بقلم: مجدي إبراهيم
لدي بعض المهام لأنجزها بعيدًا عن مكان عملي ولذلك كنت مضطرًا أن أطلب إجازة ليوم واحد فقط، فهو في اعتقادي كافي جدًا لأن أذهب إلى مصلحة كهرباء الجيزة استفسر فقط لماذا لم يتم تغيير عداد منزلي وتحويله بإسمي بعد أن تنازل صاحب العقار الأصلي لي بالعداد، وقد قدمت طلب بتغييره ودفعت الرسوم كاملة وأخذت وعد من الموظفين الكرام بأنه في غضون أسبوع عمل سيتم تغيير العداد وتغيير ملكيته من اسم المالك الأصلي للعقار لإسمي لأن أوراقي كلها سليمة ودفعت كل المستحقات.
كان هذا تفكيري الساذج في البداية.
حسنًا لنبدأ الجولة..... من المعروف إن المصالح الحكومية تبدأ من الساعة التاسعة صباحًا حتى الساعة الثالثة عصرًا لذلك يمكنني الذهاب الساعة الثانية عشر حتى يتثنى لموظفي المصلحة أن يتناولوا وجبة الإفطار ويشربون الشاي (الشاي الحقيقي وليست الرشوة المسماة شاي)، وعندها تكون الساعة أوشكت على الحادية عشر وأكون قد أتيت في بداية اليوم.
وقفت أمام شباك العملاء وسألت الموظفة المبجلة عن سبب التأخير فقد مضى من الوقت حوالى الشهر والنصف ولم يعيرني أحد اهتمام؟ فقالت لي "اطلع الدور الرابع للأستاذ طارق" وعملاً بنصيحة السيدة فقد صعدت للدور الرابع وسألت عن السيد طارق، فقال لي الحاضرين وكانوا على عجلة من أمرهم فقد آن وقت الرحيل: "الأستاذ طارق مش موجود تعالى بكره" وقلت في نفسى انزع برقع الخجل وأسالها أين هو إذًا؟
فقالت الموظفة هو جه بس أكيد راح يجيب عدادات".
سألتها عما إن كان هناك بديل للرجل الفريد فقالت لا يوجد.. شكرتها ونزلت للدور الأرضي لأتحدث للموظفة الأولى ولكن الوقت كان غير ملائم لها، فهي تتحدث مع زميلتها عن مشاكل البيت والطبيخ وما إلى ذلك !!
وقفت حتى أوشكت على انتهاء القصة الأولى التي تحكيها وقبل أن تدخل في القصة الثانية تكلمت أنا وكعابر سبيل سألتها أن تسدى لي معروفًا وتفعل شيء فقالت لي: "هي الساعة كام معاك "جاوبتها إنها الثانية " .
قالت ببرود أعصاب: يعنى اليوم خلص.
يا الله كيف لم انتبه لهذا!! تأسفت للسيدة على كرم أخلاقها ووفائها للعمل وقلت لنفسي اذهب الآن إلى مستشفى الجيزة لأنني أعاني من تجمع دموي على الركبة، وبالفعل ذهبت وعرضت نفسى على الطبيب الذى قام بدوره على تحويلي لطبيب جراح للقيام بعمليه جراحية في الركبة.
أخدت ورقة التحويل منه وأعطيتها للممرضة، فنبهتني أنه لا يوجد الآن جراح وإن ميعاده الساعة السابعة، وأخدت التحويل ورقم هاتفي حتى إن تأخرت تقوم هي بالاتصال بي ولكنى لحسن الحظ لم اتأخر وذهبت في ميعادي لانتظر الطبيب حتى الثامنة وعشر دقائق.
كنت الحالة الثانية وعرضت عليه الحالة فطلب منى موافقه من التأمين الصحي بإجراء عمليه جراحية مما دعاني للرجوع إلى الطبيب الأول طالبًا منه الموافقة.
ولكن الرجل اعتذر قائلاً: أنا آسف أنا معنديش مانع أبدًا بس جوابات التحويل خلصت،، أخر واحد في الدفتر لسه كاتبه لواحدة قبلك.
شكرته وأخذت ميعاد للغد حتى آخذ منه الموافقة بخطاب تحويل آخر، وأنا أكتم داخلي الآهات، ووجدت آخر على الباب يصرخ بصوت عال جدًا ويهدد بالشكاوى ويصفهم بأنهم ليسوا بشر.
نسيت أن أقول لكم أن هناك مجموعة كبيرة من البراويز بالمستشفى تحمل داخلها صورة لسياسة الجودة وأنها حاصلة على شهاده الأيزو، وأنها تهدف إلى إرضاء عملاءها.... وقد آلت الإدارة العليا للمستشفى بالتعاون مع العاملين بها إلى تقديم رعاية متميزة لعملائها والارتقاء بهذه الرعاية إلى المستوى العالمي!!
الساده الكرام لن أقص عليكم باقي يومي... فأكتفى بسرد ما حدث بمصلحة الكهرباء والمستشفى الدولي!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com