ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

كنيسة بهولندا تحرم الصلاة المشتركة بين البروتستانت والمسلمين

إيلاف - كتب: عدنان أبو زيد | 2010-11-18 00:00:00

مذكرة الإسلام: ما فعله الرب مع المسيح لا يحتاج لرسالة أخرى
كنيسة بهولندا تحرم الصلاة المشتركة بين البروتستانت والمسلمينصدرت الكنيسة البروتستانتية في هولندا الأسبوع الماضي ما أسمتها "مذكرة الإسلام"، تضمنت فيما تضمنته أن الله والرب يختلفان، ولهذا السبب ينتفي جواز الصلاة المشتركة بين المسيحيين البروتستانت والمسلمين. وأفادت المذكرة أن "محمدا ليس آخر الرسل لأن ما فعله الرب مع المسيح لا يحتاج لرسالة أخرى". والمذكرة هي قراءة لسياسة الكنيسة تجاه الأديان الأخرى، وعلى رغم انها لا تندرج كتعاليم يتوجب إتباعها، لكنها تلقي الضوء على رأي الكنيسة الذي سيؤثر بكل تأكيد على حوار الأديان في المجتمع الهولندي، الذي يشهد تجاذبا سياسيا واجتماعيا بسبب الازدياد المضطرد لأعداد المسلمين في هذا البلد الأوربي الصغير نسبيا من ناحية عدد السكان والمساحة.
 
ردود أفعال
المذكرة التي تتفاعل في أوساط النخب المثقفة والدينية على وجه الخصوص، يراها احمد الجبوري وهو باحث في شؤون الأديان بهولندا، على أنها لا تقدم جديدا فيما يتعلق بالتعاليم الدينية التي ينبغي على المسيحي إتباعها، لكنها تمثل سلوكا "سياسيا" من طرف الكنيسة اتجاه الإسلام على وجه الخصوص.
وانتشر المذهب البروتستانتي في هولندا عبر ألمانيا وفرنسا بسبب انتقادات لسيطرة الكنيسة الكاثوليكية بروما على السياسة والاقتصاد والإقطاع وقتها، بعد أن شهدت هولندا عبر تاريخها الكثير من الحروب والصراعات بين الطوائف المسيحية لدرجة أن الزواج بين بروتستانتي وكاثوليكية كان يمثل مشكلة كبيرة.
وتتميز أغلب الكنائس البروتستانية في هولندا بالأبنية التي تشبه القلاع ومبنية من الطابوق الأحمر وتكون تجهيزاتها بسيط للغاية خالية من الإيقونات والصور، كما تخلو من تماثيل السيد المسيح والقديسين.

 صراع ذو خلفيات دينية
وعلى رغم ان هولندا تعيش بوجه عام أجواء تسامح ديني، فان السنين الأخيرة شهدت تجاذبا سياسيا له خلفيات دينية، سببه تزايد أعداد المسلمين، ونجاح الأحزاب اليمينية في الانتخابات التي يتربع النائب الهولندي المتطرف جيريت فيلدرز على قمتها حيث كان اخر هجوم له ضد الإسلام في خطاب ألقاه أمام طلاب جامعة "تمبل" بولاية فيلادلفيا الأمريكية حيث صرح بأن " المكان الذي يوجد فيه الإسلام تموت الحرية".
ويصف فيلدرز في أحاديثه بصورة مستمرة القرآن الكريم بأنه 'كتاب الشرّ' داعيا الى التصدي لاسلمة الولايات المتحدة وأوربا، كما يدعو بصورة مستمرة الى إلزام المسلمين المهاجرين إلى أوروبا بتحديد النسل، محذرا من أن الديموجرافيا السكانية تسير لصالح المسلمين، فبحلول عام 2050، سيشكل المسلمون - وفقا له - نسبة 20% من سكان أوروبا.
لكن أجواء التسامح التي مازالت تضيء بأنوارها المجتمع الهولندي تمثلها الحرية الدينية التي يتمتع بها المسلمون هناك، ومن أوجهها الاعتراف بالجامعة الإسلامية فى روتردام الذي يعتبره أحمد أوكندوس مدير الجامعة بمثابة ضربة لفكرة صراع الحضارات.

وجود الإسلام في هولندا حقيقة تاريخية

ومهما يكون الخلاف فان وجود الإسلام والمسلمين في هولندا يمثل حقيقة تاريخية اجتماعية. ومنذ الخمسينيات تزداد أعداد المسلمين وتبنى المساجد بموجب القانون الهولندي، كما يحق للمسلمين تأسيس المدارس الابتدائية والثانوية في إطار الدعم المالي لنظام التعليم الهولندي.
 وبحسب عبد القادر بن محمد وهو مدرس لمادة الإسلام في مدرسة اسلامية هولندية فان المذكرة، هي وجهة نظر فمرة يتوجب عدم الاستهانة بها، ودراستها والرد عليها.

روحانية الأديان
وبحسب عبد القادر فان للمذكرة صلة فكرية باتجاهات مسيحية تحاول وصف الإسلام بالدين " غير الروحاني " وانه دين انتشر بالقوة، كما جاء – على سبيل المثال – لا الحصر، في محاضرة البابا بنديكت السادس عشر التي القاها في ريجنسبرج في 12 سبتمبر 2006 والتي كرر فيها حوارا دار بين امبراطور بيزنطي ومثقف فارسي.."أرني ما هو الجديد الذي أتى به محمد، وسوف تجد أشياء كلها شريرة وغير إنسانية، من مثل أمره بنشر الدين بالسيف" الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي.
وعلى رغم ان مفكرين اعتبروا وقتها ماذكره الباب لامعنى له لانه استخدمه من دون أن يشير إلى سياقه التاريخي بحسب محمد اركون، فان مثقفين ورجال دين عدوا محاضرة البابا محاولة لإيقاظ فتن التاريخ النائمة.
وعلى رغم الجدال المستمر فان هناك يرى ان " الجنة متاحة للجميع" كما الأب "كرستيان فان نيسبن" اليسوعى، وهو هولندي يحمل درجة الدكتوراه من السربون و مدرس الحضارة الإسلامية بمعهد اللاهوت.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com