ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الأقباط يُقتلون كل يوم

| 2010-12-01 00:00:00

الراسل: بطرس حكيم
نعرف أن القتل هو أشر ما يُصيب الإنسان. ونسمع الله يقول: "دم أخيك يصرخ إليَّ من الأرض"، و"سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه".. ونعرف أن هناك من يقتل القتيل ويمشي في جنازته!! ونقول إنه شخص ليس له قلب، ولا مشاعر، ولا أحاسيس.

ونعرف أن هناك من يقتل ولا يعنيه ما يفعل، وربما بهدوء أو بتمتع! ونسميه قتل بدم بارد. ولكن أن يُقتل القتيل مرتين. هذا هو الجديد في حالتنا. فالأقباط يُقتلون مرتين لا مرة واحدة. بل مرتين وربما ثلاث. ففي "العمرانية" يُقتل الأقباط مرة حينما يُقتل ثلاثة أقباط من خيرة أبناء "مصر"، ويُجرح العشرات، ويُقبض على مائة وخمسين.. ويقتل الأقباط مرة أخرى حينما تذهب الكنيسة إلي المحافظ وتعتذر وتقبِّل الأيدي، وتقدِّم فروض الولاء والطاعة والاعتذار الشديد. ولست أعلم عن ماذا تعتذر؟ عن قتل ثلاثة أقباط برصاص غادر؟ أو عن عدم السماح ببناء الكنائس؟ أو عن عدم إعطاء الأقباط حقهم؟ عن ماذا تعتذر الكنيسة؟ لست أعلم!!! أو ربما عن عدم ترشيح أقباط في البرلمان، أو عن ندرة وجودهم في الوظائف العليا للدولة.. عن ماذا تعتذر الكنيسة؟!!!

في قرية النواهض يُقتل الأقباط مرة حينما تُحرق بيوت الأقباط، حيث يتم حرق عشرين منزلاً من منازلهم وتُسرق ممتلكاتهم. ويُقتل الأقباط مرة أخرى حين لا تقوم الدولة بتعويضهم، وترد لهم اعتبارهم، ولم تقبض على الجناة!! أنا لست أرى هنا وجودًا للدولة.. أليس هذا يذهب بالبلد لتطبيق شريعة الغاب، إن لم يكن للدولة وجود أو كيان؟!!

في "نجع حمادي" يُقتل الأقباط مرة حينما تم قتل مجموعة من شباب الأقباط في مذبحة ليلة عيد الميلاد في حادث أدمى قلوب الملايين، وتحرَّكت له مشاعر العالم كله، وكان لرؤساء العالم ورؤساء وزراءه وقفة، وأعلنوا استيائهم واحتجاجهم، وهم في حالة متابعة للحكم الذي سوف يصدر. ويُقتل الأقباط مرة أخرى حينما يقوم الأنبا "كيرلس" بالتراجع عن أقواله التي أدانت الأمن الذي يتواطئ دائمًا، وأدانت نائب الحزب الوطني! وها نحن نُقتل للمرة الثالثة؛ لأنه حتي الآن لم يصدر الحكم علي هؤلاء القتلة.

وفي "الكشح" يُقتل الأقباط مرة حينما قاموا بقتل عشرين قبطيًا، ومثَّلوا بجثثهم- هؤلاء الوحوش- وقطعوا أجسادم كما لو كانوا وحوشًا مسعورة.. ويُقتل الأقباط مرة أخرى حينما برأت المحكمة كل المتهمين، ولم يُحكم علي أحدهم حتي في الاستئناف، وبرأتهم المحكمة، مما دفع البابا أن يقول: إننا نستأنف الحكم لله وحده..

وفي "الإسكندرية" يُقتل الأقباط مرة حينما يُقتل عم "نصحي" في الكنيسة حين قام أحدهم بالاعتداء علي المصلين، حيث أنه خرج من كنيسة لأخرى، وجرح مجموعة من الأشخاص.. ويُقتل الأقباط مرة أخرى حينما قالوا أن القاتل مختل عقليًا، وهي صفة تبريء من أي جريمة تلتصق بالمجرم، أو علي الأقل ترفع عنه العقوبة التي يجب أن تقع عليه!! وكانوا في هذا الوقت يقولون في كل حادثه: إن المتهم "مختل عقليًا"، حتي إننا كنا نصرخ، ونقول: "اوقفوا مرض جنون قتل الأقباط بعد انتشار مرض جنون البقر"!!

ويُقتل الأقباط مرتين في "العياط" و"العديسات" و"بني مزار" و"الزاوية الحمراء" و"فرشوط" و"ديروط" و"أبو فانا".. الخ الخ الخ.. مرة بقتلهم جسديًا، ومرة بعدم تعويضهم، وعدم معاقبة الجاني الذي يستحق أقصى عقوبة وهي الإعدام، وبهذا يكون الجاني قُتل مرة واحدة عقابًا علي فعلته الشنعاء. أما ما يحدث الآن، الجاني حرٌ طليق، والمجني عليه يُقتل مرة من الجاني المجرم ومرة من الدولة التي لا تعطيه تعويضًا عما لحق به نتيجة تقصيرها الأمني.. والكنيسة مشكورة تعتذر وتتأسف.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com