كتب: هشام عواض
من قديم الزمان ولسيناء دورًا مهمًا في حماية الأمن القومي المصري، فهي النقطة الفاصلة بين مصر وشبه الجزيرة العربية، بل أنها الرقعة اليابسة الرابطة بين قارتي أفريقيا وأسيا، فلها دورًا كبيرا في قدوم أعداء مصر أو تمركزهم بها عبر تاريخها المديد بداية من الهكسوس وحتى الآن من الجماعات الإرهابية، التي تروع أمن سكان سيناء وتثير الخوف في قلوب المصريين جميعًا.
وخطر تلك الجماعات تنظيم "أنصار بيت المقدس" المرتبط بتنظيم "داعش" الذي أعلن الجيش المصري قتل زعيمه ابو دعاء الأنصاري، مما حقق إنجازًا كبيرًا في الحرب ضد التنظيم، ونستعرض لمحة عن الإرهاب في سيناء وبيت المقدس وزعيمه المقتول ابو دعاء الأنصاري.
الإرهاب في سيناء قبل ثورة 25 يناير
منذ سنوات عديدة و سيناء أصبحت بؤرة ملتهبة تشكل تحديًا أمنيًا كبيرًا، ففي سيناء حدثت عدة هجمات إرهابية سواء عديدة سواء بعد ثورة 25 يناير أو حتى قبلها، ففي خلال فترة احتفالات مصر بنصر أكتوبر وتحديدًا في يوم 7 أكتوبر عام 2004، شنُت سلسلة من التفجيرات الإرهابية المتزامنة، وهجوم بسيارة ملغومة استهدف فندق "هيلتون طابا" الذي يقع علي بعد 200 متر فقط من بوابة العبور بين إسرائيل ومصر أوقع أكثر من 30 قتيلًا وعشرات المصابين من الإسرائيليين والمصريين وجنسيات أخرى.
وفي 23 يوليو عام 2005 وقعت سلسة من التفجيرات أسفرت عن وقوع ما يقرب من 100 قتيل وحوالي 200 جريح في أكبر حصيلة من الضحايا تشهدها مصر جراء حوادث الإرهاب، وتشابه أسلوب تنفيذ الانفجارات مع الأسلوب الذى تم إتباعه في تنفيذ تفجيرات طابا. عقب الحادث أعلن ما يعرف بـ " تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة- كتائب الشهيد عبد الله عزام" أعلن مسئوليته عن التفجيرات وهو وواحد من مجموعة من التنظيمات التي سبق وأعلنت المسؤولية عن تنفيذ تفجيرات طابا.
كما شهدت مدينة دهب 25 إبريل 2006 سلسلة من التفجيرات المتزامنة، أسفرت عن مصرع وإصابة العشرات من السياح الأجانب والمصريين، ليتأكد وجود تنظيم تكفيري على أرض سيناء، يرتبط بتنظيم القاعدة فكرياً، لأول مرة منذ سنوات طويلة منذ بداية الصراع بين الحكومات المصرية المتعاقبة وبين التنظيمات الدينية المتشددة، التنظيم أطلق على نفسه "التوحيد والجهاد ".
تنامي دور "أنصار بيت المقدس" في سيناء
عقب ثورة 25 يناير شُنت سلسلة من الهجمات الإرهابية في سيناء في ظل حالة غياب أمني تام، كما أسهمت تداعيات ثورة 17 فبراير من نفس العام في ليبيا، وسقوط مخازن الأسلحة التي كان يقتنيها نظام القذافي في أيدي الثوار، في توفير كميات منوعة لا حصر لها من الأسلحة المتطورة مختلفة الأشكال والأنواع، في إيدي العناصر الإرهابية.
وفي الثامن من يوليو 2014، نظمت جماعة أسمت نفسها "أنصار بيت المقدس" عرضًا عسكريًا مسلحًا، شاركت فيه أكثر من 10 سيارات في منطقة الشيخ زويد، وجاء ذلك بعد ساعات من تحذيرات أجهزة سيادية عن إعلان جماعات تكفيرية تكوين "إمارة الإسلامية" في سيناء، وقامت جماعة "بيت المقدس" بتوزيع منشورًا على أهالي مدينتى رفح والشيخ زويد، يمهدون من خلاله لمبايعة دولة الخلافة وإعلان سيناء إمارة إسلامية.
