بقلم: حنا حنا المحامي
كتبنا ونادينا وصرخنا دومًا أن سياسة فرِّق تسد سياسة أكل عليها الدهر وتقيأ. مع ذلك فلم نجد أية استجابة جدية أو أثر حتى يكون هذا النداء موضع اعتبار من جهة الأمن أو الدولة.
صرخ الغوغاء وهاجوا وماجوا بلا عقل أو تعقُّل، مستعملين شعارات تلقي من ألقى بها إلى غياهب السجون لو واجهت تلك التحركات الهوجاء الاهتمام اللازم من قبل الدولة، والمفروض إنها المسئولة عن أمن وسلامة المواطنين، سواء الأمن الفوري إزاء تحركات عدوانية مباشرة، أو الأمن غير الفوري حين تهدِّد الوحدة الوطنية وتنتشر التهديدات والاعتداءات ضد الأقباط أو ضد الرموز القبطية.
وساذج من كان يتصوَّر أن مثل هذه التحركات الغوغائية لن يكون لها أثر حاد فى تفتيت وحدة الوطن، وتعرُّض الأقليات لأشر أنواع الاعتداءات، والتى قد تحرِّك دولاً أجنبية بناء على مسئوليتها طبقًا للمواثيق الدولية. وفى هذه الحالة، لن تفلح أساليب الإرهاب الفكري من خيانة وعمالة.. إلى آخر تلك العبارات التى تهدِّد الوحدة الوطنية أكثر مما تحميها، بل وتهدِّد الوطن بكل عناصره.
وها قد ثبت أن هؤلاء الغوغاء ليسوا إلا أتباع "بن لادن" طريد العدالة الدولية، ومنبع الشر العالمي. وبذلك أصبح "بن لادن" بكل شروره فى قلب "مصر"، يعمل على نمو الشر، ويبحث عن أنهار دم جديدة.
كان النظام ممثلا فى الأمن يسمع حدوتة "وفاء قسطنطين" و"كاميليا شحاتة", وهو يعرف الحقيقة أكثر من غيره. مع ذلك لم تتدخل السلطات أو الأمن لنفي تلك الشائعات التى لا تهدف إلا إلى شحذ الغوغاء، وشحن النفوس بالكراهية والانقسام وتفتيت وحدة الوطن، وتحقيق العداوة بين أفراد الشعب؛ عسى أن يتلهَّى عن انتشار الفساد الطاغي الذى ساد "مصر".
كان من نتيجة هذا التهاون وإباحة الكذب والإدعاء بهدف طلاء الحياة بالكامل بلون الكراهية والأحقاد السوداء, والتستر على الجرائم الإنسانية، وخطف البنات، وشحذ الاضطهاد، وحماية الاعتداءات, أن انتشر الغي والفساد. وإذا بتنظيم الشر المستطير والملقَّب بالقاعدة– رغم إنه طريد العدالة الدولية- يهدِّد بأنه سيجعلها جحيمًا يستعر إن لم تظهر "وفاء قسطنطين" و"كاميليا شحاتة" "المسلمات".
هنا- وهنا فقط- أدرك النظام أن الأمر لم يعد يحتمل لعبة فرق تسد، بل أن السحر سوف ينقلب على الساحر. فبدأ فى الاستعداد الأمني على أقصى درجة.
وسواء نجح النظام فى استتباب الأمن أم لا، فلا شك إنه يلتزم أمام الشعب بأكمله، وأمام التاريخ، وأمام المجتمع الدولي، بأن يعمل على استقرار الحياة فى "مصر"، والعمل بصفة جدية على نزع روح الكراهية والبغضاء من "مصر". وإذا صدقت النوايا, على النظام أن يعلن فورًا أن "وفاء قسطنطين" و"كاميليا شحاتة" موجودتان فى سلام كامل، وتتمتعان بحماية وحريه كاملة, كما أن الإشاعة التى أُطلقت بأنهما أسلمتا، كانت إشاعه كاذبة.
المهم، هل تصدق النوايا؟!!!!! وهل يعقل العاقلون؟ً
ولا يسعني إلا أن أبعث لذوي ضحايا "العراق" وشهدائها بأصدق التعازي، فقد استشهدوا فى سبيل المسيح الذى سفك دماءه من أجل الإنسانية، ومن أجل السلام. لذلك كلى إيمان أن السلام لابد وأن ينتصر على الشر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com