بقلم : عـادل عطيـة
طيبون كفاية ؛ قلوبنا كفراشات تعشق الضوء المتوهج وتسبح في فضاءاته .. مشاعرنا الرقيقة يسحرها الألق ويسكرها النور .. نقترب أكثر من بؤرة الضوء.. فإذا بالضوء الأبيض الملائكي يتحول إلى ضوء أحمر: بلون الدم المسكوب على أرضنا .. وفي بيوتنا .. وفي بيوت الله !
طيبون كفاية ، لأننا نقترب بحميمية إلى اناس يحملون وجوهاً كأنها وجوه ملائكة .. فإذا بنا في مصيدة لرسل كذبة ، وفعلة ماكرون ، يتنكرون كما يفعل الشيطان عندما يغير شكله إلى شبه ملاك نور !
طيبون كفاية ؛ عندما نرى الذين يبنون بيوتاً للعبادة، والصلاة .. فنهرع باعطياتنا ، التماساً للثواب، والحسنات، والبركات ... لنكتشف بعد ذلك، صدق التاريخ العظيم : "ليست كل المعابد بيوتاً لله ، فنوع منها كانت مسكونة بالشياطين"!
طيبون كفاية ؛ لأن الأعمال الطيبة هي دائماً تفيض بالنور .. لكن ابداً عرضة للظلام .. ظلام الآخرين الذين يشوهون كل عمل نبيل .. فيحولون أموال الزكاة ، والتبرعات اليومية إلى سيوف، وسكاكين، وبارود، ورصاص ... ورغم هذا ، وكصفة مميزة لعمل الخير ، يستمر في اغرائنا بفيض من النور!
طيبون كفاية ؛ لأننا نثق في إيمان هؤلاء الذين يدعون إلى وجود الله الواحد الأحد .. الذي لا شريك له .. لكنهم لا يتركون الله يحاسب خليقته ؛ لأنهم يأخذون دوره . ولنبكي نحن في النهاية ، على جدران الصحف الورقية والالكترونية، وامام الشاشات !
طيبون كفاية ؛ لأننا نصغي إلى صيحات التكبير ، فنتهيئ لتلقى كلمة السماء، فإذا بهم يذّكروننا بما ورد في أحد النصوص الهندوسية ، عن نشوة الرب المبارك : "الآن اصبحت أنا الموت ، إنني مدمر العالم" !
وبينما نتعاطف معهم في قضايا خادعة، ننسى أنه ليس هناك قضية مهما كانت ، تبرر ذبح الابرياء !
طيبون كفاية ؛ لأن هناك من يدّعون الفروسية والبطولة والشهامة، فنصدقهم ..ولكنهم عندما ينقضون على غيرهم، لا يحترمون شجاعة الآخر، ولا يقدسون إيمانه بمبادئه، فينكلون بجثته، ويرمونها؛ لتأكلها وحوش البرية !
طيبون كفاية ؛ لأننا ضعفاء أمام الذين يتخذون من الدين شعاراً لهم، فنُصفّ مع القائلين :"الإسلام هو الحل" .. مع أنه الحل الوحيد ليتبوأوا هم المكانة التي يبغون ويريدون، وليس نحن !
ونجلس أما الشاشة التي "تنقلنا إلى الجنة"، فإذا بها تعلن وتذيع العداوة للحياة، وللطبيعة، ولإرادة الإنسان، والآخر !
ونستجيب لنداء "الحجاب"، كمحافظين على المرأة، وعلى مجتمعاتنا . ولكننا نجدهم يستخدمونه كرمز مرئي للتفرقة ، وللاختباء به في أعمال السطو ، والاغتصاب ، والقتل !
طيبون كفاية .. وأرجو أن نظل متمسكين بطيبتنا .. وفي ذات الوقت .. علينا ان ننزعج من سذاجتنا . وأن ندرب حواسنا، وعقولنا، على الاكتشاف المبكر للشر، الذي يظهر متنكراً ليبدو كضوء بهيج، ولكن آثاره بشعة . وإلا أصبحنا كمن يساند الشر ، ويساهم في مده، واتساعه !...
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com