چاكلين جرجس
في التقليد اليهودي ( وليس شريعة موسي ) تنص علي إن الرجل لا يصافح المرأة ، و كان الرجل اليهودي يصلي لله (يهوه) قائلاً: " أشكرك يا الله لأنك خلقتني رجلاً و لم تخلقتي إمرأة " الي هذا الحد كان اليهودي يعتبر الجنس النسائي نجساً ، لذالك أتى المسيح من إمراة ( بلا رجل ) ليرفع شأن المرأة ، و الوعد الإلهي " أن نسل المرأة يسحق رأس الحية"(سفر التكوين3: 15) ..فهل أتت فكرة أن المرأة نجسة و محتقرة تباعاَ حتى الآن من منطلق ذلك التقليد اليهودي ؟!!
لقد رفض وزير الصحة الإسرائيلي ياكوف ليتزمان، مصافحة نظيرته الفرنسية ماريسول تورين، عند وصولها إلى إسرائيل ، في جولة قادتها إلى عدد من دول الشرق الأوسط ، بمبرّر "أن معتقداته الدينية ترفض مصافحة النساء اللائي لا تجمعه بهن قرابة" ، الصحافة الفرنسية التي كشفت عن الواقعة نقلًا عن جريدة "لكسبريس" الواسعة الانتشار، أشارت إلى أن ليتزمان، رفض مصافحة المسؤولة الفرنسية لدواع دينية ، إذ يتزعم الوزير الإسرائيلي حزب "أغودا" المعروف بانغلاقه الديني ، وهو تصرّف كرره للمرة الثانية في ظرف سنوات قليلة مع مسؤولة من أوروبا.
في الجزء الأول من مقالي الذي جاء بعنوان " مبارك انت أيها الرب لأنك لم تخلقنى إمرأة " تحدثت سائلة : كيف نجد وبغرابة شديدة المرأة المسيحية في القرن 21 تقف أمام مذابح التوبة والغفران والصلاة والاقتراب من رب الأرباب مغلوبة على أمرها مكسورة ، ولا حيلة لديها للاقتراب من مذبح التناول لا لشيئ إلا لأنها فى نظر الكنيسة " دنسة "؟! ،
وعليه ، كان عنوان مقالي وسطوره التالية " مبارك انت أيها الرب لأنك لم تخلقنى رجلاً ...!! " ، أناشد فيه المخلوق الرجل مشفقة عليه ، وشاكرة الإله العظيم على منحي صفة انتماء بنات جنسي لسيدة الطهر والعفاف السلام لها السيدة العذراء مريم التي ولدت لنا النور الحقيقي ، القديسة الممتلئة مجداً ، والتي تصلي بنا أيها القيصر الرجل إن كنت كاهناً أو أسقفاً عضو المجمع المقدس أو بطريركاً راعياً صالحاً لشعبنا عندما تصلي بنا فتقول في بدء قانون الإيمان ونرددها معكم " نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله ،لأنك ولدت لنا مخلص العالم " ..أناشد الرجل في كل مواقعه إعادة النظر فيما تصور أن الثوابت الدينية والتقاليد والأعراف تمنحه حق المنع والتسلط على الأخر ، وبات علينا إعادة مناقشة ما تصورونه يستحيل أمر الاجتهاد حول تطبيقاتها في عام 2016 ..
