ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الفتنة تطل‮..‬ والحكومة مشغولة لشوشتها ‮.. ‬ماتيجوا نطير طيارة

الأقباط متحدون | 2010-11-12 10:59:22

أمير الزهار

شفت الجايزة اللي الدولة راصداها للي‮ ‬يعثر علي قمر الأبحاث المصري الوحيد؟‮.. "‬اقرا‮.. ‬اقرا‮.. " ‬دا الجرايد والإذاعة والتلفزيون،‮ ‬والفضائيات اللي قفلوها تابت ورجعت تنادي،‮ ‬والدلالين بيلفوا الشوارع،‮ ‬والحيطان مكتوب عليها‮:‬
قمر صناعي تايه‮ ‬ياولاد الحلال‮.. ‬اختفي في الفضاء والحكومة لابسة المريلة ومشغولة في‮ "‬طبخ‮" ‬الانتخابات‮.. ‬واللي حيلاقيه له جايزة ضخمة‮ "‬40‮ ‬مليون متر أرض‮"..  ‬يسقعهم،‮ ‬ويستني عليهم شوية‮ (‬لأن كل ما‮ ‬يثلجوا أكثر سعرهم حيولع‮) ‬وبعد كده هو حر‮ ‬يبني عليهم مدينة سكنية أو مدينة ملاهي أو ملاعب جولف‮ (‬يعني إيه جولف؟‮).. ‬أو‮ ‬يبيعهم بشوية مليارات‮: ‬جنيهات أو دولارات براحته ووقتها‮ ‬يصبح من كبار البلد والكل‮ ‬يبقوا عنده خدم‮.. ‬ماهو لو معاك قرش تساوي قرش ولو معاك دولار تساوي دولار وتبقي تاج راسنا‮ (‬زي أمريكا‮ ) ‬ولو معاك مليارات‮.. ‬شوف بقي‮! ‬وطظ في الحق والعدل والأخلاق‮.. ‬ونحب نقول للشعب كله إن الدولة مش نايمة و»لن تألو جهدا‮« ‬حتي تعثر علي هذا القمر،‮ ‬اللي حقق اكتشافات وأسرار علمية لم تصل إليها دولة أخري علي ظهر الأرض‮.. ‬فنرجو الاهتمام لأقصي درجة‮.. ‬لأن القمر ده لو رجع مصر حتقب علي وش الخريطة،‮ ‬وترجع لها مكانتها وتأثيرها،‮ ‬مش بس فيك‮ ‬يامنطقة وإنما في العالم كله‮.. ‬وتسهيلا من الحكومة علي المواطنين للقيام بهذا الدور الوطني العظيم فإنها ستسمح للجميع،‮ ‬الصغار أولا وبعدهم الكبار من اللي عندهم طيارة ورق من زمان‮ (‬أيام اللعب‮) ‬يقوم فورا ويطير طيارته ويعلا لفوق،‮ ‬لفوق،‮ ‬لفووووووق‮.. ‬ويبص كويس واللي حايعتر علي القمر حلال عليه مدينته أو ملياراته بالمصري أو بالدولار،‮ ‬حسب علامه ونوع مدرسة لغاته‮.. ‬والحاضر‮ ‬يعلن الغايب ومايدكنش علي الخبر وأمور الأنانية والطمع اللي مالية البلد ديه‮.. ‬لأن القمر ده وسيبكو من حكاية انفصال جنوب السودان واللعب بدول حوض النيل،‮ ‬وأصابع أمريكا وإسرائيل المكشوفة بجرأة وتحد عجيب،‮ ‬وانسوا الهبل اللي صحف المعارضة بتقوله عن الفساد والكلام الفاضي ده وغيره وغيره القمر ده تتوقف عليه سمعة مصر،‮ ‬وكرامة مصر،‮ ‬وشرف مصر،‮ ‬وتقدم مصر‮(!).. ‬فمن‮ ‬يجده‮ ‬يتصل من أي تليفون أرضي زيرو‮ ‬900 ‮ ‬أو من الموبايل زيرو تلات تصفار‮.‬
