسة "مسرة"، كان عدد المسلمين الذين ذهبوا لمتابعة الظهور، يكاد يساوي عدد المسيحيين، حيث تجمع حوالي مائة ألفـًا، نصفهم من المسلمين.
* كيف ترى العلاقة بين المسلمين والمسيحيين من منظورك الشخصي؟
** خلال السنوات الماضية؛ كان أكثر ما يؤلمني، ويؤثر في نفسي، محاولات الفتن الطائفية التي تحدث من حين إلى آخر، وذلك لأنني وُلدت وتربيت في فترة من الزمن، لم تكن تعرف فيها "مصر" مثل هذه الحوادث المؤسفة، ولم أشعر خلال طفولتي وشبابي بأي فارق بين مسلم ومسيحي، ومن متابعتي كصحفي لأحداث الفتن الطائفية التي تحدث في "مصر"، تأكدت تمامـًا من أنه لا توجد في الحقيقة فتنة بين المسلمين والمسيحيين، بل هي نيران سوداء، يشعلها وينفخ فيها قلة من المتطرفين من الجانبين، يستخدمون فيها الدين لضرب وحدة المصريين.
* بصفتك تعمل في المجال الإعلامي.. هل ترى أن للإعلام دور في تأجيج الفتن الطائفية؟
** بالطبع؛ فالإعلام، أو ما أسميه بـ"الإعلام الغشيم"، ساعد ويساعد في بعض الأحيان في إشعال الفتنة، وذلك بالتناول الغير موضوعي، والتركيز على أشياء كان من الأفضل تجاهلها، وأبرز دليل على هذا، حادثة السيدة "كاميليا شحاتة"، وهي في اعتقادي مجرد مشكلة عائلية لا أكثر ولا أقل، وساهم الإعلام في تضخيم القصة، وللأسف، كان هذا على حساب الوطن.
* ما رأيك في قرار "المجلس الأعلى للصحافة"، بشأن تشكيل لجنة لدراسة التأثيرات السلبية لما يـُنشر ببعض الصحف عن الوحدة الوطنية؟
** من المؤكد أن اهتمام "المجلس الأعلى للصحافة" ببحث الطرق الصحفية الخاطئة، لتناول مثل هذه الأحداث، سوف يلقي مزيدًا من الضوء على هذه التجاوزات، وهذه تعد خطوة هامة في تصحيح مسار الإعلام عند تناوله لمثل هذه القضايا.
* ما هي أسباب التعصب في رأيك؟
** أنا أرى أن نار التعصب -كما ذكرت- يتم إشعالها من قـِبل قلة من المتطرفين المسلمين والمسيحيين على حد السواء.
* ثقافة المواطنة؛ ما هو السبيل لنشرها في "مصر"؟
** في الحقيقة.. إن كثيرين تحدثوا عن ثقافة المواطنة وقبول الآخر، ولكن في رأيي أن المسألة لابد أن تبدأ من البيت والجامع والكنيسة والمدرسة، فيجب على كل مؤسسة أهلية أن تعمل على تأكيد مفهوم المواطنة لجميع أفراد الشعب، فهذا هو السبيل الوحيد لنشر مثل هذه الثقافة، لأنه لا يمكن أن يـُفرض شعور المواطنة بالقانون.
* يلقبونك بـ"ملك صحافة الحوادث"؛ فهل أنت سعيد بهذا اللقب؟
** لا، أنا غير سعيد بهذا اللقب، ولكن الحقيقة أنني حاولت منذ بداية عملي الصحفي، أن أتناول الحوادث بشكل مختلف، بعيدًا عن الإثارة، ولكن أعرضها بطريقة إنسانية، بهدف البحث عن الأسباب والدوافع، والبحث أيضـًا عن العبرة والعظة والدرس المستفاد، وعمومـًا أشكر مَن أطلق عليَّ هذا اللقب.
* بما أنك تعمل في مجال الحوادث، وترى أمام عينيك العديد من المآسي، فهل هذا يعرضك في بعض الأحيان لموجات من الاكتئاب؟
** الحقيقة؛ لم يعرضني لموجات من الاكتئاب، بل عرضني للعديد من التهديدات، بالقتل والخطف لأولادي، ولكن هذه هي إرادة الله، وكما يقول المثل الشعبي: "عـُمر الشقي بقي".
* كيف ترى مستقبل "مصر"؟
** لا أرى، لا أريد أن أسمع، لا أريد أن أتكلم، ولا حتى أن أكتب.
* ما هي مشاريعك القادمة؟
** أنا عادة ما يصدر لي فى العام كتابان، ولكن منذ بداية هذا العام، لم أبدأ في كتابة أي مشروعات جديدة، وإن كنت فكرت في كتابة قصة حياتي، لكني كل مرة كنت أتراجع عن تلك الفكرة، لأنها "قصة تافهة"!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com