كتب : سامح جميل
وفاة الفنان سعد اردش..
نعرفه باسمه الفني، وهو سعد أردش، واسمه الأصلي كاملا سعد عبدالرحمن قردش، وهو واحد من رموز النهضة المسرحية في الستينيات، ويطرح مسرحه هموما سياسية واجتماعية، وكان قد تعاون مع أبرز كتاب المسرح في المرحلة الذهبية للمسرح المصري آنذاك، ومنهم نعمان عاشور، ومحمود دياب، وسعدالدين وهبة وغيرهم، فضلاً عن الأعمال المترجمة لكتاب أجانب على رأسهم برتولد بريخت.
ومن أشهر أعمال سعد أردش «سكة السلامة، ودائرة الطباشير القوقازية، والذباب والإنسان الطيب، وأنتيجون، وعطوة أبومطوة»، وغيرها.
سعد أردش، مولود في السادس عشر من يونيو 1924، في فارسكور بدمياط، ويذكر أنه أثناء دراسته في فارسكور كان ناظر المدرسة هو حلمى البابلي، والد الفنانة سهيرالبابلي، وهو من أعظم التربويين، حيث كانت تربطه علاقة ذات طابع أسري بكل تلميذ، وفي المدرسة الثانوية بفارسكور تعرف «أردش» على الشاعر الصوفي الكبير طاهر أبوفاشا، الذي قاد تجربة المسرح المدرسي.
بدأ «أردش» مسيرته مع التمثيل، حينما بدأ حياته موظفا بالسكك الحديدية، وكان يستخدم مخازنها في تقديم عروض مسرحية للهواة قبل أن ينتقل إلى القاهرة ليلتحق بمعهد التمثيل ويحصل على دبلوم المعهد عام 1950، وكون فرقة حرة مع كاتب ناشئ وقتها هو نعمان عاشور، الكاتب المسرحي المعروف لاحقا وقدما من خلال هذه الفرقة عرضهما الأشهر (الناس اللى تحت) ولم تستمر الفرقة لسفر «أردش» في بعثة دراسية لإيطاليا، وعاد منها في أوائل الستينيات محملا بأفكار مسرحية تقدمية وقدم (دائرة الطباشير القوقازية)، وكانت آخر مسرحية قدمها للمسرح القومي هي (الشبكة) عام 2007، وهى عن نص بريخت (قيام وسقوط مدينة ماهاجوني).
وأسس «أردش» أيضا في الستينيات مسرح الجيب الذي قدم عروضا تجريبية وطليعية.
وأخرج «أردش» مسرحية واحدة للمسرح التجاري، وهي (هالو شلبي) كما اختير في 1986، كأول رئيس لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.
و«أردش» حاصل أيضا على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس عام 1955، كما حصل على الدكتوراه من الأكاديمية الدولية للمسرح في روما في 1961، وعمل أستاذا ورئيسا لقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتدرج في عدة مناصب حتى أصبح رئيسا للبيت الفني، وقد نال العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام العلوم والفنون في 1967، وجائزة الدولة التقديرية، كما أن له مؤلفات ومترجمات مسرحية إلى أن توفى في 12 يونيو 2008.م..
ويقول الكاتب المسرحي والسيناريست يسري الجندي أنه لم يقدر له أن يتعاون مسرحيا مع سعد أردش ولو تم ذلك لشكل تعاونا ناجحا وأن سعد أردش كممثل كان متفردا أيضا وأنه شارك معه في أعمال درامية مثل جمهورية زفتا وربما ملامحه وطبيعة صوته وأدائه قد جعلته يتألق في أدوار الشر ذات الطابع الهادئ لا الصارخ وأنه كان أستاذا متميزا وقديرا بالمعهد العالي للمسرح وتخرجت من تحت يديه أسماء متميزة مازالوا يفخرون بأنهم تلاميذ سعد أردش ولقد كانت هناك منافسات حامية في الستينيات بين أردش وكرم مطاوع لعبت دورا مهما في نهضة الستينيات المسرحية وكلاهما قدم مسرحا مختلفا كما كانت إسهاماته في تقديم المسرح الأجنبي متميزة...!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com