تركز نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي على متابعة برنامج جذب الاستثمارات، وتشجيع حركة السياحة، وتوفير الخدمة الكهربائية للمواطنين، وشهد الرئيس الاحتفال بذكرى ثورة ٣٠ يونيو، وأجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الأيرلندي، وتبادل التهاني مع زعماء الدول العربية بمناسبة عيد الفطر المبارك.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وداليا خورشيد وزيرة الاستثمار، التي طرحت اقتراحا بإنشاء مجلس أعلى للاستثمار برئاسة الرئيس للإشراف على السياسات الاستثمارية للدولة في جميع القطاعات والمحافظات، ووافق الرئيس السيسي على إنشاء المجلس، ووجه باتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن.
كما عرضت وزيرة الاستثمار الخطوات التي قامت بها الوزارة لتجهيز برنامج لجذب مزيد من الاستثمارات غير المباشرة لمصر، والذي يشمل طرح بعض شركات القطاع العام في البورصة، حيث أوضحت الوزيرة أنه تم إنشاء لجنة ثلاثية من وزيري الاستثمار والمالية ونائب محافظ البنك المركزي للإشراف على إجراءات الطرح وضمان تحقيق المستهدف من جذب الاستثمارات غير المباشرة محليا أو دوليا.
كما استعرضت وزيرة الاستثمار نتائج زيارتها التي قامت بها مؤخراً إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي استهدفت بحث تطورات إنشاء صندوق الاستثمارات المصري - الإماراتي المشترك، وأشارت إلى أنها بحثت خلال اجتماعاتها مع المسئولين الإماراتيين سبل زيادة الاستثمارات الإماراتية في مصر في مختلف المجالات، ومن بينها مجالات الطاقة والبنية الأساسية والتطوير العقاري وتكنولوجيا المعلومات والصوب الزراعية.
كما عرضت الجهود التي تتم لتفعيل أحكام منظومة الشباك الواحد والخدمات الإلكترونية، حيث أشارت إلى التعاون القائم بين وزارتي الاستثمار والاتصالات لميكنة مجمع الخدمات التابع للهيئة العامة للاستثمار، وجهود الوزارة الجارية بالتنسيق مع وزارة الصحة لتطوير مستشفيات التكامل التي تم تحديدها في 17 محافظة موزعة على الصعيد والقناة والدلتا، منوهة إلى أن الوزارة سوف تقوم بالتعاون مع وزارة الصحة بإعداد نموذج استثماري بهدف التعرف على أفضل الطرق المناسبة وفقا لمقومات كل مستشفى، بما يضمن جذب أفضل المستثمرين للاستخدام الأمثل لهذه المستشفيات وإدارتها بشكل يحقق النفع للمجتمعات التي تتواجد بها.
ولبحث سبل استعادة الحركة السياحية والنهوض بالقطاع السياحي في مصر، عقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وشريف فتحي وزير الطيران المدني، ويحيى راشد وزير السياحة، الذي عرض خطة الوزارة في هذا الشأن والتي تستهدف رفع معدلات تدفق السائحين إلى مصر من خلال إطلاق حملة ترويجية كبيرة لتنشيط السياحة، كما تناول وزير السياحة نتائج زيارته لعدد من الدول، موضحا أن الوزارة تحرص على تنويع مصادر الحركة السياحية إلى مصر وعدم الاعتماد على عدد محدود من الأسواق السياحية فقط والتوجه إلى أسواق جديدة.
وأكد وزير السياحة خلال الاجتماع أن تنوع المنتج السياحي المصري يشكل ميزة نسبية تحرص الوزارة على تعظيم الاستفادة منها، كما أكد الاهتمام الذي توليه الوزارة لتحسين جودة الخدمة السياحية والارتقاء بمستوى العاملين وتدريبهم على النظم الحديثة للعمل السياحي، مشيرا إلى قيام الوزارة بتطوير برامج للتدريب بالتعاون مع الاتحاد المصري للغرف السياحية، فضلا عن برامج للتوعية المجتمعية، لافتا إلى التعاون القائم مع منظمة السياحة العالمية لتحسين وتطوير الخدمات السياحية، وأكد أن كل هذه الجهود تهدف إلى رفع القدرة التنافسية لقطاع السياحة المصري.
