لم أتوقع ذلك الزخم والاهتمام من قراء أعزاء تواصلوا معى للشد من أزري وحثي على الاستمرار فى الرد على ما يكتبه الاعلامي يسري فودة فى الدوتش فيلا الالمانية ، وأجد نفسى فى غايه الامتنان لكم جميعا حتى لمن أبدى ملحوظة أو أنتقد ما أكتبه ، فما أقوم به هو محاولة للرد بما لدى من معلومات وحقائق قد لا يرغب الكثيرون فى عرضها حتى تظل صورة الاعلامى - المثير للشفقه أكثر من الجدل - براقة ناصعة تمكنه من ممارسة دوره المرسوم فى عملية التشكيك بقدرات الجيش المصري .
لا يمارس فودة ذلك "التخريب الاعلامى " بمفرده ، بل يأتى ضمن معزوفة خبيثة تسعى لبث الإحباط واليأس والتشكيك فى كل ما تقوم به الدولة وفى طليعتها القوات المسلحة ، جيش الشعب المصرى ، العمود الفقرى للوطن ، الذى خاض عدة حروب منذ عام 2011 وحتى الآن للحفاظ على وحدة وتماسك الوطن وسط نوة عاصفة ألمت بالعالم العربى كله ، ذلك الجيش صاحب التجربة الفريدة فى البناء والقتال فى ان واحد ، والتى يتوقف أمامها العالم لتحليلها واستيعابها ، بل ونرى اليوم جيشي فرنسا وألمانيا فى شوارع بلادهما لملاحقة الارهابيين وهو ما يجعل انتقاداتهم السابقة لمصر غير ذات معنى سوى ممارسة ضغوط لإضعاف موقف الدولة المصرية لصالح قوى اقليمية أخرى .
يتلاعب فودة بالألفاظ والتعبيرات لوصم الدولة المصرية فى عملية فض ميدان رابعة ، وهو ما يلقى هوى واستحسانًا من التنظيم الدولي للاخوان ووسائل اعلام دولية نجحوا فى اختراقها قبل سنوات بدعم قطري سخي ، متناسيا أن فض الاعتصام تم بعد استصدار إذن من النيابة العامة وتحت إشرافها المباشر بعد أن استنفدت الدولة كل سبلها لإقناع "شرذمة" من الخارجين عن القانون بالانصياع للقواعد المتعارف عليها للاعتصامات وإن بقى الخلاف السياسى، وكلنا عاصرنا تلك الفترة وشاهدنا تدريبات انصار الرئيس المعزول على استخدام القوة للتصدى لمحاولة الفض ، وشهادة الصحفى البريطانى روبرت فيسك عن وجود كلاشينكوف مع حراس قيادات الاخوان الذين قابلهم فى مسجد رابعة ، وهو ما ينفى سلمية الاعتصام .
كما أن عملية الفض تمت طبقًا للقواعد المعمول بها دولياً حيث تم تحذير -المعتصمين - وحثهم على مغادرة المكان و تدرج التعامل مع "المحتلين" للميدانين بالرش بالماء وحتى الرصاص الحى ردًا على ما بادر به الإرهابيون من إطلاق نيران على قوات الشرطة.. وقد راعت القوات القائمة بالفض على ترك ممرات آمنة للخروج و وكان النقيب شادى مجدى أول من تلقى رصاصات الغدر التى أطلقها عليه مجذوب من مجاذيب أكبر جماعة راديكالية صدرت للعالم كله عنفًا وإرهابًا.
فودة تجاهل عمدًا تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان الذى قام كجهة مستقلة بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول أحداث فض رابعة و النهضة وأصدر تقريره في مارس 2014 ، وأكد فيه أن الاعتصام كان مسلحًا وأن الدولة تعاملت معه وفق المعايير الدولية ، ولذلك خابت محاولات الجماعة فى إثبات أى جريمة على الدولة المصرية ، ولعل ما حدث فى مسرح "الباتاكلان " الفرنسى وتصفية القوات الفرنسية لكل من فيه خلال احتجاز رهائن بواسطة عناصر داعش يتشابه الى حد بعيد مع ما جرى فى "رابعة " ، فلقد كانت الجماعة الارهابية تحتجز رهائن بشرية من جماعاتها لحماية القادة والضغط على الدولة والشعب المصرى لإعادة الرئيس المعذول رغما عن أنف كل من شارك فى ثورة 30 يونيو التى قام فودة بنفسه بتغطيتها تليفزيونيا .
الغريب والمريب محاولة فودة تحميل الرئيس السيسى المسئولية الكاملة رغم انه فى ذلك التوقيت كان لا يزال الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة، وبالتالي فإنه من العجيب إغفال وجود الرئيس السابق عدلى منصور ومستشاره السياسى مصطفى حجازي ورئيس الوزراء حازم الببلاوي ووزير الداخلية محمد إبراهيم وهو ما يؤكد انه يستهدف شخص الرئيس السيسي .
وللحديث بقية
نقلا عن البوبة نيوز
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com