ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

لـ"مصر" دور كبير في اكتشاف منابع النيل

ميرفت عياد | 2010-12-06 00:00:00

* د. "زكي البحيري":
- أفريقيا إحدى قارات العالم القديم التى قامت على أرضها أعرق الحضارات.
- الشهرة التي نالها نهر النيل العظيم، أتت من قيام الزراعة على ضفتيه.
- اهتم "محمد علي" باكتشاف منابع النيل والتعرُّف على شعوبها وقبائلها وعاداتها.

كتب: ميرفت عياد
اُثير جدل كبير منذ فترة طويلة حول قرار بعض دول حوض النيل بإعادة توزيع أنصبة مياه النيل المقسَّمة في اتفاقية عام 1929، والتي تحوز "مصر" بموجبها حصة كبيرة من المياه. ولأن "مصر" لديها حقوق تاريخية في مياه النيل، ولا تقبل مطلقًا أن يهدِّد أحد منابع النهر الذى هو شريان الحياة بالنسبة لها، أقامت الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ندوة بعنوان "الدور المصري في اكتشاف منابع النيل"، تحدَّث فيها د. "زكي البحيري" أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية جامعة "المنصورة".

أفريقيا وأعرق الحضارات
في البداية، أشار د. "زكي البحيري" إلى أنه على الرغم من أن أفريقيا تُعد إحدى قارات العالم القديم، وقامت على أرضها أعرق الحضارات وأقدمها، مثل الحضارة الفرعونية والحضارة التي وجدت في "قرطاجنة" بشمال أفريقيا، فقد ظلَّت مساحات شاسعة من هذه القارة مجهولة لدى العالم المعمور حتى منتصف القرن التاسع عشر. موضحًا أنه إذا كانت المناطق المطلة على البحرين المتوسط والأحمر معروفة منذ القدم، فقد كانت المشكلة تتمثِّل في الجهل بوسط القارة وغربها وجنوبها، والتى كانت كثيفة الغابات ومحاطة بالغموض. مضيفًا أن دخول الجمل إلى جهات أفريقيا الشمالية في القرن السادس قبل الميلاد، أدى إلى الربط بين أقليم السفانا في شمال خط الإستواء والمناطق المطلة على البحر المتوسط.

شهرة نهر النيل العظيم
وأكَّد "البحيري" أن الشهرة التي نالها نهر النيل العظيم في قارة أفريقيا والعالم، ترجع إلى قيام الزراعة على ضفتيه، وليس نتيجة استخدامه للملاحة. موضحًا أنه منذ وقت مبكر كانت الملاحة فيه أمرًا صعبًا حيث تعترض مجراه الجنادل والشلالات والنباتات الطافية، ولذا استخدم المصريون البحر الأحمر كبديل آخر للملاحة.

وأوضح "البحيري" إن الاحتلال الروماني يمثِّل بداية لفت أنظار العرب لأفريقيا، وأنه عندما جاء القرن الثاني عشر الميلادي، كانت البلاد الواقعة على كل الساحل الشمالي للقارة في قبضة العرب الذين أسَّسوا دولًا قوية، ولذا فإن سواحل أفريقيا الشرقية كانت بمثابة الجناح الغربي للنشاط التجاري الهائل للعرب في المحيط الهندي قبل قدوم البرتغاليين. مضيفًا أن العثمانيون قد تمكَّنوا من الوصول إلى ساحل شرق أفريقيا، وتأسيس مراكز تجارية عامرة.

"محمد علي" واكتشاف منابع النيل
وأكّد "البحيري" أنه مع تقدُّم سبل الملاحة ووسائل النقل، تمكَّنت دول أوروبية حديثة من إرسال الرحَّالة إلى وسط القارة وجنوبها؛ لإزالة الغموض الذى يحيط بها، والحصول على المواد الخام التي سمعوا عن وجودها بوفرة، خاصة الذهب والحديد والفحم. مشيرًا إلى أن منابع النيل قد ظلت سرًا غامضًا لا يعرفه أحد منذ فجر التاريخ. ورغم أن الكثيرين قد جالوا حول هذه المنابع، ظل الاقتناع بتفسير المؤرِّخ "هيرودوت" للنيل بأنه ينبثق من عيون أسفل جبال عالية في مكان ما وسط أفريقيا.

وفي نهاية حديثه، أوضح "البحيري" إن "مصر" لم تكن خلال القرن التاسع عشر بعيدة عن الأحداث الواقعة في القارة الأفريقية التي تنتمي إليها، حيث اهتم "محمد علي" باكتشاف منابع النيل، والتعرف على شعوبها وقبائلها وعاداتها وأجناسها، وطبيعة أرضها وثرواتها الطبيعية والمعدنية.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com