كتب : د. ميشيل فهمي
يٓعْتقِدّ الكثير من المصريين والعرب أن أعضاء قادة جماعة الإخـــــوان المسلمين من أعضاء التنظيم الدولي في الولايات المتحدة أصبحت أيامهم معدودة في ( البيت الأسود الأمريكـــــي بواشنطن ) ، وفي الولايات المتحدة الأمريكيــــة بِصفة عامة ، لقًــرب رحيل حليفهم القوي الظاهر وداعمهم بلا حدود مالياً وسياسياً ودوليـاً ومٓعنوٍيـْــاً الرئيس الأمريكي ( الماريونيت ) حسين باراك أوبامـــا ... .وهذا إعتقاد خاطئ تمامــــــاً بل وٓهْـــــمٌ كبير ، وبعيد عن الواقـــــــع السياسي بالولايات المتحدة الأمريكية بُعْـدّ السماء عن الأرض ، أو بُعْـدّ تحقيـــق أمريكا لمؤامراتها الصهيوأمريكية علي مصر ... !
حيث زرعت الصهيونية المُهٓيْمٍنٓــة علي الحيــــاة الأمريكية أذرعّ إخوانيـــة وإســـلامية لها في كافة مواقِـــع إتخـــــاذ القرار ، وٓجٓذٓرٓتْهـــْا فيها بتنوعات في منــتهي الخُبْثّ والدهاءٌ والتٓعٓدُدٌ ، وبتخطيط ذكي وبقبول تام ورضي كامل وتشجيع متواصل من اللاعـــــب والمُحٓركّ الأساسي لٍلْدُميٌ السياسية الأمريكية ألا وهو اللوبـيّ الصهيوني الأمريكي .
فعندما نعرف أن ( اللجنة الإســـرائيلية الأمريكيــــة للشؤن العامــة ) ، والتي تِعرف باسم " الآيبـــاك "
American Israel Public Affairs Committee ، هـــــي اللوبي الصهيوني القوي ، والتي هي من أقـوي المؤسسات الصهيونية تأثي في الإدارة الأمريكية ، والتحكم المُسٓيْطِرّ في إختيـار الرؤساء وأعضاء مجلسي الكونجرس والسينيت وحكام الولايات ، وقبــل هذا وذاك هي التي تُساهِمّ بقـــــــوة في تحديـــــد، ورسم أُُطـــر ووضْع خطط وإستيراتيجيات الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية الخاصة تِجٓـــاه الشرق الأوسـط وبُلدانــــه لتتوافقٌ مع إطــــار المصالح العامة لدولة إســــــرائيل .. وتُعاون اللجنة في أعمالهـا مؤسسة صهيونية ضخمة جداً، تُعٓدّ بِمثابة الذراع التنفيذي لتلك السياسات والمُخططاتٌ في كافة أرجاء أمريكا والعالم ، وهي : ( مؤتمر رؤساء المنظمات الصهيونية الكبري
Conference of Presidents of major American Organizations .
تمتلك هاتان المنظمتان من القوة والمال والنفوذّ ، ما يكفي لزرع أعوان الصهيونية وأدواتها ووسائلها في كافـة دوائـــر إتخاذ القرار ، ومجـــالات الإستخبارات ، والإعـــــلام من صحافة وقنوات تليفزيونية فضائية لإمتلاكهم غالبيتها ، هذا بالإضافة الي النفوذ الإقتصادي والمالي اللامحدود ، وعرفت الصهيونية الأمريكية جماعة الإخــــوان المسلمين وأهمية بل وضرورة الإستعانــــة بها في تنفيذ سياساتها ... في إطار التعاون الإستخباراتي التام والكامل بين أمريكا وبريطانيا ، حيث إنتقل ملف جماعة الإخوان المسلمين وتأسيسها وتنظيماتها وتمويلاتها وخصائصها الي الولايات المتحدة الأمريكية ، التي علمت وأدرجت أهمية الجماعـــة في مجال الشارع السياسي العربي والإسلامي عامة ، ومصر التي هي بلد المنشأ خاصة ، وانتبهت الصهيونية الي نفوذ جماعة الإخوان المُتٓنٓامي والمُترامي في كافة البلدان الإسلامية والعربية ، عن طريق سيطرة الدين علي النفوس بالإضافة لعملها بهمة ونشاط علي تقوية وسيادة نفوذ الدين ورجاله علي الشعوب والحكومات الإسلامية .
لِـــذا .. قررت الصهيونية أن تكون الجماعة من أولي أدواتها في تنفيذ سياساتها ومُخطٓطٓاتها في الشرق الأوسط والعالم .
وإستشعاراً من حسن البنّا بأهمية ومغزى بدايات إزدياد النفوذ الأمريكي في العالم ، جــــاء أول إتصــال رســـمي بين جماعة الإخـْــوان المسلمين والولايات المتحدة الأمريكية ، بين حسن عبدالرحمن أحمد حسن البنّا الساعاتي ( حسن البنّا ) مؤسس الجماعة نفسه ، وفيليب أيرلاند السكرتير الأول للسفارة الأمريكية بالقاهرة في ٢٩ أغسطس ١٩٤٧ ، حيث طالب حسن البنّا بتكوين ( مكتب مشترك ) من الأمريكان والإخوان ، لمحاربة الشيوعية علي أن تقوم السفارة بسداد كافة مرتبات العاملين به من الإخوان لأنهم سيتفرغون للعمل به ، وفي الإجتماع الثاني الذي تم في بيته .. كان له ما أراد .
وفي نهاية الخمسينيات ، وإبٓانّ حرب ١٩٤٨ بدأت العلاقة القوية تزداد باستقبال الشخصية المصرية ( سيد قطب حسين إبراهـيم الشاذلي - سيد قطب ) في نوفمبر ١٩٤٨ مُبْتٓعِثاً من وزارة المعارف المصرية ، وأثناء إقامته في أمريكا قُتلٌ حسن البٓنا ، ولفت نظره إهتمام الدوائر الصهيوأمريكية بموته ، مما أدي الي إنضمامه لجماعة الإخوان وتم إعداده إعداداً أمريكياً مُخابراتياً جيداً للقيادة ، وعند عودته الي مصــــر صار قائداً ومؤسساً للمذهب القُطْبـــيٌ الدمويّ الجِهـــــادي الإرهابيّ ، الذي تسير عليه الجماعة حتي اليـــــــوم ، والذي قُبض عليه للمرة الثانية في يوليو ١٩٦٥ وأُعدم شنقاً في أغسطس ١٩٦٦ ، ولم يستجب جمال عبد الناصر لوساطات أمريكا وإنجلترا السعودية والحزائر والكثير من الدول لتخفيف الحكم عليه ، وأصر علي تنفيذ الحكم...
ولكن العـلاقة السرية القوية والوطيـــدة بين جماعـــــة الإخـــــوان المسلمين والولايات المتحدة الأمريكية ، بدأت بٍـــلقاء الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور للقيادي الإخواني سعيد رمضان زوج بنت حسن البنّا ، والذي حرصت وكالة الإستخبارات الأمريكية الـ CIA الي ضمه اليها وتدريبه تدريبات عالياً مع منحه إمتيازات عديدة مادية وعينية ،.
وهذا عكس ما يُشِيعهُ الكـــاذب الأمريكـــــي سعد الدين إبراهيم من أنه كان سبب تقديم الإخوان المسلمين للأمريكان
يتبع..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com