ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أخر يوم فى عمرى

إيهاب الهادى | 2010-11-23 00:00:00

بقلم ايهاب الهادى
وأنا فى التاسعة عشر من عمرى رأيت رؤيا قمت بتفسيرها حينها باننى سأموت فى سن التاسعة والثلاثون والتى كنت اتممها مع بداية سنة 2000 وظللت لمدة عشرون عاما حبيسا لتفسيرى لتلك الرؤيا .
وأتى يوم اﻻحتفال برأس السنة وكان العالم كله يحتفل احتفالات صاخبة ومجنونة لعبوره الالفية وكانت الكنائس ممتلئة كما كان التليفزيون ينقل احتفالات مصر من كنيسة العذراء بالمعادى فى احياء لذكرى رحلة العائلة المقدسة بينما كنت اعيش انا يومى اﻷخير ولحظاته التى كانت تمضى سريعاوكانت فيه كل دقيقة غالية جدا وكلما سقطت من يومى دقيقة اعلم انها تزيدنى اقترابا من النهاية.

وكانت حياتى تمر امامى كشريط يدور بسرعة كبيرة كموج بحر يرتفع ويسمو بى لحظة وسريعا ما يهبط بى الى اﻻسفل فتذكرت طفولتى الفقيرة كغيرى من ابناء جياى وتذكرت ابى وامى الكادحين وهم يفرحون بنا وبنجاحاتنا تذكرت فرحتى بالأعياد والملابس الجديدة ويدور بى الشريط لأرى أبى يعاقبنى لاننى اضعت كرة شقيقتى الجديدة التى اختلستها منها لكى الهو بها مع اصحابى وتذكرت أخطاء كثيرة وخطايا رهيبة وحاولت ان اهرب من تذكرها بمحاولة تذكر اﻻعمال الحسنة واعمال الخير التى قمت بها فى حياتى فتلاشت من ذاكرتى سريعا ليعود شريط الخطايا مطلا بثقله جاثما فوقى ليضعنى امام نتيجة وحيدة اننى هالك ... هالك والعمر انقضى وزال وﻻ توجد فرصة ﻻسترجاعة كما ﻻ توجد فرصة لعمر آخر ؟!
نظرت الى زوجتى وبناتى واحتضنتهن باكيا كنت املاء عيونى بهن واودعهن واشفق عليهن مما ينتظرهن من حزن وأسى وهم فأنا اتركهن  بلا شئ ليرثوة سوى معاش ضئيل لن يغنيهن عن العوز واﻻحتياج  لن يشبعهن خبزا كما لم اقدمهن لكى يشبعهن من الخبز الحى .

ودعوت اخوتى وأحبائى لكى نحتفل معا بهذا العيد والحقيقة اننى  كنت اريدهم بجوارى فى تلك اللحظات الرهيبة لكى استند عليهم واتشدد بهم فوجدتنى وسطهم وحيدا هم يفرحون ويبتهجون يأكلون ويشربون يمرحون ويضحكون , فتركتهم ﻷنزوى بعيدا وحيدا فألقيت بجسدى على الفراش استعدادا لكى ارحل عنهم بعيدا .
ركعت وذهبت اليه وسألته هل هناك فرصة اخرى ؟ فرصة انقى فيها نفسى فرصة تضيف فيها لعمرى عمر آخر فرصة اقترب فيها منك واغير قلبى فرصة لا يضيع فيها وقتى

ودقت الثانية عشر وتوقف قلبى عن الخفقان للحظة كالدهر وأشرقت اﻷلفية الجديدة وعاد قلبى ينبض من جديد لقد أخذتها لقد أعطانى الفرصة من جديد احتضنت زوجتى وبناتى وكأننى ارزق بهن من جديد استيقظت فرحا مع اخوتى واحبائى واحتفلت معهم بميلاد عمر ثانى.
ودقت الثانية عشر تسعة سنوات بعدها وقاربت العاشرة ورجعت أسأل نفسى هل اغتنمت الفرصة ام كان وعد وقتى وانقضى ؟ هل مع ظروف وتقلبات الحياة المتغيرة استطعت ان اقترب منه واغير نفسى وقلبى ؟

الهى ﻻتتركنى ابعد عنك بعيدا بل لتكن بجوارى واصبر على وانتظرنى حتى ولو الى الهزيع الرابع . اجعل يدك ممتدة نحوى واجذبنى اليك ارفعنى على يمين قدرتك اعبر بى الصعاب انت هو من اجلت لى الساعة واعطيتنى فرصة ثانية ﻻننى غالى عليك . انت يارب ايضا غالى على ولن اترك الفرصة تهرب ثانية لن انتظرها لتدق للمرة العاشرة بل اﻵن اعود اليك اقبلنى وطهرنى واسمعنى عندما اركع واصلى اليك واعطنى القوة دائما للنصرة واغتنام الفرصة .
وتذكرى دائما يا نفسى لن تضيع الفرصة ثانى لن تضيع الفرصة ثانى

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com