في ذكرى ميلاده الـ92.. ميلاد حنا "نجم قبطي لا يخبو".. اختلف مع البابا شنودة.. ونعاه البابا تواضروس
نعيم يوسف |
2016-06-25 16:31:18
بدأ بتأييد الوفد وانتهى باليسار.. دافع عن الأقباط والكنيسة.. ويرى البابا شنودة "خرج عن طوع الدولة
كتب - نعيم يوسف
مرت أمس الجمعة، الذكرى الثانية والتسعين لرحيل المفكر الوطني اليساري القبطي، الدكتور ميلاد حنا، الذي ولُد في 24 يونيو عام 1924، وتوفى في 26 نوفمبر عام 2012، ورغم تاريخه الكبير والطويل في معارضة بعض الأمور الكنسية، إلا أن صلاة الجنازة ترأسها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
مهندس ومفكر
الدكتور ميلاد حنا، كاتب ومفكر سياسي وأستاذ الهندسة الإنشائية، والذي يعد واحدا من أبرز الكتاب والمفكرين السياسيين، بدأ وعيه السياسي مع الوفد، وانتهى باليسار، وفي الكنيسة بدأ مع مظاهرات ضد الفساد في عصر البابا يوساب، وانتهى بمعارضة تدخل الكنيسة في السياسة، مدافعًا عنها فيما يُقال بأنها "دولة داخل الدولة"، نافيًا هذه العبارة.
حصل الدكتور ميلاد حنا حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية جامعة القاهرة عام 1945، وحصل على الدكتوراة في هندسة الإنشاءات من جامعة "سانت أندرو" في اسكتلندا عام 1950، ثم عين معيداً بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية وتدرج في عدة مناصب حتى عُين استاذاً متفرغاً بهندسة عين شمس عام1984.
الاعتقال.. والحركة الوطنية
اعتقله الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ضمن حملة الاعتقالات التي شملت رموز الحركة الوطنية عام 1981، وترك هذا الموقف أثرًا بالغًا في نفسه، حيث زاد اهتمامه بقضية الوحدة الوطنية على حساب اهتماماته اليسارية، بعد خروجه من المعتقل، وأصبح أكثر رغبة في الإصلاح الديني والاجتماعي والسياسي.
تأليف.. وتكريم
كتب العديد من المؤلفات مثل: "أريد مسكنًا"، "قبول الآخر"، ذكريات سبتمبرية"، و"نعم أقباط لكن مصريون"، وتوفي في 26 نوفمبر عام 2012، عن عمر يناهز الـ88 عامًا.
نال الدكتور ميلاد حنا العديد من الجوائز، وأهمها: جائزة فخر مصر من جمعية المراسلين الأجانب، ووسام "النجم القطبي الذي لا يخبو"، بدرجة كوماندوز، من ملك السويد، وجائزة "سيمون بوليفار"، من الأمم المتحدة، جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، من مصر.
خلافه مع البابا شنودة
يقول "حنا" في أحد حواراته الصحفية، إن خلافه مع مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، بدأ عندما كان الخادم نظير جيد -البابا فيما بعد- من أنصار مكرم عبيد والكتلة، بينما كان هو وبعض خدام مدارس الأحد مؤيدين للوفد، في الفترة التي دب فيها الصراع بين الوفد ومكرم عبيد.
موقفه من الكنيسة
عُرف عن الدكتور ميلاد حنا رفضه لإقحام الدين في السياسة، وكان يؤكد دائمًا أن الكنيسة القبطية ما هي إلا مؤسسة دينية يذهب إليها الأقباط للصلاة فقط، وينبغي ألا يكون لها دور سياسي، مشددًا أيضًا على أنها ليست دولة داخل الدولة كما يردد الكثيرون.
موقفه من الطلاق والزواج الثاني
كان "حنا" مؤيدًا للحكم الصادر من المحكمة الإدارية العليا مؤخراً، بإلزام الكنيسة باستخراج تصريح للقبطي المطلق لكي يتمكن من الزواج الثاني، معتبرًا رفض البابا شنودة الثالث، له بمثابة خروج عن طوع الدولة، مشيرًا إلى أن البابا يعتبر أمور الزواج سراً من أسرار الكنيسة السبعة، وأن الحكم يفتح باباً للصدام بين السلطة الدينية والدولة، فالأخيرة تري الجانب العقلي في الزواج، والأولي تري الجانب الروحي.
المفكر.. والكنيسة
خلافه الفكري مع الكنيسة لم يمنع البابا تواضروس الثاني، من رئاسة صلاة جنازة المفكر القبطي، في الكنيسة البطرسية، وقال في عزائه: "يعز علينا ان نودع الدكتور ميلاد حنا على رجاء القيامه ففى لحظات الموت يكون الانسان صادقا مع نفسه وامام الموت يقف الانسان فى وقار وجلال ؛ كان الموت قديما يسمى موتا فعندما مات موسى قالوا "مات" ولكن فى ايام السيد المسيح سمى الموت "نوما " وهذا ماقيل عن " العازر" احد شخصيات العهد الجديد وقيل عنه " حبيبنا قد نام " وبعد صعود السيد المسيح للسماء صار يسمى "انتقال " لانه ليس موتا لعبيدك بل هو انتقال"، مشددًا على أنه يعرف الدكتور حنا شخصيا وقام بزيارتة اكثر من مرة فى منزله، داعيا لاسرتة الصبر والعزاء.