ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

لماذا لا نُصاب بهذا الجنون؟!..

عادل عطية | 2016-05-09 08:50:21

بقلم: عـادل عطيـة
جلبت هولندا من مدينة اسطنبول التركية، زهرة رقيقة، تدعى: الـ "توليب"..

كان ذلك في عام 1635م!

وبسبب ندرتها وشكلها المميّز، احتكرها تجار الورود، وباعوها بسعر كبير!

وبارتفاع الأسعار، دخل العامة إلى السوق، وبدأوا يزرعون، ويتاجرون بهذه الزهرة الجميلة!

غير أن زهرة التوليب لم تكن تنمو بسهولة، وكان وصولها للحجم المعتاد حدثاً استثنائياً، كما انها تتميز بظاهرة فريدة وهي: انها في كل مرة تُزرع، تنمو بألوان مختلفة، ونقوش مميّزة يصعب تكرارها!

هذه العوامل المدهشة، جعلت اسعارها تقفز بجنون لدرجة أصبح الناس يشترونها بخمسين وستين وسبعين ألف جيلدر، حتى أن البعض أخذوا يقايضون بيوتهم، وأبقارهم، وممتلكاتهم.. مقابل زهرة، أو زهرتين لاتعيشان لأكثر من أسبوع، أو: اسبوعين!

ومن يزر امستردام، ويرى بعض البيوت منقوشاً فوق بابها زهرة التوليب؛ فهذا يعني أن المنزل بأكمله بيع ذات يوم مقابل زهرة واحدة فقط!

كان بالفعل جنوناً جماعياً، استمر لعامين، يًعرف حتى اليوم بـ "التوليب مانيا".. أي "جنون التوليب"!

وما أكثر الظواهر التي تتحول إلى مس جماعي بين الناس، مثل: "التكنومانيا"، و"الأسهم مانيا"، و"الكورة مانيا"، و"الشات مانيا"، و"التعصب مانيا"، و"الاضطهاد مانيا"، و"القتل مانيا"...!

العجيب حقاً، أنه في فيض الـ "مانيا" ـ الهوس والجنون ـ، لم نصغ بعد إلى ذلك الصوت المُبشّر بالخلاص: "هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص"، فنصاب بـ "هوس الخلاص"، الخلاص من ربقة الخطيئة، ومن البغضاء، ومن العنف والأذى، والخلاص من الجحيم الأبدي!...

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com