ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

لماذا نقلق حين ننام خارج البيت؟

| 2016-04-29 12:36:25

“كيف كان نومك؟”، سألت هذا السؤال لعدد لا يحصى من الأصدقاء الذين قضوا ليلتهم على أريكتي، المريحة لدرجة لا تصدق. اكتشفت بعد ذلك أن إجابتهم التي كانت بـ”جيد” في الأغلب هي مجرد كذب.

من الشائع أن يشعر الفرد بصعوبة عند نومه بمكان مختلف، ويطلق علماء الأعصاب على هذا الأمر: تأثير الليلة الأولى (FNE). أظهر بحث جديد أن تلك الظاهرة (FNE) المعادل العصبي للنوم والعين مفتوحة. يرتاح فقط نصف عقلك عند نومك للمرة الأولى في بيئة جديدة، وفقاً لدراسة حديثة نشرت بدورية (Current Biology).

أجرى العلماء الدراسة على أشخاص ينامون في بيئة جديدة بواسطة قياس نشاط الموجات الدماغية في أعمق مراحل النوم وتسمى (NREM 3). خلال التجربة الأولى، وجد الباحثون أن عناصر النوم كانت أكثر نشاطا في نصف مخهم الأيسر من الجانب الأيمن في أول ليلة من النوم في المكان الجديد، يشير ذلك إلى أن النصف الأيسر من المخ بقي منتبها نسبيا للبيئة المحيطة.

عندما ناموا في نفس المكان ليوم آخر، بدأ التباين في التلاشي وأصبح نصفا المخ الأيمن والأيسر يعملان بشكل سليم.

تنام كثير من الطيور والحيوانات المائية، مثل الدلافين وأسود البحر، بتلك الطريقة طوال الوقت. يرتاح فقط نصف مخهم بشكل كامل، ويمكنهم ذلك من الانتباه للتهديدات المحتملة في أثناء النوم. ولاختبار ما إذا كانت ظاهرة النوم غير المتماثل عند بعض البشر أثناء النوم في البيئة غير المألوفة بسبب نفس الغرض، فحص الباحثون ما إذا كانت خاصية النوم الخفيف (FNE) تجعل البشر أكثر تأثرا بالبيئة الخارجية.

طلب الباحثون من الأشخاص الذين يشاركون في الاختبارات بالدق بأصابعهم عندما يستيقظون بعد سماع أصوات أثناء نومهم. نام هؤلاء الأشخاص ليلتين في نفس المكان، وقام الباحثون بتشغيل أصوات في الليلتين، وكان رد فعل الأشخاص أسرع بدرجة واضحة عند سماع الأصوات في الليلة الأولى عنه في الثانية، ويوضح ذلك أن العقل ليس أكثر إدراكا بسبب ظاهرة تأثير ليلة النوم الأولى، بل أيضا يمكن أن يستيقظ بشكل أسرع.

الباحثون ليسوا على يقين من سبب تأثير ظاهرة تأثير الليلة الأولى الفص الأيسر من المخ وليس الأيمن، لكنهم يقولون إن السبب ربما يرجع إلى اختلاف النصفين في الشعور بالانفعال. الاتصالات العصبية بين جزء المخ المسؤول عن النوم العميق -تعرف بشبكة الوضع الافتراضي- وبقية أجزاء المخ أقوى الجزء الأيسر. ربما يسبب ذلك اليقظة في النصف الأيسر أكثر فائدة منه في الجانب الأيمن من المخ، فالاتصالات العصبية الأقوى تنتج ردود أفعال أسرع نحو المؤثرات في أثناء النوم.

حتى درجة أريحية الفراش الذي نستخدمه تبدو أنها لا تهم عن النوم في بيئة مختلفة. ويقول يوكا ساساكي: “في دراستنا، جمعنا تقارير عن عدم الراحة.. لم يشر أحد المشاركين بالدراسة إلى عدم راحته في اليوم الأول من النوم، لكن جميعهم أشاروا إلى ظاهرة (FNE)”.

تلك التائج معا تكشف أن النوم الخفيف والمتباين الذي نواجهه في ليلتنا الأولى في مكان مختلف هو مجرد آلية دفاعية يستخدمها البشر، كما هو الحال في الحيوانات، لكن لحسن الحظ، يبدو أن البشر قادرون على النوم بعمق بمجرد التعود على المكان الجديد.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com