عساسي عبدالحميد- المغرب
ما قاله الإعلامي عمرو أديب في برنامجه القاهرة اليوم من كلام بخصوص غزوة بروكسيل وقبلها فيالق خيبر التي خبطت في فرنسا بخصوص مسؤولية الإسلام عن هذا الإرهاب العابر للحدود هو كلام صحيــــــــح .(...)
===========
لكن هذا لا ينفي أن عمرو أديب.. والغجرية الرداحة لميس .. و بكري .... والأبراشي... وموسى والجندي.. محسوبون على النظام المصري؛ بل كلهم مجندون ضمن لوبي الإعلام الرهيب أحد الأذرع الموازية للدولة العميقة؛ الى جانب لوبيات القضاء والعسكر والأمن والدين الذي يدبره الأزهر المنضوي تحت لواء السعودية الوهابية وأيضا لوبيات العقار والغذاء والدواء والفن ....وجزء من رواتب قادة العسكر والأمن والدين يأتي من السعودية .(...).
===========
كل ما يتحفنا به عمرو أديب أو مصطفى بكري أو وائل الأبراشي أو الغجرية الرداحة على قنواتهم بخصوص داعش... وتنظيم الاخوان... وتردي مستوى التعليم في مصر ... وحافة الافلاس بعد شح الدولار ...والحقوق المائية لمصر بعد بناء سد النهضة... وأتراس الأهلي ..أو التعديل الوزاري الأخير الذي وصفته مذيعة عمرو أديب على القناة بأنه ايجابي لأنه اعتمد وزراء خارج الدائرة الوظيفية وزكى وضعية المرأة في الأجهزة السيادية والدور القيادي ... كل هذا يدخل في خانة تصريف الدولة العميقة لأجندتها في تدبير الحكم وفق مقاييس ومقاربات لا يعلم بها سوى الراسخون في العلم .(....).
===========
رجالات السيسي في الاعلام الرسمي وبحكم مراسهم الميداني يعلمون تماما ما تريده الدولة العميقة إيصاله للشارع المصري وإقناع به المواطن للتحكم في تدبير وتوجيه المزاج العام؛ بما فيها التحذيرات؛ وأن على المواطن أن يزيد من شد الحزام؛ وأن الظرفية دقيقة تستدعي الصبر والالتفاف حول الرئيس لأن المؤامرة التي تحاك ضد الوطن رهيبة؛...
والدولة اذا لم يرقها أداء وتصرف أحد المسئولين أو النافذين أو أحد رجال المال والأعمال؛ فانها تسلط عليه ذراعها الاعلامي لجلده وتأليب الشارع ضده اما لانذاره أو اقصائه أو تحويله لشماعة تعلق عليه أخطاء الحيتان الكبرى؛ والدولة ان أرادت تقريب أحد من محيطها وظفت أحد أطقم اعلامها الغجرية الرداحة مثلا للتنويه به وذكر خصاله (...).
سكرتارية السيسي لديها طريقة لتقييم رجالاته و تنقيطهم وتصنيفهم وفق معاييرها ومكاييلها من حيث عدد المشاهدين المتتبعين لبرامجهم و أعداد من ترن هواتفهم للاتصال لابداء الرأي وبحجم ونوعية ضيوف البرنامج وبطريقة تناول المواضيع ومدى خدمتها وتماهيها مع أجندة الدولة ..ولحدود الساعة يأتي عمرو أديب على رأس القائمة متبوعا بحرمه الغجرية الرداحة...(...).
===========
حتى الرسائل المشفرة والتي لا يريد السيسي أو أحد من مستشاريه ووزرائه ارسالها مباشرة لدول الخليج وعلى رأسها السعودية يتكلف بها أحد أطقم الذراع الاعلامي للسيسي ..
فالرئيس المصري وهو يرى تآكل الدولار في البنك المركزي لدرجة أنه بكى في احدى المناسبات وقال (( ان ينفع أتباع ..هتباع ))؛ ويرى تردي المستوى المعيشى للمواطن... وتفشي البطالة بين خريجي الجامعات والمعاهد ... وتهاوي مداخيل السياحة.... وتراجع الاستثمار الأجنبي ..فإنه لا يجد غير هذه القنوات لتسريب رسائله لبلدان الرز المتلتل؛ بأن الأمن والسلم الاجتماعي قاب قوسين أو أدنى من الانفلات في مصر؛ و ستعبر الفوضى البحر الأحمر في اتجاه بلدان الخليج الآمنة لتحرق الأخضر واليابس...وأن أمن الخليج من أمن مصر ..وأن أمريكا لن تستثني السعودية في مشروع شرق أوسطها الجديد كما قال بكري في احدى خرجاته .(...).
===========
يقال على الاعلام بأنه السلطة الرابعة؛ ويقال بأن حسنين هيكل كان هو الحاكم الفعلي في عهد عبدالناصر وصانع نجوميته ؛ وكان عنوان واحد بالبنط العريض لحسنين هيكل على الصفحة الأولى لجريدة الأهرام كفيل بأن يرفع من شعبية الرئيس و يرمي بخصومه في الحضيض ويؤلب الجماهير ضد معارضيه..
...أما اليوم فلم يعد للرئيس اعلامي واحد على شاكلة هيكل؛ بل كتيبة من خطباء سوق عكاظ ممن كانوا يشعلون الحروب في جزيرة العرب و يحطون أو يعلون من منزلة قبيلة بقصيدة أو بيت شعري واحد ؛ بهذا الذراع الاعلامي اليوم يستعين السيسي لتدبير الحكم في بلد قارب سكانه ال 100 مليون نسمة؛ بلد مستهدف في سياحته ومياهه و أصالته وتتربص به داعش من الشرق والغرب والوسط والجنوب ...
Assassi_64@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com