شفتوا بقي قد إيه الحكومة مشغولة لشوشتها في الاهتمام بالبحث‮ "‬العلمي‮" ‬عن قمر الأبحاث المصري‮ " ‬الحيلة‮ ".. ‬وعشان كده هي مش فاضية للكلام الفارغ‮ ‬اللي وكالات الأنباء والجرايد والناس بتلب لب فيه،‮ ‬آل إيه الجنرال عاموس‮ ‬يادلين رئيس جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية اعترف‮  ‬بعضمة لسانه وهو بيسلم مهام منصبه لخلفه‮  ‬آفيف كوخفي إن أهم ما حققه الجهاز هو‮ ( ‬إحداث اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية في مصر،‮ ‬في أكثر من موقع،‮ ‬و"نجحنا‮" ‬في تصعيد التوتر والاحتقان‮ "‬الطائفي‮" ‬والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة،‮ ‬متوترة دائما،‮ ‬ومنقسمة إلي أكثر من شطر لتعميق حالة الاهتراء داخل بنية المجتمع والدولة المصرية،‮ ‬بحيث‮ ‬يعجز أي نظام عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في هذا البلد‮.. ‬وقد حدث ذلك،‮ ‬طبقا لما هو مرسوم ومخطط له في مصر منذ العام‮ ‬1979  ومصر تقع في القلب من أنشطة الجهاز التي تشمل المنطقة بأسرها دون تميز بين دول صديقة وأخري عدوة أو دول معتدلة وأخري متطرفة‮)..‬
هل قال إنهم‮ ‬ينصرون المسيحيين علي المسلمين أو العكس؟ لقد قال احتقان طائفي أي الأذي للجميع‮.. ‬فهل‮ ‬يكفي هذا الكلام لنفهم كيف تفكر إسرائيل وأمريكا سواء في جنوب السودان أو في مصر أو العراق أو لبنان أو سوريا أو فلسطين أو‮ ‬غيرها؟ وهل‮ ‬يكفي هذا الاعتراف ليدرك شعبنا مسلميه ومسيحييه،‮ ‬خاصة بعض أقباط المهجر مفهوم إسرائيل وأمريكا للسلام مع مصر،‮ ‬ومن الذي‮ ‬يتحمل ثمن أهداف إسرائيل من إحداث الاحتقان والتوتر الذي ذكره عاموس؟‮! ‬وما رأي من‮ ‬يساهم في تحقيق تلك المخططات الإسرائيلية ضد بلاده،‮ ‬بحُسن نية أو عمدا؟‮.. ‬لو كان الأمر عن حُسن نية فهذه مصيبة،‮ ‬وإن كان عن علم وقصد فالمصيبة أعظم‮.. ‬إن الفساد الذي‮ ‬يفت في عضد المجتمع المصري والتفاوت المرعب في الدخول بين أصحاب مليارات ومعدمين،‮ ‬وانحياز الحكومة لصالح أقلية تستغل الأغلبية بعيدا عن سلوكيات اقتصاد السوق السليم والبعد عن أخلاقيات التعاون والتراحم والمودة التي كانت سائدة بين المصريين‮.. ‬كل هذه أجواء تعمل علي خلقها ودعمها كل من إسرائيل وأمريكا‮.. ‬فهل نساعدهما حكومة وشعبا علي ذلك؟‮!‬