بينما أكد شريف فتحي وزير الطيران المدني وجود تنسيق وتعاون متواصل بين وزارتي الطيران المدني والسياحة، مشيرا إلى أن هناك خطة مشتركة لتقديم عروض تسويقية سعيا لتشجيع السياحة الداخلية والعربية، كما عرض خطط الوزارة للنهوض بقطاع الطيران المدني خلال المرحلة القادمة من خلال تنفيذ عدد من المشروعات الجارية والمستقبلية لوزارة الطيران المدني والشركات التابعة لها.
وأكد الرئيس السيسي أهمية مواصلة الجهود للنهوض بقطاع السياحة في مصر، بالإضافة إلى توفير المساندة اللازمة للعاملين في هذا القطاع بالنظر إلى التحديات التي واجهتهم خلال السنوات الماضية، كما أكد أهمية تعظيم الاستفادة مما تمتلكه مصر من مقومات سياحية هائلة، فضلا عما يتيحه قطاع السياحة من فرص عمل وتشغيل للشباب، ووجه الرئيس بأهمية إعداد مبادرات لتشجيع السياحة الداخلية وخاصة بين أوساط الشباب لتعريفهم بالمقاصد السياحية لبلدهم.
ولمتابعة توفير الخدمة الكهربائية للمواطنين، عقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر المرقبي وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الذي عرض تقرير متابعة عن توفير الخدمة الكهربائية ومعدلات الاستهلاك، حيث أوضح أن انتظام الخدمة الكهربائية يعد أحد النتائج الإيجابية للخطة العاجلة لوزارة الكهرباء التي تضمنت صيانة وتجديد محطات الكهرباء القائمة، فضلا عن إنشاء محطات جديدة وإدخالها إلى الخدمة، وهو الأمر الذي ساهم في تأمين التغذية الكهربائية وساعد على توفير مزيد من الإنتاج للاستهلاك خلال شهور فصل الصيف الذي ترتفع فيه معدلات الاستهلاك.
ووجه الرئيس بأهمية الاستمرار في جهود تعزيز خطوط وشبكات نقل الكهرباء، بما يساهم في تحسين ورفع مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين.
كما عرض الدكتور محمد شاكر نتائج وتطورات حملة ترشيد استهلاك الكهرباء، مشيدا بتجاوب المواطنين مع الحملة، وهو الأمر الذي اتضح من خلال ترشيد معدلات الاستهلاك، منوها إلى أن تلك الحملة تساهم في خفض فاتورة الدعم الذي تقدمه الدولة للمواطنين، وتوفر استهلاك الغاز اللازم لتشغيل المحطات والذي يتم استيراد جزء من احتياجاتنا منه بالنقد الأجنبي، وكذا تقلل ما تحتاج إليه تلك المحطات من أعمال الصيانة.
ووجه الرئيس السيسي بضرورة الاستمرار في حملة توعية المواطنين بأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء، مشيدا بتجاوب المواطنين مع جهود الحملة، مشيرا إلى أن ترشيد الاستهلاك يصب في صالح المواطنين أيضا سواء من حيث خفض تكلفة الاستهلاك بالنسبة لهم وكذا لضمان استدامة التغذية الكهربائية دون انقطاع، فضلا عن الآثار البيئية الإيجابية الناتجة عن ترشيد استهلاك الكهرباء والطاقة بوجه عام.
وعرض الدكتور محمد شاكر المرقبي خلال الاجتماع كذلك نتائج زيارته الأخيرة إلى موسكو، والتي رافقه فيها وزير المالية، وتطورات الموقف بالنسبة للتوقيع على العقود النهائية الخاصة بإنشاء محطة الضبعة لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة النووية. وأوضح الوزير في هذا الصدد أنه تتم موافاة مجلس الدولة بهذه العقود لمراجعتها.
