ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

سفاحة الشيخ بن لادن

د. وجيه رؤوف | 2010-11-12 13:44:24

بقلم: د. وجيه رؤوف
هناك أنواع من الناس لا تأخذ فى اعتباراتها مشاعر الآخرين أو أحزانهم، أو قل هم لا يشعرون بآلام الآخرين، ونشكر الله أن هؤلاء  قلة أو نتمنى أن يكونوا قلة  فللأسف لم نعد نثق في الواقع الذي نعيش  فيه.

وبالمختصر طبعًا بعدما حدث في العراق من التفجير داخل الكنيسة، وقتل أكثر من ستين فردًا، بل وبعد تفجير منازل بعض المسيحيين بالعراق، وأيضًا بعد تهديد تنظيم "القاعدة" للآمنين داخل أوطانهم فى مصر، أصبح مجرد ذكر اسم تنظيم "القاعدة" أمام المسيحيين يثير حنقهم وإشمئزازهم، فما بالك لو تعمد البعض استفزاز مشاعر الأقباط علانية؟! طبعًا شيء مقلق.
ولندخل في الموضوع؛ هكذا بدأ حوار مجموعة من الأصدقاء، وهم مجموعة من المسلمين، ومجموعة من المسيحيين، من الفئة المفروض أنها عليا في المجتمع؛ ثقافيًا، وعلميًا، وهكذا بدأ الحوار:

إمام: والله أنا مش عارف إيه حكاية الحكومة مع الأحزاب الدينية، غريبة والله الحكاية دى  !!!
عوض: أيوه  ياخي ده شىء مش طبيعي أبدًا عندنا.
إمام: طب في  إنجلترا فيه حزب ديمقراطي مسيحي، إشمعنا احنا بقى؟؟
عوض: أيوه وفي الهند كمان.
عادل: ياجماعة لو فيه حزب إسلامي يحمل قيم الإسلام السمحة فعلاً مفيش مشكلة، لكن للأسف المعروض  دلوقتي له أهداف  تانية خالص ونيته مش لله.
عوض: إزاى يعنى تقصد إيه؟ زي مين يعني؟؟
عادل: زي التنظيمات الإرهابية اللي خاربين الدنيا في المنطقة وبيهددوا العالم بإرهابهم !
عوض: هو فيه زي تنظيم القاعدة دوله أحسن ناس دوله هما اللي موقفين أمريكا جنب الحيط ومعلمينها الأدب.
إمام: أيوه والله ده "جورج بوش" قال إنه سيكتسح الشرق الأوسط  فيفطر في العراق، ويتغدى في لبنان، ويتعشى في مصر.
عادل: إحنا مش بنتكلم على ده ولا عن الدفاع عن الأوطان، الشرف يكون في محاربة جيش لجيش، لكن احنا بنتكلم عن المحاولات الجبانة الخسيسة من تفجير وقتل للأبرياء العزل، زي التهجم على الكنائس والجوامع والذي منه.
عوض: انت مش  فاهم  حاجة، ربنا يخلي لنا الشيخ "أسامة بن لادن" واللي معاه، ربنا يقويهم يا رب.
عادل(غاضبًا): ربنا ياخده وياخد اللى معاه واللى يحبه كمان.
حينئذ وقف عادل غاضبًا تاركًا الغرفة وصوت عوض يلاحقه: طب واللى عملوه في فلسطين يبقى إيه؟؟

طبعًا عادل ترك الغرفة وفضل عدم الاستمرار في الحديث الذي لن يجدي شيئا، خصوصًا بعدما تأكد له أن عوض لا يلاحظ مدى الحزن والأسى الذي يعتصر قلب كل مسيحي داخل منطقة الشرق الأوسط؛ نتيجة التعاليم الإرهابية التي زرعها تنظيم القاعده في المنطقة.
طبعًا نستمع كثيرًا للبعض الذين يطلقون على أمثال هؤلاء الإرهابيين كلمة "سماحة" تسبيقًا للاسم، كأن تقول: سماحة الشيخ فلان..

وطبيعي نحن نحترم تلك الكلمة التي تدل على السماحة فعلاً؛ فأنا مثلاً أشرف أن أقول سماحة الشيخ "أسامة القوصي" لأنه فعلاً يستحق هذا اللقب، فهو شيخ سَمِح في تعاليمه وفي أخلاقياته، وبالتالي ستنتقل سماحته إلى تلاميذه.

أما عن هؤلاء الإرهابيين الذين يقتلون العُزَّل من الرجال، ويقتلون النساء والأطفال، بل بلغت الوحشية والحيوانية؛ أن قام أحد هؤلاء السفاحين بذبح طفل يبلغ من العمر أربع سنوات؛ على مذبح كنيسة "سيدة النجاة" بالعراق .

هؤلاء السفاحون لا يُطلق عليهم لقب "سماحة" بل يُطلق عليهم لقب "سفاحة" بالفاء  بدلاً من الميم، وذلك لأن السماحة تأتي من التسامح أما السفاحة فهي أعمال البلطجية، والسفاحين، وتأتى من السفح وسفك الدماء.

ولذلك وبدون خجل؛ حينما تأتي كلمة "الشيخ بن لادن" فلابد أن تُصحح تلك الكلمة لقائلها بأنه سفاحة "الشيخ بن لادن" دون  حرج  أو خوف، فما سفك من دماء لشبابنا وأطفالنا؛ يرفع عنا الحرج فى إضافه ذلك اللقب قبل اسم سفاح

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com