خميس العهد – المسيح بين الحب و الخيانة
Oliver كتبها
هذا هو اليوم الذى ينبغي أن يذبح فيه الفصح. قل لنفسك إنتبهى لأن الرب يسوع يفصح عن نفسه اليوم و يحارب عماليق غداً.كسر الرب نفسه خبزاً لكن الشعب الجائع في البرية ظل جائعاً لرفضه خبز الحياة.قال الرب لا أشاء موت الخاطئ و أعطانا نفسه جسداً و دماً غفراناً لخطايانا و حياة ابدية لمن يتناول منه.لأن الذى اصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب هو الذى قدم ذاته ذبيحة مقبولة في العلية هناك صار لنا عهداً أبدياً .
سلطان المسيح
عميق كالبحر هو كلام مخلصنا.الحرب علنية و الأسلحة روحية.يظهر سلطانه و قضاءه.و أيضاً يكشف عظمة عمله و محبته..يتكلم علانية بغير رموز و لا أمثال.لى سلطان أن أضع نفسى و لي سلطان أن آخذها.الجميع يفهم الآن.إبليس و هيرودس و اليهود و نحن أيضاً نفهم أننا قدام صاحب سلطان على نفسه.ليس للموت سلطان عليه حتى يأخذ منه نفسه.ليس لإبليس سلطان عليه حتى يهرع ليلتقط نفسه و يشمت بها حتى إلى الجحيم كما كان يفعل مع الموتى.ليس لهيرودس و لا بيلاطس سلطان أن يميت المسيح. بل المسيح وحده يملك أن يضع نفسه و يملك أن يأخذ نفسه وقتما يريد..و بنفس هذا السلطان يضع و يأخذ كل النفوس و الأرواح.ليرتعش إبليس من هذا السلطان.إذ لا يستطيع أن يصمد قدامه.الآب أعطاه الحرية التي سماها يسوع الوصية. المسيح أول من إستخدم حرية مجد أولاد الله. إستخدمها لخلاصنا. ها قد كشر الأسد عن أنيابه و بسلطانه يأخذ الأرواح من الأسر و يضعها في الفردوس.يأخذ إبليس من الحرية و يضعه مقيداً في الجحيم. فكيف لا ينهار إبليس..
نفوسنا صارت في يد الكامل المحبة.يهتف بنا في تحدى.لا يقدر أحد أن يخطف هذه النفوس من يد أبى و قال أيضاً لا يستطيع أحد أن يخطفها من يدى. يد الآب هو الإبن و يد الإبن هو الآب. رعاية الإبن هى رعاية الآب .و بذلك نفهم و نؤمن أن الآب و الإبن واحد . إله واحد. هذا ما لم يتحمله اليهود فأرادوا أن يرجموه لأنه يجدف .لكنه أتى لنعرفه و نعرف به الآب و الروح القدس.الإبن يكلمنا كلامه ثم يقول كلامى هو كلام أبى. ليس للإبن كلام غير كلام الآب و لا للآب كلام غير كلام الإبن. الكلام واحد لأن الآب و الإبن عندنا واحد . السلطان واحد.سلطان الآب و الإبن.نحن نفهم وحدة الآقانيم الثلاثة.بالمسيح له المجد عرفنا و سنعرف الثالوث الأعظم.
الآب يقبل أن الإبن يموت وقتما يشاء و يقوم حسب تدبير الخلاص المسبق الذى تم بين الأقانيم .ها المسيح يكشف لنا ما صار من أجلنا في السمائيات بين الآب و الإبن.من يسمع هذا و لا يقشعر من عظمة عمل الأقانيم عنا.و كيف أن الثالوث الأقدس مشغول بخلاصنا فيما كنا منشغلين بأمور أخرى.يا صاحب السلطان على النفوس نفوسنا تأتمنك و تسكن إليك.ضعها في حضنك.في قلبك ضعها و لا تأخذها من هناك أبداً.هذا رجاؤنا فيك.نحن الذين أعلنت لنا ذراع الرب الإبن الوحيد الجنس.
