كتب: سحر غريب
ما هي آخر مشكلة طائفية سمعت عنها وتابعتها؟ وما هي مصادر معلوماتك؟ هل ترى أن المشاكل الطائفية مشاكل كبيرة أم إنها مشاكل عابرة ستزول مع الزمن؟ ما هو الحل لها من وجهة نظرك؟ ماذا حدث في "مصر"؟ وكيف نقبل ببلد يُهان فيها مصري مهما كانت ديانته؟
"مصر" التي احتضنت السيد المسيح، وقبلت الفتح الإسلامي، تُعاني الآن من مشاكل كثيرة تتعلق بقبول الآخر، فهل يفهم المواطن العادي حجم الكارثة المُقبلة؟ أم أن الشعب نائم كالعادة، مُنصرف العقل والوجدان إلي تفاهات وأمور سطحية؟
في البداية، رأى "محمود أحمد"- أسوان، 23 سنة- أن السبب الرئيسي في الأحداث الطائفية لا يكون إلا بسبب بعد الناس عن دينها وتسامحه، أو ضغوط الحياة وصعوبة المعيشة، أو التدخل الأجنبي في شئون "مصر". مؤكدًا أنه يحصل على معلوماته عن الخاصة بالمشاكل الطائفية التي تتعرض لها "مصر" من خلال الانترنت، أو الجزيرة، والمصري اليوم.
أما "نور"- الجيزة 24 سنة- فتراوحت إجاباته ما بين "يعني" و"مش متأكد"، ولكنه يتفق علي أن المشكلة كبيرة، رغم أنه غير مُهتم بمتابعة تلك النوعية من المشاكل.
وأوضح "وسام الحناوي"- الإسكندرية، 37 سنة- أن السبب في جميع مشاكل "مصر" السياسية والطائفية والإجتماعية هو الكسل. مشيرًا إلى أن المصريين يرفضون التفكير، ومن يحاول الفهم يتحوَّل إلي فهلوي. كما رفض متابعة الإعلام، معتبرًا إياهم مجموعة من المُرتزقة. نافيًا تهم التحريض عن "أمريكا" و"إسرائيل"؛ لأنهم لا يملكون الفراغ والوقت الذي يستهلكونه للوقيعة بين المسلم والمسيحي في "مصر"، ولكنها نظرية المؤامرة التي تسيطر علي تفكير المصريين بدون داع.
وقال "الحناوي": إن أسباب المشاكل الطائفية تتمثَّل في قلة التعليم ومحدودية التفكير. مشيرًا إلى أن الرسول أوصى بأهل الكتاب، وأن الدين قدر وليس اختيار. معتقدًا أن أحداث "العمرانية" مثلها مثل مباريات كرة القدم، تهدف إلى إلهاء الناس عن أحداث وخطوات سياسية مهمة، وفي أحداث "العمرانية" الأخيرة، كانت من أجل تزوير الانتخابات على حد قوله.
وأشار "أحمد"- بنها، 25 سنة- إلى أن المشاكل الطائفية "شدة وهتعدى"، موضحًا أن صديق عمره مسيحي، وأنه يهتم بمتابعة الأحداث الطائفية؛ لأنها من الأحداث الجوهرية التي تهم سلامة الوطن، وتضمن بقائه. كما أنه يحصل على معلوماته من جرائد "المصري اليوم" و"الدستور" و"اليوم السابع" و"الأهرام".
وأكّد "هشام"- 30 سنة- أن المشاكل الطائفية من أصعب المشاكل التي تواجه "مصر" حاليًا، موضحًا أنه يرى أن الخطر القادم يتمثَّل في موقف الكبار من الأحداث الطائفية وليس في الحوادث ذاتها. كما أرجع المشاكل الطائفية التي تعاني منها "مصر" إلى الجهل بالآخر والتطرف الموجود بالفعل في رجال الدين من الطرفين، والجهل بثقافة التعايش على حد تعبيره.
ورأى "طارق"- 39 سنة- أن ما يحدث في "مصر" هو "افتتان طائفي" وليس "فتنة طائفية"، وترجع إلى ظلم الحكومة للشعب، وعدم حرصها علي تنفيذ القانون، وتركها للشعب "يأكل بعضه دون تدخل منها"؛ لاعتقادها بأن خلافات الشعب الطائفية هي ملهاة وتنفيس يصرفهم عن متابعة فسادها وسوء إدارتها لشئون البلد، واعتقادها أيضًا بأنها قادرة على السيطرة علي الوضع عندما ترغب في ذلك، ولكنها لا تدري أنها ستفقد السيطرة علي حالة الغليان، وستحترق البلد بمن فيها. أما عن حل المشكلة من وجهة نظره، فعن طريق وضع قوانين موحَّدة تُطبَّق علي الجميع علي حد سواء، مع التعامل مع الكنيسة والمسجد كأي مؤسسة خدمية أخرى دون تفرقة بين مسجد أو كنيسة. مشيرًا إلى أنه يحصل على معلوماته عن المشاكل الطائفية في "مصر" من خلال بعض الجرائد مثل "المصري اليوم" و"الأهرام".
ويتابع "إيزاك"- 36 سنة- أخبار الحوادث الطائفية من خلال قناة الجزيرة العربية، معتقدًا أن المشاكل الطائفية موجودة منذ فترة طويلة، ولكن الخطب الطائفية التي لا تراعي التنوع الديني فقد تسببت فى ازدياد تأثيرها علي الشارع المصري.
وتعجَّب "محمد الجوهري"- 22 سنة- من الأحداث الطائفية التي تزايدت بشكل كبير، رغم أن الكنيسة دائمًا بجوار الجامع ويعيش الجميع في سلام. إلا أنه رفض في ذات الوقت نظرية "المؤامرة" التي يلصقها البعض بـ"أمريكا" و"إسرائيل"، موضحًا أن المشكلة نابعة من داخل شعب مريض يعيش على حضارة سبعة آلاف سنة "حضارة شوية حجارة". وقال: إن البلد تشتعل، والأمن شايف شغله، يعذِّب المسلم والمسيحي ويعتقلهم بدون تفرقة. مضيفًا: "المسيحي اللي بيهيص، الأمن بيطلَّع عينه، ولو اتمسك في أمن الدولة بيطلع عينه أكتر من بتاع الإخوان. بس قليل من المسيحيين اللي بيهيص؛ لأنهم أذكى، وبيتحركوا بفن أكثر". أما عن المصادر التى يحصل منها على الأخبار المتعلقة بهذا الشأن، فهي "الانترنت" وبعض برامج التليفزيون مثل "العاشرة مساءًا".
وفى النهاية، رأت "رانيا الكاشف"- 35 سنة- أن المشاكل الطائفية هي حالة من الفراغ يعانيه الشعب المصري. مشيرًا إلى أن المشاكل الطائفية تؤكِّد تخلُّف الشعب المصري الذي يترك نفسه فريسة للخلافات التي لا طائل من ورائها..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com