إننا جميعا ندرك أن الغالبية العظمي من شعب مصر بخير،‮ ‬وأصحاب قلوب طيبة ونيات حسنة وعلاقات صافية‮.. ‬وأنه رغم بعض الرغاوي والزبد الذي ظهر مؤخرا علي سطح العلاقات بين عنصري الأمة فمن المؤكد أن تلك الغالبية الطيبة ترفض ذلك‮.. ‬إذ أستطيع أن أؤكد أنه لا‮ ‬يوجد مسلم أو مسيحي إلا وله من بين أفضل أصدقائه واحد من الدين الآخر،‮ ‬بل كثيرا ما‮ ‬يكون الصديق المسيحي أو المسلم هو الأقرب عن الصديق من نفس الدين‮.. ‬لكن ما‮ ‬يحدث هو عبارة عن تضخيم متعمد لأحداث صغيرة،‮ ‬وتحويل الحبة إلي قبة وقد زاد ذلك مؤخرا،‮ ‬بفعل فاعل له بالتأكيد طابور خامس بالداخل المصري و اعتراف عاموس هو خير شاهد من أهلها،‮ ‬ويتأكد‮ ‬يوما بعد‮ ‬يوم أن أمريكا تترك بن لادن حيا وحرا كذريعة مستمرة،‮ ‬كما زادت في نفس الوقت المؤامرات في المنطقة كلها خصوصا بعد الفشل المتتالي للحروب الأمريكية والإسرائيلية المباشرة،‮ ‬ومن المؤكد أنه إلي جانب العمليات الإرهابية للقاعدة‮..‬هناك مؤامرات وجرائم عنف وإرهاب ترتكبها شركات الأمن والمرتزقة الأمريكية كالبلاك ووتر وغيرها،‮ ‬ويراد لها أن تلصق ببعض الدول أو التنظيمات المتطرفة،‮ ‬بغرض تحقيق الفتنة والفوضي‮  ‬الخلاقة‮ "‬إياها‮".. ‬فلا‮ ‬يجب أن ننخدع في مصر مسلمين ومسيحيين مهما كانت الأسباب أو الإغراءات،‮ ‬خصوصا وغالبيتنا الساحقة في الهم سواء ونعيش مشاكل مشتركة،‮ ‬وبحجم ربما أكثر من معظم الشعوب الأخري،‮ ‬بما فيها دول كنا نسبقها بمراحل،‮ ‬وهذا‮ ‬يلزمنا جميعا بأن نلتف حول هدف واحد وهو العمل جادين ويدا بيد،‮ ‬مثلما فعلنا دائما علي مر التاريخ من أجل أن نعالج كل تلك المشاكل المشتركة مما‮ ‬يتطلب منا التحلي بالإخلاص وروح التعاون والعمل الدءوب‮  ‬لمساعدة مصر كلها علي التعافي من تلك الأزمات والتخلص من حالة التراجع والتآكل التي تلاحقها في مجالات عديدة‮..‬
فهل تتوقف حكومتنا الرشيدة عن مقابلة الأذي والكراهية الإسرائيلية والأمريكية‮ (‬مع دهنها بالكلمات المعسولة طبعا‮) ‬بالحب من طرف واحد أو مقابل مصالح مؤقتة،‮ ‬صغيرة؟ وهل تفيق تلك الحكومة من انشغالها لشوشتها بالمصالح الفردية للمرشحين ومحترفي الانتخابات الذين لم‮ ‬يفعلوا شيئا إزاء هذه القضايا الخطيرة من قبل،‮ ‬وهل تتنبه للمؤامرات والأزمات التي تحيط بالمجتمع المصري داخليا وخارجيا،‮ ‬وتأخذها مأخذ الجد؟ وهل تعطي الاهتمام‮  ‬لغالبية الناس بإشراكهم في السراء،‮ ‬ولا تكتفي بإغراقهم وحدهم في الضراء؟‮! ‬أم أنها ستكتفي كما هو واضح بتشجيع وتدليل للقلة المحظوظة من المليارديرات والمليونيرات،‮ ‬وفي هذه الحالة،‮ ‬لا تجد تلك الغالبية مجالا أمامها سوي أن تبتئس وكل واحد منها‮ ‬يقعد أمام بيته‮ ‬يطير طيارة‮! ‬

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com