وفي الواقع لم أجد رداً بروعة ماكتبه الراهب متي المسكين في كتابه ( فن الحياه الناجحه ) . فكتب في كتابه صفحه ١٠ ( أتعجــب كــل العجــب ويمــلأني الحــزن والأســى أن أسمــع الكهنــة يمنعــون المــرأة مــن التناول سواء إن كان عليهـا دمهـا الشـهري أو دم ولادتهـا ويعتبرونها نجسـة! نجسـة؟ يـا إلهـي بعـد كـل مـا قدسه المسيح وجعلهــا عضــوة في جســده، وبعــد أن اعتبرت في المسيحيه بشبه كنيسه تلد أولادا للمسيح؟ وهل يتناول ولدها وهو ابـن ثمانيـة أيـامُ وتحـرم هـي أربعـين يومـا أو ثمانين يوما إن كانت بنتا وهل يجدر أن نرجع لناموس العهد القديم الذي عتق وشاخ وشبع اضمحلالا , ألم يقـرأ الكـاهن في الإنجيـل كيـف لمسـت نازفـة الـدم المسيح و لم يمانع في ذلـك بـل شـجعها بعـد أن شـفيت وغفـر لهـا خطاياهــا؟ فهـل تلمـس نازفـة الــدم المسيح نفسه ثم يمنعها الكـاهن أن تتنـاول مـن جسـده ودمـه؟ هـل نهـدم مـا بنـاه الإنجيـل والمسـيح ونقـيم الناموس؟)
كنت أظن ، بل وأدعو أن تساهم كنيستنا العظيمة العتيدة باعتبارها مؤسسة مصرية كبيرة وصاحبة أروع رسائل التنوير المجتمعية في دعم الوجود النسائي الفاعل داخل الكنيسة وفي كل مشاركاتها المجتمعية ، ومساندة المرأة في سعيها للحصول على حقوق " المواطنة الكاملة " لكل أبناء جنسها ، وهي من لعبت أروع الأدوار الوطنية والإنسانية عبر التاريخ القديم والحديث ..ولكننى فوجئت منذ فترة ليست بقليلة بظهور إحدى القساوسة الكرام بدعوة السيدات للحشمة حيث اطلق دعواته على احدى الفضائيات كسهام يتراشق بها فى قلب كل إمرأة مسيحية ،مما زاد من إستياء أبناء و شعب الكنيسة رجالا ونساء لما ورد بالحلقة من حديث به مساس ببنات الكنيسة اللواتي نثق بهن ونحترمهن ونقدرهن .
ألهذا الحد يتم التقليل من شأن المرأة ؟؛ليس بداخل الكنيسة فقط الامر الذى قد نتجاوز عنه إذا كان قام هذا القسيس بدعوته لبنات كنيستة بالاحتفاظ بمظهر لائقا داخل الكنيسة وأثناء الصلاة ، ومن خلال عمله الرعوى فقط ؛ لكن أن يطل علينا من خلال احدى البرامج فى القنوات الفضائية فهذا امر مرفوض جملة وتفصيلاً .
لم تكن تلك هى الحادثة الوحيدة لدعوة بعض القساوسة للحشمة ففى عام 2014 أصدر الأنبا بيشوي تنبيها على الفتيات اللاتي تزيد أعمارهن عن 11 عامًا والسيدات بالاقتداء بملابس المسلمات والارتداء من لباس الحشمة، وعدم ارتداء «البنطلون»، وأن يرتدين ملابس تتسم بالحشمة والوقار مع عدم وضع مكياج، أثناء تقدمهن للتناول،فلم يكن من الأنبا بموا أسقف السويس إلا ان قام بتوزيع نشرة على الكنائس التابعة للإيبارشية، وطالب خلاله السيدات بالاحتشام في الملبس خلال حضور المناسبات المختلفة بالكنيسة "وترتدي السيدة حرملة حال دخولها للكنيسة بملابس غير محتشمة"، وخاصة حضور الأفراح، وهذا يسري على "العروس والمدعوات"، مشيرًا إلى أن الكنيسة مقدسة ومجيدة وبلا عيب، كما زادت وتيرة الحديث عن الحشمة والاحتشام، مستندين إلى الآية « ببيتك يا رب تليق القداسة أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ".
وفى أواخر عام 2015 أصدر المجلس الإكليريكي المحلي بإيبارشية "ملوي" بيانا تحذيريا،
وقال المجلس إن هناك الكثير من الشكاوى المتكررة من أبناء الشعب المسيحي، على اختلاف طوائفهم، لما يحدث في ليلة الحنة "قبل الزفاف"، من تجاوزات لا ترضي الله ولا تليق بأبناء الكنيسة.
وأضاف الإكليريكي بملوي: "إن تلك التجاوزات لا تتناسب لبناء بيت جديد من المفروض أن يبدأ بالصلاة وبحلول الرب فيه، وإنما ما يحدث هو العكس، حيث وصلت إلينا تجاوزات مثل شرب الخمور و المخدرات و الرقص الخليع ( هو فى رقص خليع ورقص مش خليع المجلس الاكليريكى عرف ازاى ؟)مع ال Djوحذَّر المجلس بأن الكنيسة ستتخذ إجراءً كنسيا، ممكن أن يصل إلى عدم إتمام المراسم الدينية بالكنيسة وفى أبريل العام الحالي أصدرت مطرانية قنا بقيادة الأنبا شاروبيم أسقف قنا وقفط، تنويها لأبناء الكنيسة بضرورة الالتزام بالحشمة والوقار حال دخول الكنيسة ابتداء من عيد القيامة 2016، وأيضا حال صلاة "الإكليل" وإلا سيمنع الكاهن من مراسم الصلاة.