ساكبة الطيب و الأمانة
أحتار فيك يا ساكبة الطيب. كم من العمر قضيت تختزنين الطيب و تعتقينه حتى يكون ثميناً. كم من المال أنفقتى من أجل قارورة إمتلأت عبر زمان طويل ثم كسرتيها و سكبتيها على رأس يسوع؟ من أخبرك أنه سيأتى متجسداً لتستعدى له بالطيب و تكفنينه حياً؟ هل قرأت النبوات أم أخبرك الروح بنفسه؟ هل رأيت نجم المجوس فإهتديتِ إلى موضعه؟ هل كنت هكذا مكرسة متفرغة للقاءه؟ صحيح أننا لا نعلم عن ماضيك شيئاً لكن مدح الرب لك يجعلنا متلهفين للقياك في الفردوس و قارورتك ترشدنا للكثير . لم تكسرى قارورة فحسب بل كسرت زمانك كله على رأس الحبيب. ما أعجبك يا حبيبة المسيح النقية. نحن أيضاً نكرمك و نمدحك و نحبك.يا كاسرة القارورة هل كانت قارورتك محكمة الغلق؟ يبدو كأنك أدخلت المسيح خبأ قلبك و أغلقتِ الباب و سلمت المفتاح للحبيب .لم يعد للقارورة باب و عريس إلا المسيح فكسرت القارورة يا ساكبة الطيب الرقيقة. كسرتِ القلب لأن القلب المنكسر مقبول للحبيب.. يا لأمانتك يا ساكبة الطيب الجميلة.يا للتعليم العميق الذى علمت به . كسرت القارورة ففاح الطيب في العهد الجديد كله. ليس من سبيل إلا كسر القارورة. ما رائحة أطيابك يا شولميث. سكبت طيبك لتأخذى طيبه يا أعظم رابحة في بيت الفريسى.قليلون هم الذين يربحون في بيت الفريسي و أنت مشرقة بينهم. فيا مخلصنا الصالح نكسر عند قدميك قلوبنا و هى بالحقيقة مكسورة في أمور كثيرة .نأتيك بقارورة منكسرة قدامك . إصنع فينا ما صنعت بساكبة الطيب.
و لأن الأمانة بالأمانة فإن يسوع الحلو إرتضى بما فعلته المرأة القديسة.فأعطى للطيب رائحة زكية.بالمسيح يسوع صمدت ساكبة الطيب قدام الناقمين.حبه أظهر مكافأته التى كافأها.الرب يحب القلب المنكسر و لا يتركه نهباً للهجوم.الرب يجبرالكسير .الرب يبرأه و يكون له المحامى و القاضى و الشاهد و الشفيع. مِن بَعدك يا مسيحنا المصلوب لا نخشي الإتضاع فهو لن يضيع حقوقنا بل يضمنها. لأنك كنت حماية لساكبة الطيب من الغاضبين .و الآن أنت تعط نعمة للمتضعين تغلب كل مكيدة. الودعاء يرثون و لا يضيع ميراثهم لكونهم ودعاء.لأن الرب وديع هو و منه يتعلمون.
يهوذا و الخيانة
صارت الخيانة يهوذا.ليس كل الكلام اللين فضيلة. ليست كل القُبُلات حُبٌ .كلام الخائن اللين كان نصال .كالسيف كان قاتلاً , قبلاته لدغات العقارب .لم يكن الخل مراً كالمرارة التى صارت من التلميذ الخائن.لم يكن طعن الحربة هو الأول من نوعه. لإن التلميذ المحتال طعنه بالتآمر.لم يكن هتاف أصلبه اصلبه مؤلماً بقدرألم يهوذا التلميذ الذى باع سيده .اليهود صلبوا المسيح لكن يهوذا قتله. كالسيف اصاب قلبه في غدر.إننا لا نكرمك يا يهوذا كالغنوسيين بل نقول ما قاله مخلصنا الصالح: الويل لمن به يسلم إبن الإنسان. في العشاء جلس يهوذا كمن يريد أن يغتصب رأس المائدة. بينما يعرف اليهود أنه لا أحد يشارك المعلم الجالس على رأس مائدة الفصح. شارك المسيح في طبقه و إستهان .مد يده و غمس و اليهود لا يغمسون فى طبق السيد الكبير.هكذا يتعلمون الفصح و هكذا يتجاهل يهوذا كل ترتيب.لقد إضطرب بفعل المؤامرة التي يرتكبها.أما المسيح فلكى لا يدعه يتجاوز التقليد غمس له اللقمة و أعطاه إياها و هو لم يفهم. يوم الفصح كان الناس يأكلون ذبائحهم و يهوذا يفترس المسيح بالمشورة الفاسدة.صارت الخيانة يهوذا.
