قضيت في باريس عدة أيام كانت تعيش فيها حالة طوارئ أكثر من أمنية نظرا لإقامة البطولة الأوروبية في كرة القدم على أرضها ونظرا أيضا لانتعاش آمال الفرنسيين في الفوز بكأس أوروبا بعد أن صعد منتخبهم دورا بعد الآخر واجتاز الدور قبل النهائى العقبة الألمانية لمواجهة المنتخب البرتغالى في المباراة النهائية، وهو المنتخب الذي تعود المنتخب الفرنسى على كسبه طوال عشرة أعوام مضت.
كانت باريس في حالة تأهب معنوى كامل، وفى يوم إقامة المباراة النهائية أخذت مجموعات من الفرنسيين تجوب شوارع العاصمة باريس سواء من يقيمون فيها أو قدموا خصيصا للاحتفال بفوز كانوا يحلمون به، لم يكتف هؤلاء برفع الأعلام الفرنسية أو رسمها على وجوههم فقط وإنما استخدموا أيضا نفير السيارات للإعلان عن مساندتهم لمنتخبهم والتدريب على الإعلان عن فرحتهم بالفوز الذي كانوا ينتظرونه.. وظل الحال على ذلك الوضع طوال أشواط المباراة الأربعة، وإن كانت أعدادًا كبيرة قد تجمعت أمام المقاهى القليلة التي ظلت مفتوحة ليلتها لتسمع وتشاهد وقائع المبارة.. ولكن ما إن أطلق حكم المباراة صفارته لإنهاء المباراة حتى اختفت هذه الجموع فجأة من الشوارع والميادين في العاصمة باريس، وكأن الأرض انشقت وبلعتها.. لقد انسحبوا في حزن بالغ كان يمكن ملاحظته على وجه صبى أو طفل يسير في شارع الشانزلزيه أو فتاة تركب المترو عائدة إلى منزلها.
وفى ذات الوقت ظهرت مجاميع من مشجعى البرتغال احتلوا مساحة من شارع الشانزلزيه وانطلقوا يجوبون شوارع باريس معلنين بأعلى الأصوات وترديد الأغانى معبرين عن فرحتهم بهذا النصر الكبير الذي حققوه لأول مرة.. بينما كان الأمن الفرنسى يحاول حماية باريس.. نكمل غدا
نقلا عن فيتو
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com