بقلم: مينا ملاك عازر
لما كان الشعار السابق للحزب الوطني "من أجلك أنت" ولم يحدث حاجة كويسة لك أنت، احترت، حبيت أعرف مين أنت ده؟ فبحثت في كل معاجم اللغة لم أجد سوى أنت إللي كلنا نعرفه. ولما فكَّرت، قلت في مقالة من مقالاتي: إن أنت ده ضمير مستتر يعود على جمال مصر، ويبدو أن هذه كانت الإجابة السليمة؛ حيث غيَّر الحزب الوطني شعاره لما لقى حد فهم مين أنت ده إللي بيعملوا له كل حاجة، من تعديلات دستورية إلى آخره، واختار شعار لذيذ بيقول عشان تطمئن على مستقبل ولادك، فكتبت الجمعة الماضية مقالة عنونتها بـ"عشان تطمئن على مستقبل عيالك"، وحكينا قصة المواطن المفروس الغلبان مع عياله إللي كانوا عايزين يخلوا أبوهم ينتخب الناس بتوع الحزب الوطني، وطبعًا الراجل الكبير إللي بيقاسي من نيران الحزب الوطني رفض، وقال لهم إن حاضره منيل يبقى إزاي المستقبل- وخلي بالكم مش مستقبله لا ده كمان مستقبل عياله- يبقى كويس؟!.
بيني وبينكم ما سكتش أنا على كده، أخذت أفكِّر وأفكِّر، ونمت وأنا أفكِّر، ثم قمت وأنا أفكر، عايز أعرف مين دول الولاد إللي الحزب الوطني عايز الناس تنتخبه عشان يطمئنوا على مستقبلهم؟ يبقوا ولاد مين؟ وهما مين؟
وبعد بحث طويل، وجهد جهيد، وقراءات طويلة متأنية في برامج وأفعال الحزب ورجاله، وجدت الإجابة التي أثق فيها ثقة شديدة. وأخذت أفكِّر ثانيةً، أقول لكم عليها ولا أسكت؟ وتصارعت صراعًا مريرًا مع النفس، وشرعت أجادل ذاتي، وأتناقش بحدة معها إلى أن وصلت إلى إنى لازم أقول لكم إن الحزب عايز الناس تنتخبه عشان يطمئن على مستقبل أولادك، وأولادك هنا تعود على أولاد الشعب المصري المبارك.
اسكت ما تنطقش، خليها في سرك.. أيوه المبارك طبعًا، إحنا شعب مبروك عايش بالعافية، ورغم كل المآسي إللي بتحيط به عايش، يقاوم تعليم سيئ، وطرق سيئة، وخدمات ما أسوأها، ومياه إن جاءت ووصلت للناس تلاقي معظمها ملوَّث، وكهرباء تنقطع، ومحلات تنقفل بدري عشان قطع الرزق، وضرائب عقارية، وغلاء، وبلاء، وعدالة اجتماعية مفتقدة، وسوء توزيع في الثروات، واحتكار وسلطات دون رقابة، عرفت بقى إننا شعب مبروك؟!
و"مصر" ليست وطنًا نعيش فيه فقط، وإنما وطن نعيش فيه تحت نظام لازم يتغيَّر. وكانوا بيقولوا إن "مصر بتتقدم بينا"، وأكيد كانوا ساعتها بيتكلموا على نفسهم، فقالوا "من أجلك أنت"!! ثم "عشان تطمئن على مستقبل ولادك".. وبكره يقولوا شعارنا "عليك واحد" وساعتها ابقى دور على عيالك، وابقى شوف مين يجيبهم لك! تلاقيهم يا إما غرقوا في هجرة غير شرعية لـ"إيطاليا"، أو في سجون البلدان العربية، أو غرقوا لما البحر زاد وغرقت الدلتا، أو ما وصلوش، تلاقيهم جايين يزوروك بالقطر أو المترو إللي دايمًا عطلانين، أو اتحرقوا في قطر من القطارات.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com