ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

القاعدة: المهلة انتهت وكل المسيحيين اصبحوا "اهدافا مشروعة"

أيلاف | 2010-11-03 13:53:53

أكد تنظيم القاعدة في العراق ان المسيحيين اصبحوا "اهدافا مشروعة للمجاهدين" بعد انتهاء مهلته التي حددها للكنيسة القبطية في مصر لاطلاق سراح سيدتين، حسبما ذكر المركز الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية (سايت).
وكانت دولة العراق الاسلامية امهلت الكنيسة القبطية في مصر 48 ساعة للافراج عن مسيحيتين قبطيتين اعتقنقتا الاسلام، وذلك عند تبنيها الاعتداء الذي استهدف كنيسة في بغداد الاحد.

وقال البيان "انتهت المهلة (...) ونتيجة لذلك اصبحت كل المراكز والمنظمات والمؤسسات والقادة والمؤمنين المسيحيين اهدافا مشروعة للمجاهدين حيث يستطيعون الوصول اليهم".

هذا وطالبت جماعة الإخوان المسلمين، أبرز الجماعات المعارضة في مصر، الثلاثاء الدولة المصرية بحماية دور العبادة المسيحية بعد التهديدات التي أطلقها تنظيم موال للقاعدة ضد الأقباط في أعقاب الهجوم الدامي على كنيسة في بغداد.

وجاء في بيان للجماعة نشر على موقعها الالكتروني، وتضمن تنديدًا بالاعتداء الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة في بغداد ليل الأحد "نبَّه الإخوان الجميع- وفي مقدمتهم المسلمين - إلى أن حماية دور العبادة لكل أبناء الرسالات السماوية هي مهمة الغالبية المسلمة".

ورفض الإخوان في بيانهم "أي تهديدات حمقاء لدور العبادة المسيحية في مصر من أية جهة كانت ولأية ذريعة تكون، مؤكدين أن الدولة المصرية والشعب المصري كله مطالب بحماية كل دور العبادة للمؤمنين من كل الأديان السماوية".

وأشار مصدر أمني مصري الثلاثاء إلى أن تدابير حماية دور العبادة القبطية في مصر عززت بشكل غير معلن من خلال زيادة عدد الشرطيين بلباس مدني وتكثيف الدوريات الأمنية.

في سياق آخر، قال الناطق الرسمي بإسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن مجلس الوزراء ناقش في جلسته الإعتيادية لهذا اليوم الثلاثاء "العمل الإجرامي الذي قامت به مجموعة إرهابية تنتمي لتنظيم القاعدة والتي إستهدفت فيه المؤمنين المسيحيين الذين كانوا يؤدون الصلاة في كنيسة سيدة النجاة في بغداد".  وأضاف الدباغ أن المجلس قرر تشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة المقصرين في القطاع المعني ومعالجة الجرحى والمتضررين وتعويض ذوي القتلى وإعادة إعمار الكنيسة فوراً.

واكد بأن مجلس الوزراء "إذ يُدين هذه الجريمة المروعة التي تتجاوز بابعادها العراق لتمتد الى إحداث فتنة وبلبلة في دول المنطقة ويُعزي ذوي القتلى ويتمنى للجرحى الشفاء العاجل فأنه يدعو أبناء شعبنا من المسيحيين تفويت الفرصة على أعداء العراق الذين يسعون الى إفراغه من المسيحيين وإن العراق عظيم بمكوناته وتنوعه والمكون المسيحي ركن وجذر أساسي من أركان وجذور العراق".

وقد أقيم اليوم في بغداد تشييع لقتلى حادث كنيسة سيدة النجاة بحضور عدد من المسؤولين ووجهاء المنطقة والاهالي. وانطلق موكب التشييع من المنطقة القريبة من مستشفى الراهبات بالكرادة وانتهاء بكنيسة مار يوسف. وحمل المشيعون صور القتلى وأعلام العراق وسط إجراءات أمنية مشددة رافقت التشييع.

وتبنى تنظيم "دولة العراق الاسلامية" الموالي للقاعدة الهجوم الذي استهدف كنيسة سيدة البشارة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة في العاصمة العراقية بغداد، كما أمهل الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للافراج عن مسلمات "مأسورات في سجون اديرة" في مصر، وذلك بحسب مركز سايت الاميركي المتخصص في مراقبة المواقع الالكترونية الاسلامية.

