ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

المظاهرات أداة لتفريغ الكبت والمطالبة بالحقوق

ميرفت عياد | 2010-11-13 00:00:00

* الشعب المصري يعاني من إهدار حقوقه تحت أقدام الفساد والرشوة والمحسوبية.
* تهدف المظاهرات إلى فضح الوجه القبيح للسياسات الحكومية. 
* هموم المصريين واحدة، لا فرق فيها بين مسلم ومسيحي.
* الحكومة تعجز عن ايجاد حلول مناسبة لمشاكل المواطنين المتراكمة.
* التظاهر بدور العبادة يدنِّس حرمتها.
 
كتبت: ميرفت عياد

إن التظاهر وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي، والمطالبة بالحقوق المسلوبة، والرفض والاحتجاج على الأوضاع القائمة.. وفى الفترة الأخيرة رأينا انتشارًا واضحًا لهذه الظاهرة، حيث قامت العديد من المظاهرات والاعتصامات فى أماكن متفرقة، الأمر الذى دفعنا للقيام باستطلاع رأى لعينة من خمسين شخصًا- نصفهم من الرجال تقريبًا- لمعرفة رأيهم فى التظاهر بالأماكن العامة ودور العبادة، وقد وجدنا أن 58 % من العينة لا يوافقون على التظاهر فى الأماكن العامة، بينما يوافق 42% منهم. كما أن 78 % لا يوافقون على التظاهر فى دور العبادة، بينما يوافق  22% منهم.
 
ولأن النسب باتت متفاوتة، قرَّرنا أن نستطلع آراء الناس فى الشارع المصري، لمعرفة مدى تفاعلهم مع ثقافة المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات التى أصبحت تجوب العديد من الأماكن معلنة عن مطالبها.
 
إهدار الحقوق
فى البداية، قال "أسامة"- مهندس: إن الكثير من أفراد الشعب يعانون من إهدار حقوقهم تحت أقدام الفساد والرشوة والمحسوبية التى باتت تهدِّد مصالح القاعدة العريضة من الناس، وتنتزع حقوقهم لدرجة يصعب معها العيش أو الحصول على متطلبات الحياة الضرورية. مشيرًا إلى أن هذا من الطبيعى أن يخلق لدى الناس نوعًا من الضغط النفسي الذى يخرج فى صورة احتجاج وتظاهر من أجل حصولهم على تلك الحقوق. مدللًا على ذلك بالمظاهرات والاعتصامات التى قام بها العمَّال لانتزاع حقوقهم من بين أنياب أصحاب رؤوس الأموال.
وأيّد "أسامة" المظاهرات فى دور العبادة؛ لأن المتظاهرين سيكونون فى حماية من رجال الأمن، الذين لن يستطيعوا أن ينتهكوا دور العبادة، على حد قوله.
 
الكبت والحرمان
وأشار "محمد"- أستاذ جامعي- إلى أن الشباب فى "مصر" يعانون من الكبت والحرمان الناتج عن البطالة، وعن غياب الرؤية الواضحة للمستقبل الذى بات مبهمًا بالنسبة لهم. موضحًا أنهم يقومون بالمظاهرات كأداة لتفريغ الكبت والغضب الذى بداخلهم، ودلل على ذلك بالمظاهرات التى يقوم بها بعض طلاب الجامعة من أجل القضية الفلسطينية، أو للتنديد بضرب "أمريكا" لـ"العراق"، أو لأي أزمة سياسية أخرى. مضيفًا أن هذه المظاهرات يجب أن تكون سلمية، بدون أى مظاهر للشغب، أو إتلاف لأى منشآت عامة.
 
ورفض "محمد" المظاهرات فى دور العبادة تمامًا؛ وقال "إن دور العبادة لها قدسيتها التى لا تتفق مع بعض الألفاظ النابية التى تُقال فى تلك المظاهرات". 

تروس عجلة الظلم
وأكّدت "شيماء"- طالبة- أنهم يقومون بالمظاهرات لفضح الوجه القبيح للسياسات الحكومية التى لا تكف عن التنكيل بالمواطن البسيط ليل نهار!! وتساءلت: ماذا ارتكب "خالد سعيد" للبطش به تحت أقدام الوحشية والجبروت النابع من السلطة والنفوذ؟َ!!!
 
وطالبت "شيماء" بضرورة أن يتظاهر الجميع، ويكون التظاهر وسيلتهم لإدانة الحكومة وردعها، ولإيقاف تروس عجلة الظلم التى تسير على رقاب العباد. ورغم إعلانها عن أهمية التظاهر بشكل سلمي حضاري للمطالبة بتغيير الأوضاع المذرية التى أصبحت متفشية، إلا أنها رفضت أيضًا أن تكون دور العبادة مكانًا للتظاهر، موضحةً أنها بذلك قد تأخذ شكلاً طائفيًا. 
 
معارك دامية
ورأى "هاني"-  طالب جامعي- أن التظاهر سمة الشعوب الراقية، مشيرًا إلى ما يراه كثيرًا فى نشرات الأخبار، حيث يقف الأوربيون باحترام وهم يشجبون موقفًا أو يطالبون بحقوقهم، دون أن يعترض طريقهم الأمن أو يتعرضوا لأى أذى أو مهانة، أما فى "مصر" فتتحول المظاهرات إلى معارك دامية بين المتظاهرين والأمن الذى يرى أن هؤلاء المتظاهرون ما هم إلا فئة خارجة عن القانون يجب ردعها. وقال: يجب أن تُحل مشكلة تعنت الأمن، ويسمح بالتظاهر فى دور العبادة للاحتماء بداخلها. 
 
صورة الديموقراطية
ومن جانبها، رأت "ماجدة"- طبيبة أسنان- أننا نطالب بالديموقراطية، التي من أبسط صورها التعبير عن الرأى بحرية وجرأة دون خوف أو تردُّد. ولا سبيل للمواطن لتحقيق هذا غير التظاهر لتوصيل صوته إلى المسئولين. وقالت: إن هناك مظاهرات يجمع عليها جميع أفراد الشعب، منها المظاهرات التى قامت بسبب أسعار السلع الغذائية، الأمر الذى بات مبالغ فيه للغاية، ولم يعد فى استطاعة الأسرة تحمُّله. رافضةً المظاهرات فى دور العبادة؛ حيث أن هموم المصريين واحدة، لا فرق فيها بين مسلم ومسيحي. على حد قولها. 
 
حق يكفله القانون
وفى النهاية، رفض "ناجي"- موظف- ثقافة المظاهرات، رغم ايمانه بأنها حق يكفله القانون، طالما أنها تتم بطريقة سلمية، وعلى الرغم من اقتناعه أيضًا بعجز الجكومة عن ايجاد حلول مناسبة لمشاكل المواطنين المتراكمة منذ فترة طويلة، والتي فى أغلبها مشاكل إقتصادية نابعة من تدنِّي الأجور، وارتفاع مستوى الأسعار. مؤكدًا أن التظاهر لن يجدى شيئًا، وعلى المواطنين أن يسعوا لتحسين أوضاعهم بدلا من الشكوى وإلقاء اللوم على الحكومة. رافضًا أيضًا التظاهر بدور العبادة، الذى أوضح أنه يدنِّس حرمتها، ويُخرجها عن الدور المنوطة به.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com