بقلم: جرجس وهيب
أتمنى من جميع الأقباط بجميع أنحاء "مصر"، المشاركة والتصويت بقوة في مرحلة الإعادة لانتخابات مجلس الشعب، والتى ستجرى يوم الأحد القادم الموافق 5 ديسمبر، بعد أن لاحظت انخفاض عدد الناخبين المسيحيين بشكل ملحوظ خلال الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب بمحافظة "بني سويف"، والتى اُجريت يوم الأحد الماضي. باستثناء دائرة مركز وبندر "بني سويف"، والتي زدات به أعداد الناخبين الأقباط إلى حد ما، لدعم المرشَّح القبطي المحاسب "إيهاب يوسف نسيم"- مرشَّح الحزب الوطني بمركز وبندر "بني سويف"- والذى وصل لمرحلة الإعادة، تأثرًا بحادثة كنيسة السيدة العذراء والملاك بـ"العمرانية"، التي وقعت منذ أيام، ونتج عنها استشهاد شخصين والقبض على (157) شابًا، وما تخلَّل الأحداث من هجوم شرس من كثير من وسائل الإعلام على الأقباط، والتعامل الأمني العنيف مع المتظاهرين، والتزام قيادات الحزب الوطني الصمت.. ولم تبادر أي قيادة بمحاولة احتواء الموضوع، وتقريب وجهات النظر، والبحث عن حل للمشكلة. وعمومًا، لا نجد كأقباط مساندة من مختلف الأحزاب السياسية- وخاصةً الحزب الوطني الذى يصوِّت له أغلبية الأقباط- فى قضايانا، ونجد تهميشًا من جانبه فى دعم مطالب الأقباط، وخاصة إقرار قانون موحَّد لبناء دور العبادة.
فعندما نذهب لصناديق الاقتراع، فعلى الأقل، إن لم يكن حبًا أو دعمًا لأحد المرشحين، فليكن لإثبات ذاتنا، وإثبات قوتنا التصوتية أمام الجميع، وحتى يُقام لنا وزن من جانب مختلف الأحزاب والقوى السياسية.
ولكن إن لم نشارك فسيسوء حالنا أكثر مما نحن عليه الآن، وستكثر مشاكلنا، وستتجاهلنا الأحزاب أكثر من ذلك. فليخرج الجميع ويصوتون لمن يرغبون من مختلف الأحزاب بعض النظر إن كانت الانتخابات ستزوَّر أم لا.. فالمهم الخروج والتصويت.. ببساطة، نعمل اللى علينا.
وأرجو من جميع إخواني وأخواتي الأقباط، التعامل مع موضوع الانتخابات كواجب ديني ووطني، ولابد أن يشارك جميع الأقباط حتى كما قلنا على سبيل إثبات الذات. وأتمنى من جميع الكنائس في جميع أنحاء الجمهورية، التعامل مع الانتخابات بطريقة حرفية، وأن يخصِّص كل أسقف وكاهن جزءًا من العظات بالكنائس لحث الأقباط على المشاركة في الانتخابات، وتنظيم مجموعات عمل بالكنائس لحث شعب الكنائس على الخروج للانتخابات. وأهم شىء هو استخراج بطاقات انتخابية بأسماء الناخبين؛ للتسهيل عليهم فى الوصول إلى اللجان بسهولة ويسر. ويمكن الحصول على أسماء الناخبين من أحد المرشحين، أو من أمانات الحزب الوطني بالمحافظات، على اعتبار أن أغلب المسيحيين يصوِّتون لصالح مرشحي الحزب الوطني فى أغلب الأحيان.
جميع الأقباط في اختبار قوي يوم 5 ديسمبر؛ لننفي عنا أى شبهة سلبية، ولتبقى المشاركة بفاعلية والتصويت فى الانتخابات للنفى عن أنفسنا تلك الزرائع لتهميشنا والاستيلاء على حقوقنا، كما أنه محاولة لإثبات ذاتنا أمام أنفسنا قبل كل شىء. كما أكرِّر وأرجو من جميع المسيحيين بكل أنحاء "مصر" المحروسة، التصويت بقوة وبكثافة لإعلاء شأن جميع الأقباط. فالأقباط شعب عريق ذو حضارة عرقية، فلا يجب أن يُتهم أحفاد الأقباط بالسلبية والإنطواء والتقوقع، وإنما يجب أن يكون الأقباط قدوة للجميع في كل شىء، وأولها التصويت والمشاركة والإيجابية.
فليحرص جميع الأقباط، وخاصة المتعلمين، على اصطحاب جيرانهم وأصدقائهم لصنايق الاقتراع؛ لنكون قدوة للجميع.. فنحن أحفاد الفراعنة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com