وجاء في بيان للتنظيم "صالت ثلة غاضبة من اولياء الله المجاهدين على وكر نجس من اوكار الشرك التي طالما اتخذها نصارى العراق مقرا لحرب دين الاسلام وارصادا لمن حاربه". ويأتي ذلك بعد العملية التي استهدفت مساء الاحد كنيسة سيدة النجاة وأدت الى مقتل 37 رهينة وجرح 56 آخرين على الاقل.

وشنت القوات الامنية العراقية بمؤازرة من الجيش الاميركي هجوما لتحرير الرهائن فقتلت ثمانية من المسلحين التسعة. وكان المسلح التاسع قد فجر نفسه قبل تدخل القوات العراقية والاميركية، بحسب مصدر أمني.

ولم يحدد تنظيم "دولة العراق الاسلامية" تاريخ العملية او مكانها، لكنه قال إنه نفذها "نصرة لأخواتنا المسلمات المستضعفات الاسيرات في ارض مصر المسلمة". وامهل التنظيم الكنيسة القبطية في مصر 48 ساعة "لتبيان حال أخواتنا في الدين المأسورات في سجون اديرة الكفر وكنائس الشرك في مصر واطلاق سراحهن جميعهن".

وبحسب سايت فإن تهديدات القاعدة لأقباط مصر تأتي عقب الدعوات الى المسلمين للتحرك من اجل زوجتي كاهنين قبطيين قيل إن احداهما اعتنقت الاسلام ولهذا السبب تم احتجازها داخل احد الاديرة، وان الثانية أبدت رغبتها بإشهار الاسلام فاحتجزت بدورها في أحد الاديرة.

وبث التنظيم ايضا تسجيلا مصورا منسوبا الى "مقاتل" يقود مجموعة انتحارية ويهدد بدوره الكنيسة القبطية في مصر ويقول إن زوجتي الكاهنين المعتقلتين هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، كما ذكر سايت. وجاء في الوعيد انه اذا لم يلب الاقباط مطلب التنظيم "ستفتحون على ابناء ملتكم بابا لا تتمنونه ابدا ليس في العراق فحسب بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة فلديكم عندنا مئات الآلاف من الاتباع ومئات الكنائس وكلها ستكون هدفا لنا ان لم تستجيبوا".

ويأتي ذلك بعد العملية التي استهدفت مساء الأحد كنيسة سيدة البشارة وأدت الى مقتل 37 مسيحيا وأصيب 56 بجروح خلال عملية احتجاز رهائن داخل كنيسة في وسط بغداد نفذها مسلحون من تنظيم القاعدة وانتهت بمجزرة قتل خلالها ايضا 7 من عناصر القوى الامنية واصيب 15 آخرون، كما اعلن مصدر في وزارة الداخلية الاثنين. وشنت القوات الامنية العراقية بمؤازرة من الجيش الأميركي هجوما لتحرير الرهائن فقتلت ثمانية من المسلحين التسعة. وكان المسلح التاسع قد فجر نفسه قبل تدخل القوات العراقية والاميركية.

ولم يحدد تنظيم "دولة العراق الإسلامية" تاريخ العملية او مكانها، لكنه قال انه نفذها "نصرة لأخواتنا المسلمات المستضعفات الأسيرات في ارض مصر المسلمة". وأمهل التنظيم الكنيسة القبطية في مصر 48 ساعة "لتبيان حال أخواتنا في الدين المأسورات في سجون اديرة الكفر وكنائس الشرك في مصر وإطلاق سراحهن جميعهن".

وفي وقت سابق، قالت مصادر في وزارتي الداخلية والدفاع لوكالة فرانس برس ان سبعًا من الرهائن قتلوا وجرح ما بين 13 و20 آخرين. وبحسب احدى الرهائن فان احد الكاهنين قتل في الهجوم. وكان في الكنيسة أثناء وقوع الهجوم 40 مصليا.

وقال جندي عراقي شارك في عملية تحرير الرهائن "لقد قتلنا الإرهابيين الثمانية الذين كانوا داخل الكنيسة"، مشيرا إلى ان "إرهابيا تاسعا" كان ضمن المجموعة لكنه فجر نفسه داخل الكنيسة قبل هجوم القوات العراقية والأميركية.

وكان المتمردون التسعة احتجزوا المصلين داخل الكنيسة في حي الكرادة رهائن. وقال المطران شليمون وردوني "لقد وردتنا معلومات تفيد أن إرهابيين احتجزوا عددا من المصلين وكاهنين رهائن في الكنيسة. انهم يطالبون باطلاق سراح ارهابيين معتقلين في العراق ومصر".

