ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

القديس دينوسيوس السكندري البطريرك الرابع عشر

ماجد كامل | 2016-03-22 16:55:34

(معلم الكنيسة الجامعة )
(200–264)


إعداد: ماجد كامل


قصة ولادته :-
؛ولد القديس ديونسيوس في عام 200م تقريبا من أبوين وثنيين ؛ أهتم والده بتعليمه كل علوم الصابئة (عابدي الكواكب ) ؛وتروي قصة ايمانه بالمسيحية أنه تقابل ذات يوم مع أمرأة عجوز تبيع الكتب القديمة ؛ورأي معها رسالة من رسائل معلمنا القديس بولس الرسول ؛ فلما أعجب بها جدا رجع أليها وطلب منها بقية رسائل بولس الرسول ؛ فقالت له لقد وجدت هذه الأوراق ضمن كتب آبائي ؛ ولكن إذا أردت الحصول علي الكتاب كاملا أذهب إلي الكنيسة وهناك تحصل عليه ؛ فتوجه لمقابلة البابا ديمتريوس الكرام البطريرك الثاني عشر ؛فأخذه وعلمه وأرشده عن الإيمان المسيحي ثم عمده علي الإيمان المسيحي . ثم ألتحق بمدرسة الاسكندرية اللاهوتية في الفترة التي كان فيها العلامة "أوريجانوس" هو مدير المدرسة ؛فأقتبس من معلمه شجاعته وفضائله وولعه بالقراءة والإطلاع .

ثم تمت رسامته شماسا فكاهنا فمعلما في مدرسة الاسكندرية اللاهوتية ؛ ومن القصص الطريفة المروية عنه أنه ذات طلب منه أحد أصدقائه من الكهنة أن يتوقف علي قراءة كتب الهراطقة فبعث برسالة إلي أحد أصدقائه قال له فيها " ترددت في مطالعة كتب الهراطقة ؛وكان الباعث علي ترددي ما قاله لي أحد الكهنة من أن قراءتي لتلك الكتب قد تشوش أفكاري وتدخل الشك إلي قلبي . ولكني رأيت في أحد الليالي رؤيا شجعتني علي القراءة إذ قد سمعت صوتا يقول لي : أقرأ كل ما يقع تحت عينيك فأنت قادر أن تميز وأن تتمسك بما هو حسن ؛ وتذكر أن القراءة كانت السبب المباشر في اعتناقك المسيحية " فلما صحوت من نومي أطعت الرؤيا .

 وبعد نياحة البابا ياروكلاس تولي القديس ديونسيوس الكرسي المرقسي . وكان ذلك في 28 ديسمبر 246 م ؛ وبعد فترة تولي الأمبراطور "داكيوس " عرش الأمبراطورية وكان كارها للمسيحين فأضطهدم اضطهاد شديدا ؛ وقبض علي البابا ديونسيوس ونفوه إلي منطقة مريوط ؛ وفي الطريق قابله أحد أبنائه وعلم منه بقصة نفيه ؛وكان متوجها إلي حفل زفاف ؛فأعلن في الحفل عن القبض علي البابا ديونسيوس ونفيه ؛فقرر جميع الحضور إنقاذ باباهم ؛ فخرجوا إلي المنفي وهاجموه ؛ وخلصوا البابا من الأسر ؛وبعدها رجوه أن يعتزل قليلا في الصحراء فحياته ليست ملكا له وحده . فأختار من بينهم رجلين فاضلين وأعتزل فترة في الصحراء . وفي الصحراء بعث برسائل تعزية وتشجيع إلي جميع المؤمنين ؛ كما بعث برسالة إلي العلامة أوريجانوس أستاذه ومعلمه .

وكان من أبرز شهداء هذه الفترة الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس . وبعد وفاة الامبراطور "داكيوس " عاد الهدوء قليلا إلي الكنيسة ؛فقام البابا بجولة رعوية فذهب إلي مدينة الفيوم ؛وكان أسقفها يؤمن ببدعة الألف سنة ؛فعقد مجمع لمدة ثلاثة أيام ناقش فيها الأسقف في رأيه حتي أقتنع وعاد إلي الإيمان المستقيم . وبعدها بعث برسالة إلي شعب الفيوم قال فيها ( أنني أحب أسقف الفيوم وأمتدحه لأنه يسعي جهده للوقوف علي الحقيقة ؛ وأمتدحه أيضا للترانيم الروحية التي وضعها ليترنم بها الشعب في حفلاته ؛ غير أن محبتني للحق تفوق محبتي للأسقف .لذلك بادرت إلي إدحاض بدعته لإرشاده وإنارته ).