العلية المفروشة
الرب يسوع أرسل تلميذين لكى يعدا الفصح.كان التلميذان يعرفان فصح الناس لكن السر العظيم سينكشف اليوم و يعرف الجميع فصح المسيح.ذهب التلميذان و هما لا يعلمان أى بيت سيذهبون و عند من سيصنعون الفصح.كان كل شيء مجهولٌ . هذه بداية السر. على كلمة المسيح ذهبا التلميذان. لأن بداية السر ثقة. أن تثق في كلمة الله.حتى إذا ما تأكدت من محبته لا تعود ترتاب بل تتبعه..و عمل الأسرار هو بالإيمان.لذلك وجد التلميذان الأحوال تماماَ كما ذكرها لهما المسيح.قال لهما سيقابلكما رجل لم يذكر إسمه.عند باب المدينة.المسيح هو المدينة المنيرة الكائنة على جبل قدسه. التي لا يمكن أن تُخفى.عند باب المدينة تقابل الرجل. لابد من مقابلته قبل الفصح.من الذى يقابلنا ليقودنا إلى الفصح الحقيقى؟ من الرجل الذي سبق و رتب العلية للمسيح؟ من الرجل الذى يعرف أن المسيح آت؟ من هذا الرجل المشغول بالماء للغسل و الإرتواء ؟ من هو هذا الذى يقود إلى العلية؟إلى البيت الذى يدخله؟ و يسكنه؟ إلى من يرمز الرجل؟ من الذى يقودنا بالماء بالمعمودية إلا الروح القدس. من غير الروح القدس الذى يغسل الكيان الداخلى و يفرش العلية و يجهز القلب للمؤمن حتى ينال سر الأسرار. هذا الرجل يشير لعمل الروح في قبول الأسرار.لأننا بالمعمودية ندخل العلية.ننضم لكنيسة المسيح نصعد العلية نرتقى عن العالم و ننمو بالروح نتمتع بالعشاء الربانى و نتحد بالمسيح .مَن غير الروح القدس يجعلنا متحدين بالمسيح..العلية كبيرة و السر الذي يتم فيها عظيم.
غسل الأرجل
علم يسوع أن ساعته قد جاءت.رأى يسوع أن الآب قد دفع كل شيء إلى يديه فقام من العشاء و خلع ثيابه و صب ماء في مغسل و إبتدأ يغسل أرجل تلاميذه.يسأل القلب و العقل معاً لماذا بالتحديد الآن تغسل أرجل التلاميذ. يا رب ما علاقة غسيل الأرجل بأن ساعتك قد جاءت ؟ و ماذا الذى دفعه الآب إلى يديك و هو لم يكن في يديك من قبل؟ لماذا تعمد روحك القدوس أن يذكر لنا أنك قمت من العشاء أولاً .خلعت ثيابك.إئتزرت بمنديل صببت الماء.غسلت الأرجل.ما هذه التفاصيل.هل كانت مهمة جداً.أليست بديهية لمن يغسل الأرجل أن يقوم بها.ما أهميتها على اية حال؟
غسيل الأرجل عمل العبد لا السيد.لكن مخلصنا يسوع أخذ مكان العبد و غسل أرجل التلاميذ. ساعة المسيح جاءت.ساعة بذله لنفسه عنا أن يضع نفسه مكان كل واحد منا..و هى نفسها الساعة التى جاءت حين أخذ يسوع مرة أخرى مكان العبد و مات بدلاً منا على الصليب.لذلك فإن غسيل المسيح لأرجل تلاميذه صليب.
أما الذي لم يكن عند المسيح و صار عنده فهو خطايانا.الآب دفع عليه إثم جميعنا.و المسيح بكل همة أراد أن يخلصنا من آثامنا فإشتهى أن يجوز الموت حباً فينا .لذلك يقول الكتاب ساعتها أنه أحب خاصته الذين في العالم أحبهم حتي النهاية.أنظروا متى أحبنا؟ أحبنا بعد أن وضعت عليه خطايا العالم كله.ما أعجبه توقيت بل ما أعجبها محبة.يا سيدنا الصالح ماذا أعجبك فينا بعد أن حملت شرورنا.أشفقت علينا و الآب نفسه لم يشفق عليك بل بَذَلَكَ لأجلنا.رو8: 32. ليس من وصف لمحبتك.
بعد أن أكلوا .بعد العشاء كان على الأرض ظلمة. بعد أن أكل آدم و حواء أيضاً كانت ظلمة.
