بقلم : مرثا فرنسيس
اولا : في العهد القديم
خلق الله الرجل والمرأة (الإنسان) على صورته ،"فخلق الله الإنسان على صورته
على صورة الله خلقه، ذكراً وأنثى خلقهم ، وباركهم الله وقال لهم أثمروا واكثروا واملأوا الأرض ، واخضعوها ، وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض ) تكوين 1: 27-28
هل هناك أختلاف بين آدم وحواء :من الآية السابقة نجد أن حواء لم تكن أقل من آدم أو تابعة له وانما مثله تماماً ،انسان بكل معنى الكلمة ، محتلفة عنه فسيولوجيا ، كما اختلفت ادوارهما ووظائف كل منهما ولكن ليس اقل مرتبة او اهمية او مكانة وليس ترتيب الخلق دليلاً على الأهمية ، وإلا سيكون وضع الحيوانات اهم لأنها خلقت قبلاً .
خلقهما الله وطالبهما بأن يتسلطا على الخليقة معاً على سمك البحر وطير السماء والبهائم ، باركهما معًا ، اوصاهما أن يثمرا ويكثرا ويملئا الأرض ويخضعاها معاً ، كان لكل منهما دوره في العلاقة مكملان بعضهما لبعض ،وعندما خلق الله حواء لآدم كانت معونة روحية وعاطفية له حتى أن كلمة معين في أصلها العبري (Ezer ) ومعناها أقدر وليس أقل .
هل حواء هي السبب في خروج آدم من الجنة :
اوصى الرب الإله آدم قائلاً من جميع شجر الجنة تأكل أكلا ً، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تاكل منها موتاً تموت "تكوين 2 :16-17
إذن آدم كان مسئولاً عن حماية الجنة " أخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها تكوين 2 : 15 " وأيضا عن تنفيذ الوصية التي عرفتها منه حواء .
كان آدم موجوداً مع حواء عندما أكلت من الشجرة وأعطت له مباشرة .ولكن عندما سأل الله آدم " هل أكلت من الشجرة التي اوصيتك أن لاتأكل منها ؟ أجاب آدم المرأة التي جعلتها معي، هي أعطتني من الشجرة فأكلت" تكوين 3 : 12 . لم تكن الخطية بسبب حواء ،والا ماطُرد آدم من الجنة .
المساواة بين الرجل والمرأة في العهد القديم
العهد القديم يتحدث عن معاملة الله لشعبه ،ومعاملة الله للعالم من خلال شعبه ، أو مباشرة ،وكانت توجيهاته لهم من خلال شرائع تمس كافة الجوانب ،نظراً لوجود شعوب وثنية ،وكانت دعوة الله ان تتحول العادات والنظم الإجتماعية الى مايتوافق مع دعوة الله،وكانت تلك الشرائع خطوة إنتقالية عن نوع المعيشة التي عاشها الشعب قبل إعلان الشريعةالإلهية لبدء الإنضباط ونظام السلوك ،وبعضها كان خطوة إنتقالية للرؤية الأكمل في المسيح . هذه الشرائع كانت موجهة للرجل كما للمرأة .
• من الشرائع التي نجدها في اسفار موسى ، شريعة التقدمات(لاويين2، 3)، شريعة الذبائح (لاويين 4-10 )، وشريعة السبت (لاويين 16) وايضا شرائع صحية ، في وقت لم تكن المفاهيم الصحية الحديثة قائمة ، منها شريعة البرص (لاويين 14 )وشريعة ذبح البهائم والطيور الصالحة للأكل (لاويين 11 )وشريعة ذي السيل (لاويين 15 :32 ) وهي تختص بالرجال والنساء معاً ، فنجد أنه من عدد 2 – 18 الكلام موجه للرجل فيما يخص أي رجل ذي سيل ، ومن عدد 19- 28 الكلام موجه للمرأة أيضا ذات السيل ، (الحيض أو النزف ) مع ملاحظة ان مفهوم النجاسة هنا ليس نفس مفهوم الخطية ولكنها أمور وشرائع صحية .
فالأم تكون غير طاهرة عد كل ولادة ، وتكون عدم طهارتها40 يوم في حالة ولادة ولد
وتزيد الى 80 يوم في حالة الولادة ببنت (لوجود انثتين الأم والمولودة لاويين 12
• كان اليهود يفضلون الرجل عن المرأة لوظائف معينة ،فبينما كان لابد ان يكون الكهنة رجال فإن النساء كن نبيات مثل مريم أخت موسى (خروج 15 )، وفي عصر القضاة أختيرت دبورة قاضية ،وكانت مهمة القضاء مهمة مدنية دينية ،فكانت مستشارة (قضاة 4) ، وكانت خلدة النبية مستشارةللقيادة الروحية والسياسية ( اخبار الأيام الأول 34 ) وكانت حنة بنت فنوئيل من سبط اشير نبية (لوقا 2 :36 ) .كانت وظيفة النبية معترفا بها (نحميا 6 : 14 )
وتحدث ميخا النبي عن تحرك شعب الله ،و ان الله ارسل امامهم موسى وهارون
ومريم- ميخا 6 :4
• في العبادة الجمهورية :كان المرأة والرجل معاً يقدمون الذبائح ويشتركون في الخدمة في خيمة الإجتماع (تكوين 12 ، 13 –خروج 38 – صموئيل الأول 1)
• كان للمرأة قرارت تقوم بها حتى قبل ان تأخذ موافقة الزوج أو الأهل ، فمثلا حنة ام صموئيل النبي نذرت نذرا امام الرب ،وقبل الرجوع لزوجها ؛ان تذهب بإبنها للهيكل بعد فطامه حتى يتعلم ويخدم ، وعندما علم زوجها وقف بجانبها وساندها في قرارها (صموئيل الأول 1 ) كما ان رفقة استشيرت في زواجها من اسحق ورحيلها الي بلدته وترك اهلها ووافقت (تكوين 24 )
• تحدثت شريعة موسى عن النذير لله وكان يمكن أن يكون رجلا أو امرأة..(اذا انفرز رجل أو امرأة لينذر نذر النذير، لينذر للرب عدد 6: 2 )
• يتحدث أرميا النبي عن " كل الرجال الذين عرفوا أن نسائهم يبخرن لألهة أخرى وكل النساء الواقفات في محفل كبير ارميا 44 : 15 ) وهذا يدل على حق المرأة في اختيار العبادة حتى لو كانت مختلفة عن عبادة زوجها .
• المرأة كانت مع الرجل في اعياد الفصح والمظال وولائم العرس ومناسبات الأفراح وغيرها سواء مناسبات دينية او اجتماعية ( تثنية 6 ، اخبار الأيام الأول 25 )
• كانت هناك مميزات للبنات ، فقد أعطى أيوب بناته ميراثاً (ايوب 42: 15 ) ، طالبت بنات صلفحاد بميراثهن وحصلن عليه ( عدد 36 :10 )وكذلك جقهن في الزواج (عدد 36 :6 ) ، حتى شريعة تحرير العبيد في السنة السابعة كانت للعبيد والإماء (تثنية 15 : 12-17 )
• تحدث الكتاب عن نساء شريرات كما تحدث عن رجال اشرار فالشر ليس مرتبطا بجنس معين ولكنه مرتبط بالإنسان وطبيعته الفاسدة بشكل عام
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com