وبعدها بعث برسالة إلي أسقف أنطاكية ينصحه فيها بقبول توبة العائدين من الاضطهاد إلي الإيمان المسيحي . وفي عام 257 م ثار اضطهاد فالريان فالقي والي مصر القبض علي البابا دينوسيوس وجلده وطلب منه أن يسجد للأوثان فاجابه نحن لا نسجد إلا للسيد المسيح ؛فكلمه بالحسني لكي يذعن ؛فلما لم يستجب أخذ جماعة من المسيحين وقتلهم أمامه فلما رآه مصرا علي موقفه ألقاه في السجن ؛ ثم أعيد ليحكم عليه بالموت ؛ولكن الوالي عدل عن قتله ونفاه إلي ليبيا . وقبل أن ينفيه وجه له تهمة جديدة هي "بلغنا أنك تنفرد وتصلي " فرد عليه البابا ديونسيوس "نحن المسيحيون لا نترك صلاتنا ليلا ونهارا " ثم أـلتفت إلي الشعب وقال لهم "أمضوا وصلوا .وأنا وإن كنت غائبا عنكم بالجسد فإني حاضر بالروح ؛ فأغتاظ الملك جدا من الرد وقام بنفيه إلي ليبيا ؛ وفي عهد الوالي الذي يليه عفا عنه وإعاده إلي كرسيه

كما ورد في سنكسار 3 توت أنه أنعقد مجمع في مدينة الإسكندرية عام 243م لمناقشة بدعة نادي البعض بموت النفس مع الجسد وفي يوم القيامة تقوم معه ؛فعقد مجمع برئاسة البابا ديوناسيوس لمناقشة هذه البدعة فقرر البابا ديونسيوس حرمهم وكتب مقالة قال فيها ( أن محبة الله للبشر عظيمة جدا . وأن النفس لا تموت ؛ولا تضمحل بل هي باقية بقاء الملائكة والشياطين .لأنها روحانية لا تقبل تحولا ولا فسادا .وأن النفس بعد خروجها من الجسد ترجع إلي الله الذي أعطاها حيث تبقي في مواضع الانتظار حسب استحقاتها ؛إلي يوم القيامة عندما يبوق في البوق الأخير ؛فتقوم الأجساد بكلمة الرب ؛وتتحد كل نفس بجسدها ؛وتنال منه أما النعيم او العذاب الذي لا ينتهي .

كما قاوم أيضا بدعة سابيليوس الذي أدعي أن الله الآب نفسه هو الذي كفر عن خطايانا . وأخيرا قاوم بدعة "بولس الميساطي أسقف أنطاكية المخلوع الذي نادي بأن يسوع المسيح بشر مخلوق ؛وهو نبي مجرد نبي من الأنبياء .

نماذج من أقواله وكتاباته :-

1- ما أحوجنا إلي صلاة مستمرة حتي نصل إلي نور حقيقي يفتح أذهاننا إلي كل ما هو فوق

2- لقد فحصت أعمال وتقاليد الهراطقة ؛مدنسا عقلي وقتا قصيرا بآرائهم الكريهة ؛ولكنني حصلت علي هذه الفائدة منهم ؛وهي أني فندت آرائهم بنفسي ؛وازددت كرها لهم .

3- ولكن أعلموا الآن يا أخوتي أن جميع الكنائس في الشرق والعالم التي كانت منقسمة قد اتحدت كلمتها . وأصبح جميع الأساقفة في كل مكان برأـي واحد مغتبطين جدا بالسلام الذي تحقق فوق ما كان منتظرا

4- نص الرسالة التي بعثها إلي معلمه أوريجانوس "أن الله مصدر الحكمة هو وحده الذي يعرف مقدار ما نعانيه من آلام .ولما كانت الحكمة الإلهية تفوق مدارك البشر فما علينا إلا أـن نرضخ ونحتمل هذه الآلام . فما كانت الآلام إلا وسيلة لصقل نفوسنا وتفربنا من الله . فلنتخذ لنا مثالا للآلام التي كابدها المخلص ونقتدي بها في معاملة خصومنا برفق ولين "

5- في تفسير سفر الرؤيا قال " لقد رفض البعض ممن سبقونا السفر وتحاشوه كلية ؛منتقدينه أصحاحا اصحاح ؛ومدعين إنه بلا معني . علي أنني لم أتجاسر أن أرفض السفر لأن الكثيرين من الأخوة كانوا يجلونه جدا ولكنني اعتبر أنه فوق إدراكي .وأنه في كل جزء معاني عجيبة جدا مختفية .أنني لا أريد أن أقيسها او احكم عليها بعقلي ؛بل اعتبرها أعلي من ادراكي ؛تاركا مجالا أوسع للإيمان . ولست أرفض ما لا أدركه . بل بالعكس أتعجب لأنني لا افهمه"

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com