شباب ينتحلون صفة ضباط شرطة ويقطعون الطريق للتسلية!
يعتبرونه مثل الكاميرا الخفية.. ولكن لماذا لا يضحك الضيوف؟!
يعبثون بأعصاب ركاب السيارات حتى يتوبوا عن خطاياهم!
كتب: أحمد صوان
من منا لا يعرف اللجان الأمنية؟؟ نحن هنا لا نتحدث عن الأكمنة الثابتة أو المنافذ الأمنية، وإنما تحدث عن تلك اللجان التي تعرفها عندما يقف بك الطريق الفسيح فجأة؛ ما بين الثانية عشرة ليلاً والثانية صباحًا؛ وتجد زحامًا أشد من ميدان رمسيس في عز الظهر، ويظل الطريق يتحرك بك ببطء حتى تصل إلى نقطة الزحام فتجد سيارة الشرطة (البوكس العريقة) تقف بالعرض بحيث تسمح لسيارة واحدة فقط بالعبور، وحولها الأقماع الشهيرة، لتجد الضابط ومعه أمينا الشرطة -أحدهما من فرقة المباحث ويرتدي الملابس المدنية- ولا بأس من عسكري أو اثنين، ليستوقفونك ببساطة ويطلبون منك في تهذيب -وأحيانا بمرح أيضًا- رخصة القيادة والسيارة وبطاقات الركاب الشخصية، وربما يتمادى إذا شك فيك أو أحد مرافقيك فيطلب تفتيشك وتفتيش السيارة أيضًا، باعتبارك في حالة اشتباه.
بالتأكيد لا يوجد واحد من قائدي السيارات أو راكبي الميكروباصات يجهل هذه اللجان، ولا القائمين عليها بملابسهم الرسمية؛ التي تجعلك في حرج من أن تطلب من أحدهم هويته كما ينص القانون؛ قبل أن تعطيه رخصتك وتتركه يفتش سيارتك.
لجنة خاصة!
ولكن.. هل سبق ورأيت من قبل "لجنة قطاع خاص"؟! لا تندهش من فضلك.. فهذا يحدث بالفعل!!
فإذا كنت تقود سيارتك في طريق خالٍ تقريبًا بعد الثانية صباحًا، ورأيت سيارة مدنية تقطع الطريق، ومجموعة من الشباب -يتراوح عددهم من ثلاثة إلى خمسة- يرتدون الزي المدني، حتى ولو وجدتهم يحملون أسلحة وأجهزة لاسلكية، بل وتوجد أمامهم الأقماع الشهيرة أيضًا، فهم على الأرجح لجنة خاصة!!.
ما هذه اللجنة؟!
سؤال يتبادر إلى ذهنك بالقطع، فهذه اللجنة عبارة عن مجموعة من الشباب راغبي التسلية على الأرجح، لا يجدون ما يشغلون به أوقات فراغهم، ولديهم مجموعة من الإمكانيات تسمح لهم بمحاكاة اللجنة، مثلما سبق وأشرنا، يقتصر ما يفعلونه على توقيف السيارات والعبث بأعصاب قائديها، فيطلبون الرخص ويتحدثون بصرامة مبرزين أسلحتهم – ويا حبذا لو كان معهم جهاز شبيه باللاسلكي– ويقومون بتفتيش السيارات، وبعد أن يرهقون فريستهم يسمحون له بالمرور، مع الوعد بأن السماح والرحمة لن يتكررا مرة أخرى؛ إذا ما وقع في قبضتهم.
الكاميرا الخفية!
أحد هؤلاء الشباب ويدعى (م.ع) يتحدث عن هذا العمل بسخرية؛ ويصفه بأنه كالكاميرا الخفية، أو برامج تليفزيون الواقع، فيقول أن الفكرة جاءته بعد تكرار عبوره وأصدقائه من اللجان الأمنية، وراقت لهم فكرة اللجان، فقاموا بشراء مسدسات صوت، وأجهزة راديو تشبه الأجهزة اللاسلكية من بعيد، وقمعين من أحد محال الإطفاء، وبعد ذلك اختاروا طريقًا مشبوهًا – كما يطلقون عليه – يقصده السكارى من الشباب، أو من يأتون بصديقاتهم أو فتيات ليل ليمرون عبره، فهؤلاء كما يقول "بيخافوا من خيالهم ومش هيقدر حد فيهم يقولك عايز أشوف كارنيه الشرطة بتاعك"، كما أنهم يستسلمون للتفتيش الذاتي، وتفتيش السيارات بسهولة لعلمهم بأنهم مخطئين.
هدفنا شريف!
ويدافع (م.ع) عن نفسه وأصدقائه بأن هذا العمل ليس نصبًا، فهم لا يأخذون أموالاً من أصحاب السيارات مقابل تركهم، أو يحررون لهم مخالفات وهمية؛ كما يفعل النصابون الذين ينتحلون صفة الضباط، وإنما هم فقط يتسلون بإثارة ذعر هؤلاء السكارى والمخطئين "حتى يتوبوا" -على حد قوله- كما أنهم – حسب ادعائه أيضًا- لا يقومون بالاقتراب من قادة السيارات المحترمين أو الفتيات، وإنما هدفهم فئة معينة، ويضيف بأنهم لا يذكرون على لسانهم أبدًا أنهم من ضباط الشرطة، وإنما يتوجهون نحو السائق وهم يشيرون بأيديهم قائلين "الرخص" دون أي كلمة أخرى، فإذا استسلم تمادوا، ولكن دون ذكر لفظ "الشرطة"!!.
وعن أطرف موقف تعرض له هؤلاء الشباب؛ أنهم استوقفوا سيارة اتضح أن الشاب صاحبها ضابط شرطة، وعندما أبدى استغرابه من هذه "اللجنة" وطالبهم بإبراز تحقيق الشخصية، حاولوا إقناعه بأنهم يصورون "الكاميرا الخفية"، وفروا بسرعة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com