وقالت احدى الرهائن البالغ من العمر 18 عاما رافضا التعريف عن اسمه ان "رجالا يرتدون ملابس عسكرية اقتحموا الكنيسة حاملين أسلحتهم وقتلوا كاهنا على الفور. لقد احتميت داخل قاعة صغيرة حيث كان يوجد أربعة مصلين آخرين".

وأضاف "بعدها بقليل، دخل اثنان من المسلحين الى الصالة واطلقوا النار في الهواء وعلى الأرض ما ادى الى جرح ثلاثة اشخاص ثم دفعوا بنا الى صحن الكنيسة. حصل بعدها تبادل إطلاق نار وسمعنا دوي انفجارات. وقد هوى الزجاج على الناس".

وقرابة الساعة 20,50 (17,50 ت غ)، بدأت قوات الأمن العراقية بالهجوم مع القوات الأميركية، التي وعلى الرغم من انتهاء مهامها القتالية نهاية اب/اغسطس، لا تزال تستطيع استخدام القوة بحال تعرضت لهجوم او اذا ما طلب منها العراق ذلك.

وأقام عدد من عناصر الشرطة والجيش طوقا امنيا حول المكان، مانعين سكان المنطقة المجاورة من الوصول الى منازلهم. وحلقت مروحيات فوق المكان كما سمع ازيز طلقات رشاشة على نحو متقطع. وافاد صحافي من وكالة الانباء الفرنسية من مكان العملية ان عائلات رهائن انتظرت على بعد نحو 200 متر من الكنيسة لمحاولة الحصول على انباء حول اقربائهم.

وأوضح مسؤول في وزارة الداخلية في وقت سابق ان رجالا مسلحين اقتحموا الكنيسة بعد ان قتلوا اثنين من العناصر المكلفين حراسة بورصة بغداد المجاورة للكنيسة. وبعد ان فشلوا في محاولتهم الهجوم على مبنى البورصة وفي ظل وصول أعداد كبيرة من رجال الأمن، فجر المعتدون سيارة مفخخة مخلفين أربعة جرحى قبل ان يتوجهوا جريا نحو الكنيسة.

وأدانت كل من باريس وروما عملية احتجاز الرهائن في الكنيسة. وعبرت وزارة الخارجية الايطالية عن "ادانتها الشديدة" لعملية احتجاز الرهائن، فيما ندد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير "بشدة بهذا العمل الارهابي الذي يأتي ضمن حملة جرائم قتل وأعمال عنف محددة الأهداف اسفرت عن مقتل 40 شخصا من المسيحيين في العراق".

وهذه الحملة التي تعرضت لها الاقلية المسيحية في العراق منذ نهاية العام 2008 وشهدت اعمال عنف دموية، ادت الى نزوح اكثر من 12 الف مسيحي من الموصل (شمال). كما أدان الفاتيكان العملية. وقال المتحدث باسم الكرسي الرسولي الاب فيديريكو لومباردي لفرانس برس "انه وضع محزن للغاية يؤكد صعوبة الاوضاع التي يعيشها المسيحيون في هذا البلد".

ومؤخرا بين 14 و23 شباط/فبراير قتل ثمانية مسيحيين في الموصل ومحيطها. وفي الأول من آب/اغسطس 2004 تعرضت الكنيسة نفسها اضافة الى خمسة مراكز دينية مسيحية اخرى لسلسلة هجمات اوقعت الكثير من القتلى والجرحى.

وفي 12 تشرين الاول/اكتوبر، خلال انعقاد سينودس الأساقفة الكاثوليك من اجل الشرق الأوسط في الفاتيكان، اعرب اسقف كركوك (شمال) للكلدان لويس ساكو عن قلقه من "الهجرة المميتة" لمسيحيي العراق، مؤكدا انه "لا يمكن تجنب الهجرة المميتة التي تصيب كنائسنا، فالهجرة هي التحدي الاكبر الذي يهدد حضورنا". وبحسب ارقام الكنيسة، انخفضت نسبة الكاثوليك في العراق من 2,89% من اجمالي عدد السكان في 1980 (378 الف كاثوليكي عراقي) الى 0,94% في 2008 (301 الف).

حملة تنديد عربية وعالمية واسعة للاعتداء على كنيسة في بغداد

وتوالت ردود الفعل المنددة لقيام تنظيم القاعدة باحتجاز رهائن داخل الكنيسة في بغداد. في الفاتيكان سارع البابا بنديكتوس السادس عشر الاثنين الى ادانة "العنف العبثي والوحشي" ضد "اشخاص عزل" في العراق.

واعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاحد ان فرنسا "تدين بشدة هذا العمل الارهابي" مشددا على ان بلاده "متمسكة "باحترام الحريات الاساسية ومنها الحرية الدينية وتدعم السلطات العراقية في مكافحة الارهاب".

واضافة الى ادانتها الشديدة للاعتداء على كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد اكدت القاهرة رفضها "الزج باسمها في مثل هذه الاعمال الاجرامية". وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي ان مصر "تدين بشدة العمل الارهابي الهمجي" الذي استهدف الكاتدرائية في بغداد، وترفض في الوقت نفسه "بشكل قاطع الزج باسمها او بشؤونها في مثل هذه الاعمال الاجرامية".

وقدم العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاثنين تعازيه الى الرئيس العراقي جلال طالباني بالضحايا الذين سقطوا خلال الاعتداء الذي استهدف كنيسة في بغداد.

من جهته دان المتحدث باسم الخارجية الاميركية الاثنين الاعتداء الذي استهدف كنيسة كاثوليكية في بغداد، ووصف هذا الاعتداء الذي استهدف مكان عبادة بالعمل "المدان بشدة".

ودانت ايضا الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون عملية خطف الرهائن في كنيسة في بغداد واعتبرتها "غير مقبولة".

وفي موسكو قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ندين بشدة الاعمال الاجرامية التي يرتكبها الارهابيون وكذلك المساس بحرية وحياة المؤمنين من كافة الطوائف".

ودانت مملكة البحرين الهجوم الذي تعرضت له كنيسة سيدة النجاة في العاصمة العراقية ووصفته بانه "عمل ارهابي ينافي كل القيم الدينية والاخلاقية والانسانية" وفق ما اعلنته وكالة انباء البحرين.

وفي بيروت ندد حزب الله الاثنين ب"الجريمة الارهابية" التي استهدفت كنيسة في بغداد، واتهم الولايات المتحدة ب"اثارة النعرات الطائفية والمذهبية" في العراق. وجاء في بيان صادر عن حزب الله انه "يدين بشدة الجريمة الارهابية التي استهدفت كنيسة سيدة النجاة في العاصمة العراقية".

في جنيف دان مجلس الكنائس العالمي الاعتداء على الكنيسة في العراق واعتبره "عملا اجراميا ارهابيا". واضاف مجلس الكنائس في بيان ان اعضاء المجلس "يعربون عن القلق الشديد ازاء العذابات المتواصلة للمسيحيين العراق".

السيستاني يستنكر الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة في بغداد

واستنكر المرجع الشيعي الكبير علي السيستاني الاعتداء الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة وسط بغداد ودعا القوات الامنية تحمل المسؤولية في حفظ الامن. وقال مصدر مقرب من السيستاني لفرانس برس ان "سماحة المرجع يستنكر العمل الاجرامي الذي تعرض له اخواننا المسيحيين". واضاف ان "السيستاني يدعو الجهات الامنية تحمل مسؤولياتها في حفظ امن المواطن".

 شيخ الازهر يدين الاعتداء
بدوره، دان شيخ الأزهر أحمد الطيب الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة في بغداد الذي أوقع الأحد اكثر من 50 قتيلاً غالبيتهم من المسيحيين.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن المتحدث الرسمي باسم الأزهر محمد رفاعه الطهطاوي إن الإمام الأكبر للأزهر "تلقى بأسف بالغ وانزعاج شديد نبأ العدوان الآثم من جانب بعض المسلحين على بيت من بيوت العبادة للأخوة المسيحيين فى العراق".

وأضاف المتحدث أن شيخ الأزهر أكد أن "الإسلام يكفل حرية العبادة، ويحرم العدوان على كنائس المسيحيين ودور عبادتهم، وأن هذا أمر مقرر شرعًا وثابت عملاً منذ الفتح الإسلامي وطيلة التاريخ".

وتابع أن شيخ الأزهر "دان العدوان الذى أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا الأبرياء بلا ذنب ولا جريرة. وأكد أن الإسلام والمسلمين براء من مثل هذه الأعمال التى تسيء للمسلمين، وتخالف أحكام الشرع الإسلامي، الذي يصون حقوق الناس كافة، ولا يقبل بالأعمال الإجرامية التى تستهدف الأبرياء بغير تمييز".

