بقلم: مجدي إبراهيم
رغم كل الفتن والمشاحنات الطائفية؛ والتهاب طرفي الوطن, إلا أن هناك حق ما يدعوك للسرور!! رغم أن المئات يـُقتلون، وقد علمنا بهم من خلال القنوات والإنترنت ووسائل الاتصال, والمئات ممَن لا نعرف شيئـًا عنهم، إلا أن هناك أيضـًا ما يدعوك للسرور، وإن ما زال بالدنيا خير.
ما دعاني لأقول هذا، هو موقف عم "أحمد"، وما أدراك مَن هو عم "أحمد"، هو رجل يعمل معنا بوظيفه سائق، كل ما يفعله هو القياده من المنزل حتى العمل، ومن العمل حتى المنزل، عند انتهاء يوم العمل, وحين تركب مع عم "أحمد"، فتجلس أنت في المقعد الخلفي، ويترك لك الرجل مكتبة من الكتب الدينية الإسلامية في الخلف، اقرأ ما يحلو لك منها، لأن طريق العودة يستغرق قرابة الساعة والنصف، والحديث معه غير شيق على الإطلاق، فهو دائمـًا ما يكون الوقت لديه كافٍ، ويريد أن يتحدث في أي شيئ، وفي كل شيئ.
وعند نهايه اليوم في العمل، يكون الفرد قد انتهى تقريبـًا, ولا طاقة له للحديث في نقاشات غير هادفة، وخاصة حينما يكون الفرد المتحدث، هو عضو مشترك معك في دائرة عملك.
وفي هذه الأيام؛ جميع العاملين في توتر شديد ولهفة، وذلك لأن ميعاد التسليم قد اقترب، وأصبحنا نعمل حتى في أيام العطلات وإجازاتنا الرسمية, وفي يوم الجمعة الماضي، أتى عم "أحمد" إلى العمل، مرتديـًا جلبابـًا أبيض اللون، قصيرًا، قارب إلى الركبة، وطاقية بيضاء, وعندما رأوه في هذا الزي، لم يمانعوه أبدًا، وإنما ضحكوا ضحكات عالية, وسألوه بأسلوب المرح: "أين الناقة يا عم "أحمد"؟؟ ورد هو قائلاً: "ربطتها قدام الباب"، وهم الأصدقاء يبادلونه الطرفات، والصور التذكارية معه فرحين به, وعمت الفرحة الجميع, وكل مَن يملك هاتفـًا به كاميرا، التقط صورة له مع عم "أحمد"، وتمنينا جميعـًا أن تجري الأمور بالمحبة, لا فرق بين هذا وذاك, لا عنصرية بحكم الدين، أو اللون أو الفكر, وإنما المحبة هي السائدة، وهي التي تحرك كل مشاعرنا ونوايانا!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com