د. مينا ملاك عازر
للبيع وليس للإيجار، جنسية جديدة عل الزيرو ما مشيتش كتير استخدام مواطن خاضع مصدق كل من يحاولون الضحك عليه، مواطن شارك بدمائه في بناء مشاريع بلده، وحارب لأجل أرض غيره ثم أرضه، جنسية يموت أصحابها بالآلاف على الطرق السريعة، وبالحرق في قطارات المسافات الطويلة المتهالكة، وبتدني الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية ولنقص الدواء وتزايد الداء، وتراخي الأطباء، وبالضرب في أقسام الشرطة، جنسية لا حماية لصاحبها خارج أرض البلد صاحبة الجنسية ولا حتى في داخلها، الحماية الأولى للأجانب في أرضها، وخارجيتها عاجزة عن حماية ذويهم بالخارج، جنسية لا تضمن للمعارض الحد الأدنى من الحرية التي يتمتع بها الإرهابي لا لشيء إلا لأن الإرهابي تدعمه منظمات حقوق الإنسان، فما لم تكن مدعوم ومراعى من تلك المنظمات فلا أمل لك وفيك، في الغالب السجن ملاذك والمعاملة السيئة داخل السجن، مآلك جنسية تمنحك حق رفع علم أي دولة أخرى إذا ما كانت صديقة في أرضك وأثناء احتفالك بأعيادك الوطنية لكن ليس من حقك رفع علم تلك الجنسية في نفس البلد التي تم رفع علمها من قبل، جنسية لا توفر القدر المناسب من التعليم لحامليها إلا إذا توجهوا للتعلم في المدارس الدولية القابعة على أرض تلك الجنسية، جنسية عريقة في الحضارة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ لكن أهلها لا يعترفون بالتاريخ معلماً ولا يستفيدون منه ويكررون أخطاءهم، جنسية عملتها هشة ومترنحة وتتلقى الضربات وسط رعاية من بنك الدولة المركزي، جنسية أهلها غير قادرين على
الاستثمار على أرضها لتعنت أجهزة الدولة وتزايد القوانين وتضارب مصالح الجهات المسؤولة على الاستثمار وتعدد الجهات المطلوب موافقتها للاستثمار، وأكثر من عشرة آلاف مصنع مغلق على أرضها أغلب أصحاب تلك المصانع من حاملي تلك الجنسية ورغم ذلك نطرح ولفترة محدودة جنسية تلك البلد للبيع للجادين فقط وليس للإيجار لكي يتمتعوا بتلك المميزات الاستثمارية بالذات مقابل مبالغ دولارية زهيدة.
عزيزي القارئ، لا يمكنك قراءة هذا الإعلان إلا في دول كالصومال الشقيقة وجزر القمر الأخت الصغرى ودول أخرى تشابههم في الحال لعلهم يرضوا أن يفكروا في أخذ تلك الجنسية أما لو تم عرض ذلك الإعلان في بلاد مثل كندا وإنجلترا وأمريكا والدول الأوربية قد يمدوا لك يد التبرعات والعون أو اعتبروك مجنون لعرضك ذلك العرض الوهمي عليهم، وهم يرون أصحاب هذه الجنسية يهاجرون لهم شرعياً أو غير شرعيا عابرين البحور احتماءً بهم.
أنا كتبت الإعلان مساعدة مني لحكومة بلدي، وعليهم اختيار الأسواق التي سيطرحون بها الإعلان، فالاختيار صعب فإن كان كما قلنا أن البلاد الأوربية وأمريكا سيرفض أهلها للأسباب سالفة الذكر فالبلاد المستهدفة بالإعلان ليس لدى أهلها الدولارات الكافية التي تملأ عين الحكومة وتسد عجز موازنتها وتغطي عجزها عن توفير العملة الصعبة.
المختصر المفيد مصر أم الدنيا وحتبقى أد الدنيا.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com