وفي ما يتعلق بالتهديد باستهداف كنائس مصرية، نقل المتحدث الرسمي عن شيخ الأزهر قوله إن "هذا أمر مرفوض ومدان بكل شدة، وهو لا يخدم إلا أولئك الذين يريدون إشعال الفتنة وضرب الوحدة الوطنية تحقيقًا لمخططات خبيثة، ونحن على ثقة من أن هذه التهديدات لن تؤثّر على أمن مصر وأمن المسيحيين وكنائسهم وأديرتهم".

وناشد الإمام الأكبر، وفق المتحدث باسمه "كل أبناء الأمة العربية والإسلامية فى مختلف أوطانهم أن يقفوا معًا فى مواجهة هذه المخططات التى تستهدف أمن واستقرار أوطاننا وإذكاء الفتنة بين أبناء الأمة الواحدة والشعب الواحد".

عاهل الأردن يأمر باستقبال جرحى اعتداء الكنيسة
إلى ذلك، أمر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حكومة بلاده الثلاثاء بالتنسيق مع نظيرتها العراقية لاستقبال جرحى "الهجوم الإرهابي" الذي استهدف كنيسة وسط بغداد الأحد، وأودى بحياة 53 شخصًا، وتقديم العلاج اللازم لهم في المملكة.

ووفقًا لبيان صادر من الديوان الملكي الأردني "أوعز الملك عبدالله الثاني إلى الحكومة البدء بالتنسيق مع الحكومة العراقية لاستقبال الجرحى والمصابين جراء الهجوم الإرهابي وتقديم كل ما يلزم من رعاية صحية وعلاج لهم".

وبحسب البيان "أبلغ الأردن الحكومة العراقية اليوم (الثلاثاء) استعداده الكامل لاستقبال الجرحى والمصابين جراء الحادث الإرهابي وتقديم العلاج والرعاية الطبية اللازمة لهم". وكان العاهل الأردني قدم تعازيه في برقية بعث بها إلى الرئيس العراقي جلال طالباني الاثنين بالضحايا الذين سقطوا خلال الاعتداء الذي أسفر أيضًا عن إصابة 60 شخصًا.

ودان الملك "الهجوم الإرهابي"، مؤكدًا "تضامن ووقوف الأردن إلى جانب العراق لتجاوز آثار هذا المصاب الأليم والتصدي للإرهاب بأشكاله كافة".

مسيحيو سوريا يطالبون بتدخل أممي لإيقاف المجازر
بدورها، دانت سوريا بشدة الثلاثاء "الاعتداء الإرهابي" الذي استهدف الأحد كنيسة سيدة النجاة في بغداد، وأدى إلى وقوع 46 قتيلاً من المصلين، وإصابة ستين شخصًا بجروح، وقتل سبعة من أفراد قوات الأمن.

ودانت وزارة الأوقاف السورية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "بشدة جريمة الاعتداء الإرهابي على كنيسة سيدة النجاة في بغداد"، داعية "إلى الحفاظ على حرمة دور العبادة الإسلامية والمسيحية". وأكدت الوزارة في البيان "أن هذا العمل الإرهابي يتنافى مع القيم الدينية والإنسانية ويخالف الشرائع السماوية عامة، وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف خاصة".

وقال البيان إن هذا الاعتداء "يدل على أن منفذه مرتبط بقوى ظلامية مشبوهة مدعومة من أعداء الإنسانية". وأكد "أن السبيل للخلاص من هذه الفتن والاعتداءات على الآمنين يكون بوحدة الصف التعاون المشترك بين جميع المواطنين في البلد الواحد والتنبه إلى المؤامرات التي يحيكها أعداء الأمة العربية، وعلى رأسهم إسرائيل للتفرقة بين أبنائها".

كما أدانت الطوائف المسيحية في سوريا في بيان صدر باسم رؤساء الطوائف المسيحية في دمشق "هذا العمل الإجرامي الشنيع واستباحة الاعتداء على المقدسات المسيحية والإسلامية وقتل الناس الأبرياء دون وازع أو رادع".

وطالبت الطوائف المسيحية في دمشق المسؤولين العراقيين والمجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة بـ "التدخل لوضع حد لهذه الممارسات غير الإنسانية"، داعية إلى "حلول السلام وزرع المحبة في قلوب العراقيين وزوال الوضع المأساوي وإشراق شمس الحق في العراق".