كما عرض الوزير نتائج زيارته للصين مؤخرا للمشاركة في اجتماع وزراء الطاقة بدول مجموعة العشرين، وذلك تمهيدا لقمة المجموعة التي ستعقد في سبتمبر المقبل، مشيرا إلى أن الاجتماع تناول عددا من المحاور الهامة الخاصة بمجال الطاقة وفي مقدمتها توفير الطاقة، وإنتاج الطاقة النظيفة، وكذلك إنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري، فضلا عن سبل رفع كفاءة استخدام الطاقة، وأشار إلى أنه عقد عدة لقاءات مع عدد من ممثلي الشركات الصينية العاملة في مجال الطاقة، لبحث عدد من المشروعات المشتركة سواء الجاري تنفيذها أو التي يتم بحثها بين الجانبين.
وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الأيرلندي إيندا كيني الذي أشاد بالعلاقات المتميزة التى تجمع بين مصر وأيرلندا، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز التعاون الثنائي على كافة الأصعدة، لاسيما في ضوء ما تمثله مصر من ركيزة أساسية للأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
وقد أعرب الرئيس من جانبه عن تقديره لمواقف أيرلندا المتوازنة، مؤكدا اعتزاز مصر بروابط الصداقة والتعاون التي تجمع بين البلدين، وحرص مصر على الارتقاء بالعلاقات الثنائية مع أيرلندا إلى أفاق أرحب.
وقد تناول الاتصال موضوع أحد المواطنين الأيرلنديين من أصل مصري المحتجز على ذمة إحدى القضايا، حيث أكد الرئيس نزاهة واستقلال القضاء المصري وعدم القدرة علي التدخل في شئونه، وذلك في إطار العمل على ترسيخ دولة القانون والمؤسسات.
وأشار الرئيس إلى توفير كافة الضمانات والحقوق للمواطن المحتجز وفقا لما ينص عليه القانون المصري في هذا الشأن، لافتا إلى أن القضية لا تزال منظورة أمام القضاء ولم يصدر بعد حكم نهائي بشأنها.
وشهد الرئيس السيسي الاحتفال بذكرى ثورة ٣٠ يونيو الذي أقيم بدار الأوبرا، وأكد في كلمة ألقاها في ختام الاحتفال أن مصر أمانة في رقاب كل المصريين، محذرا الشعب من الاختلاف أو التعرض للخداع بما يتسبب في ضياع أو هدم البلاد، وقال إن مكانة مصر الحقيقية أكبر بكثير من المكانة التي تتبوأها حاليا، ودعا المواطنين إلى العمل الجاد والدؤوب والصبر حتى تأخذ مصر مكانتها التي تستحقها بين الأمم.
وأوضح الرئيس أن حجم ما تحقق من إنجازات خلال العامين السابقين كبير، ولكن لا يزال أمامنا الكثير لتحقيق الحلم الحقيقي، وأن ما تحقق يعد خطوة من ألف خطوة، وأكد التلاحم بين الشعب والجيش وأنه عندما يأمر الشعب يلبي الجيش النداء، وقال إنه محمل برسالة من مصر تقول لكم إنها كانت سبب وجودكم على مدار سبعة آلاف عام، وتطلب منكم أن تحافظوا عليها، مؤكدا أن الانتصار ليس بالكلام ولكن بالعمل والإخلاص فيه.
وتبادل الرئيس السيسي التهاني بحلول عيد الفطر المبارك في اتصالات هاتفية مع عدد من زعماء الدول العربية من بينهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والأمير تميم بن حمد آل خليفة أمير دولة قطر، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وولي ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي القرار الجمهوري رقم ٣١١ لسنة ٢٠١٦ بشأن العفو عن باقي العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك والعيد الرابع والستين لثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com