هيمنت الخطية على الجميع و الموت يتبعها.لم تسكت يا رب لم تسكت.خلعت ثياب المجد.تركت كرسى السيد و قمت.جئت أرضنا.و إذ وجدتنا عرايا من البر تعريت عنا .خلعت ثيابك لنلبس نحن و نكتسى بالمجد.إئتزت بالمئزرة.تمنطقت لأن حملنا ثقيل.تنازلت أكثر و أبعد مما يتصوره عقل.حتى إلى الأقدام تنازلت.إلى أكثر الأعضاء إتساخاً . إلى حيث نويت أن تنقى من كل الفساد و التعدى.غسلت الأرجل المتسخة.كلنا هذه الأرجل.كلنا تنجسنا بالخطية.كلنا تغطينا بأقذار العالم و إحتجناك جداً و لا زلنا و سنظل نحتاجك شخصياً دوماً.
العشاء الربانى
بعد أن ميز الرب المخالف و أعد تلاميذه للموهبة العظمى بغسلهم من الخطية. أخذ يسوع خبزاً.لأنه أخذ قبل ذلك جسداً.و ما صار لجسده صار لخبزه.كل الأجيال التي لم تر المسيح في تجسده تعيش الآن تجسده في الخبز و الخمر.كل الأجيال التي لم تشهد المسيح مصلوباً صارت الآن تشهد الجسد مكسوراً و الدم مسكوباً على المذبح.
كل العهود توضع لها أزمنة لكن السر العظيم عهد جديد لطول الزمان. رآه البعض يقول أنا هو خبز الحياة أما نحن فأكلناه.إذ المسيح هو الكرمة فقد قدمت الكرمة ذاتها مشروباً في الكاس,نشربه لمغفرة الخطايا.الآن نعرف ما قيل عنك أنك مجروحاً لأجل معاصينا.و أننا بجروحك شفينا.
في الجنة كانت شجرة الحياة و قد إنتقلت الآن إلى هيكل العهد الجديد على مذابحنا صارت شجرة الحياة تتجسد خبزاً و خمراً صارت.كان مضايقي ينهبون شبعى و الآن رتب الثالوث لى مائدة تجاه وجه مضايقي فآكل و أحيا.بنسلك تتبارك كل قبائل الأرض يا سيدى يسوع المسيح لأنك باركت الخبز و دعوته جسدك لمغفرة الخطايا.و إذ صارت فينا عصارة الكرمة الإلهية لم نعد بعد عطاشي.هذا الخبز لهذا الدم و كلاهما لى أنا الخاطئ فأتنقى و أنال في المسيح ثباتاً. حين قبل الإبن أن يقدم نفسه خبزاً و دماً فإنه جعل العالم كله مذبحاً.لأنه ذبيح العالم حامل خطية العالم.كل ما صار على الصليب يصير على المذبح . المسيح واحد و منه نفس الحياة الأبدية.لذلك الأجساد التي تتناول منهما لا تفنى بل مع قيامة الأجساد تكون علامات الإتحاد بالمسيح ظاهرة فيها.
فرح إبراهيم
إن أول دعوة لأبينا إبراهيم كانت تتضمن أيضاً أول وعد.إذهب من أرضك لأريك أرضي.إذهب من شعبك لأريك شعبي.تمتع أبونا إبراهيم بأعظم رفيق.لذلك إبتهج حين رأى يوم الرب فإذا هو يوم خلاص لا دينونة.و لكونه حبيب الآب فقد زال منه الخوف.آمن إبراهيم فحسب له براً و تهليل .كذلك نؤمن نحن اليوم و نتهلل بالذى حل محل إسحق.أخذ إبراهيم إرادته و محبته و إبنه .صعد على جبل الجلجثة رمزياً.صعد من غير وعد كمن يتمم مهمة لازمة. قال الرب فليذبح الإبن فأطاع و لم يتأخر. ترك الخدم القديم في الأسفل و صعد بالإبن حياً ليذبح.من هناك عاد الإبن حياً لأن خروفاً من السماء تجسد و إنذبح على الصليب.فتهلل إبراهيم و تعجب.كيف أقسم الرب ليباركه و يبارك نسله و يجعله بركة.أى بركة هذه لإبراهيم إلا المسيح.لذلك إنتظر أبونا البار طويلاً و لما رأى المسيح يجهز خلاصنا رأى و تهلل.أما كيف رأى فهذا ما لا يعلمه أحد.لكن المسيح شهد له أنه رأى و و فرح.يو 8 : 56 . لهذا نحن اليوم نفرح بآلام ربنا يسوع المسيح .نتهلل بجروحه لأنها السبيل الوحيد لخلاصنا.نشكر لموته لأنه أمات الموت.و نأخذ اليوم جسده و دمه بتهليل القلب لأننا ننال ثبات في الأبدية.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com