تهديدات القاعدة تزيد قلق أقباط مصر
في المقابل، أحيت التهديدات الآتية من العراق لأقباط مصر قلق هذه الأقلية التي طالبها تنظيم القاعدة بـ"تحرير" مصريتين مسيحيتين زعم أنهما "أسيرتان" لدى الكنيسة القبطية التي سلمتا إليها بالقوة بعد اعتناقهما الإسلام.

وقال المحامي القبطي المتخصص في الحقوق المدنية نبيل جبرائيل "إنها المرة الأولى التي نتلقى فيها تهديدات من خارج مصر وهو ما يشهد على الأزمات المتتالية التي نواجهها".

وتبنى تنظيم "دولة العراق الإسلامية" الموالي للقاعدة الهجوم الذي استهدف كنيسة سيدة البشارة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة في العاصمة العراقية بغداد، كما أمهل الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للإفراج عن مسلمات "مأسورات في سجون أديرة" في مصر، وذلك بحسب مركز سايت الأميركي المتخصص في مراقبة المواقع الالكترونية الإسلامية.

ويشير بيان المجموعة الموالية للقاعدة إلى المصريتين القبطيتين وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته، وهما زوجتا قسين ينتميان إلى الكنيسة القبطية، سرت شائعات واسعة حول اعتناقهما الإسلام، الأولى في العام 2004، والثانية في تموز/يوليو 2010.

وفي تسجيل صوتي على موقع مركز سايت، يقول شخص "أقدمنا نحن جنود وكتيبة الاستشهاديين في دولة العراق الإسلامية على هذا العمل استجابة لنداء الله تعالى ولنداء المستضعفات من المسلمات المأسورات بأيدي عباد الصليب في مصر كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين".

وحاول مسؤول رفيع في الكنيسة القبطية، وهو الأسقف مرقس، التقليل من أهمية تهديدات القاعدة، وقال "إننا نشعر بالأمن، إننا تحت حماية الله وأجهزة الأمن". وقال مصدر أمني إن الإجراءات الأمنية عززت حول الكنائس في أنحاء مصر كافة بشكل غير ملحوظ من خلال دوريات راكبة متنقلة ومن خلال رجال شرطة يرتدون الزي المدني، كما صدرت تعليمات للمسؤولين عن الأمن في كل المحافظات بـ"اليقظة".

وتثير حالتا السيدتين كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين توترات من حين لآخر بين المسلمين والأقباط في مصر، وتتضارب الروايات المتعلقة بهما. ويقول بعض الناشطين المسلمين إن كاميليا ووفاء، وهما زوجتا قسين قبطيين، اعتنقتا الإسلام وأنهما ممنوعتان من الخروج من محل إقامتهما الذي تعرفه الكنيسة وحدها منذ أن قامت أجهزة الأمن بإعادتهما بـ"القوة" إليها.

ويؤكد الأقباط من جهتهم أنه تم إرغام السيدتين على اعتناق الإسلام، وأن كلاً منهما تركت منزل الزوجية بسبب خلافات أسرية شخصية. ويثير الموضوع حساسية خاصة في بلد تتيح قوانينه المستمدة من الشريعة الإسلامية التحول من المسيحية إلى الإسلام، لكنها تحظر العكس.

وغالبًا ما تنشأ مشكلات بسبب علاقات عاطفية بين مسيحيات ومسلمين، قد تقود إلى ترك الفتاة أو السيدة المسيحية لدينها واعتناق الإسلام. وبعد حادثة ترك كاميليا شحاتة لمنزل الزوجية الصيف الماضي، طالبت الكنيسة القبطية بالعودة للعمل بـ"جلسات النصح" التي كانت تقدمها الكنيسة لأي قبطي أو قبطية يتقدم بطلب إلى الأزهر لاعتناق الإسلام.

فقد كان هناك اتفاق سابق بين السلطات المصرية والكنيسة القبطية على أن يتم تحويل أي طلب من قبطي أو قبطية لاعتناق الإسلام إلى الكنيسة قبل الموافقة عليه حتى تتاح لها الفرصة لعقد "جلسات نصح" مع الشخص المعني للتأكد أنه يريد أن يترك المسيحية عن اقتناع كامل، وليس تحت أي تأثيرات خارجية.

وقال الأسقف مرقس "نأمل أن يتم العودة إلى جلسات النصح فإن هذا الإجراء يساعد على الشفافية وعلى حل الكثير من المشكلات". ويقدر عدد الأقباط في مصر بما يراوح بين 6% و10% من إجمالي عدد السكان البالغ 80 مليون نسمة.

وتزايد الشعور بعدم  

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com