وأكد التحذير عدم السماح لأي من المدعوين للأفراح الدخول للكنيسة بلباس خليع لا يليق ببيت الله.ألهذا الحد يصف بعض القساوسة المرأة المسيحية بعدم الاحتشام وكأنه لا يليق بها دخول الكنيسة ُفتصدر الفرمانات والتحذيرات بالاحتشام وإلا لُغى الفرح !! ..وأعود لاتسأل اين حقوق المرأة فى الكنيسة حتى الان لا اجد شماسة واحدة فى كنسيتنا العتيدة ، فما المانع إذا كانت الدسقولية قدمت لنا اربعة اعتبارات عن المرأة:
أ – المرأة المتزوجة.
ب – الأرملة.
جـ -العذراء.
د – الشماسة
أما بخصوص الشماسة فقد جاء في القوانين:
وتقسم الشماسة المرأة، ويجب أن تكون مؤمنة وطاهرة لأجل خدمة النساء. لأنك لا تقدر أن ترسل شماساً إلى المنازل إلى النساء بسبب غير المؤمنين.
واضح أن الشماسة تقام أساساً “لأجل خدمة النساء”، وأن هذه الخدمة تتم في المنازل وليس في الكنيسة:
[والشماسة المرأة أيضاً لتكن مجتهدة أن تربح النساء][27].
ومن مهام الشماسة حفظ النظام بين النساء في الكنيسة واستقبال “النساء الآتيات من خارج”، والترحيب بهن وإيجاد مكان لهنَّ في الكنيسة[30].
غير أن من أهم مهام الشماسة في العصور الأولى مساعدة الأسقف أو القس في تعميد النساء:
[لأننا نحتاج الشماسة المرأة في أعمال كثيرة، وقبل كل شئ لأجل امرأة تعتمد – لكي يدهن الشماس جباههن فقط بالدهن المقدس، وبعد هذا تدهنهن الشماسة المرأة كلهن. لأنه عمل غير ضروري ولا لائق أن يتأمل الرجال والنساء –.
في قوانين الرسل•
يقول القانون السادس عشر أنه يجب إقامة ثلاث أرامل في كل كنيسة ليكون لهن مهمة شبه رسمية في الصلاة والتنبؤ وخدمة المرضى:
[قال كيفا: لتُقَم ثلاث أرامل إثنتان منهن تتفرغان للصلاة لأجل كل مَن في التجارب ويريدون أن يُعلن لهم ما يكون، والأخرى لتُقيم عند النسوة اللائي يُجرَّبن بالأمراض ليُخدمن جيداً. ودور المرأة في التنبؤ وأخذ الإعلانات من الله لا يعني أنها يمكن أن تتعالى بسبب ذلك على الكهنة. ويقول في ذلك القانون 51:
[وتنبأت أيضاً نساء في العتيقة مريم أخت موسى وهرون وبعدها دفورا (دبورة) وبعدهما أولدا (خَلْدَةَ – 2مل14:22) ويهوديت الواحدة في عصر يوسيس (يوشيا) والأخرى في زمان داريوس، وفي الحديثة أم الرب تنبأت وأليصابات نسيبتها وحنة وبنات فيلبس ولم تستكبر هؤلاء على الذكور (أي الرجال) بل حفظن حدودهن][36].فهذا القانون يبيّن أن امتناع المرأة من الكهنوت ليس بسبب تخلفها الروحي عن الرجل، فهي من الناحية الروحية قد تصل إلى درجة النبوة، غير أن أعمال الكهنوت ليست في حدود اختصاصها.
فما هى الحجة لعدم رسم المرأة شماسة حتى الآن ؟ أم هى نظرة متعالية رجولية شرقية لإقصاء المرأة و العمل على عزلها من الخدمة للتقليل من شأنها و أعطاء الرجل مركز وقدرة وسلطان في مجتمعنا ,,
يرون أن إنجاب الذكر " حلم " , وإنجاب الأنثى " خيبة "
رغم أنّ حلم كل رجل هو أنثى , وخيبة كل أنثى هي رجل ..؟!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com