وأعلن التنظيم في البداية أنه يحارب إسرائيل ولكن بعد سقوط نظام الإخوان أعلن بوضوح أنه يحارب الجيش المصري والشرطة المصرية. وقد أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات والاغتيالات التي وقعت بعد 30 يونيو، ومسؤوليتها رسميًا عن تفجير مديرية أمن الدقهلية.
وأعلنوا عناصر بيت المقدس انضمامهم لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وتدشين جبهة وإمارة جديدة للتنظيم في سيناء رت اسمها رسميًا إلى «ولاية سيناء» منذ إعلانها مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية.
سطوع نجم ابو دعاء الأنصاري
أدت العمليات المتواصلة للأجهزة الأمنية المصرية ضد الإرهابيين في سيناء لتصفية أعداد كبيرة منهم لا سيما قيادات تنظيم بيت المقدس، وهو ما دفع التنظيم لتصعيد قيادات جديدة، وخاصة القيادات النشيطة التي تنتقل بشكل متواصل أو بين الحين والأخر بين سيناء وليبيا، ومن تلك القيادات.
وكان الاختيار هو ابو دعاء الأنصاري، هذا الشاب السيناوي المنتي لأحد قبائلها وهي قبيلة السواركة، والذي لطالما كان له أهمية كبيرة في التنظيم في تحديد وشن الهجمات على الأهداف الأمنية، وأيضًا نشط في التنظيم وأدى عمليات عديدة في سيناء وأيضًا قفي ليبيا التي كان ينتقل لها في بعض الأوقات، وهو ما أكده الزراع الأيمن السابق لأيمن الظواهري زعيم تنظيم داعش.
وبرز دور "الأنصاري" في التنظم بما كان يقوم به من مهام وكونه حلقة الربط بين التنظيمين وعناصر داعش في سيناء والأخريين أعضاء تنظيم داعش في ليبيا.
وكانت قد أكدت في وقت سابق مصادر أمنية أن أبو دعاء الأنصاري هو نفس الشخص الذي يدعى محمد فريج زيادة الذي يتزعم المجموعات الإرهابية المسلحة في العريش، وهو أيضًا شقيق مؤسس التنظيم توفيق فريج زيادة، الذى قتل فى حادث بالفيوم، بعد انفجار قنبلة حرارية كان أعدها لتفجير أحد الكمائن الشرطية.
وكانت تكمن خطورة ابو دعاء الأنصاري في كونه أحد العقول الهامة في التنظيم التي لطالما خططت ورسمت طرق شن الأهداف ووضع الأهداف الخاصة للتنظيم في ولاية سيناء، والتخلص منه كلف التنظيم خسارة فادحة.
قتل الأنصاري انكسار لشوكة التنظيم
كان لقتل ابو دعاء الأنصاري أهمية كبيرة في الحرب ضد الإرهاب وسر شوكة وعزيمة أنصار تنظيم داعش الإرهابي في سيناء،
أعلن العميد محمد سمير، المتحدث العسكري المصري، يوم الأربعاء الماضي، أن تمكنت القوات المسلحة من قتله ابو دعاء الأنصاري، زعيم أنصار بيت المقدس او ما يعرفوا أنفسهم بـ"ولاية سيناء"، أكثر من 45 من مرافقيه وإصابة العشرات الآخرين من عناصر التنظيم، هذا بالإضافة لتدمير مخازن أسلحة وذخائر ومتفجرات تستخدمها تلك العناصر
وأكد العميد "سمير"، أنه "بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة من القوات المسلحة، قامت قوات مقاومة الإرهاب بالتعاون مع القوات الجوية بتنفيذ عملية نوعية استهدفت خلالها توجيه ضربات دقيقة ضد معاقل تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء".
ويعد قتل الأنصاري إنجازًا كبيرًا في الحرب ضد عناصر ولاية سيناء، وهزيمة مادية ومعنوية لهم، لكن لم يستقر بعد عن ما الاسم الذي طرحه التنظيم ليكون زعيمًا جديدًا لها خليفًا للأنصاري.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com