تبدأ قوى معارضة مصرية اليوم تحضير المشهد الافتتاحي لعودتها إلى الساحة بحثا عن مداواة جراح خسارتها في الانتخابات البرلمانية التي جرت جولتاها الأولى والثانية مؤخرا.
واختارت جماعة الإخوان المسلمين، أبرز قوى المعارضة تأثيرا في البلاد، التي فقدت تمثيلها البرلماني في الانتخابات الأخيرة، أن تدشن تحركها من محافظة المنيا، معقل رئيس كتلتها في البرلمان السابق الدكتور محمد سعد الكتاتني، الذي يستضيف الدكتور محمد البرادعي، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها العام المقبل في أول ظهور جماهيري له منذ أشهر غاب خلالها عن القاهرة.
وتصدر البرادعي المشهد السياسي في البلاد بعد انسحاب الإخوان وحزب الوفد من الجولة الثانية للانتخابات، التي دعا البرادعي لمقاطعتها منذ البداية. وقال الكتاتني، عضو مكتب إرشاد الجماعة، إن لقاء سوف يجمعه اليوم (السبت) بالدكتور البرادعي في محافظة المنيا، بحضور عدد من القيادات السياسية وبعض أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير (التي أسسها البرادعي فور عودته للبلاد مطلع العام الحالي) لمناقشة الوضع السياسي للبلاد عقب أحداث انتخابات البرلمان، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة سوف تشهد تحركات وتنسيقا مع الجمعية الوطنية للتغيير من أجل إبطال البرلمان الحالي.
والتقى الدكتور محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان، منسق الجمعية الوطنية للتغيير الدكتور عبد الجليل مصطفى، وسلفه الدكتور حسن نافعة، لبحث وسائل وآليات العمل في المرحلة المقبلة. وطرحت قيادات بالجمعية إنشاء برلمان موازٍ لقوى المعارضة، لكن الجماعة تحفظت على اسم البرلمان المقترح ومهامه.
وقالت قيادات بالجماعة: إن هناك رغبة لدى الجماعة في تطوير الاقتراح. وأوضح الدكتور عصام العريان، المتحدث الرسمي للجماعة، أن الإخوان يدرسون الآن الاقتراح بعد تعديل صيغته إلى «جمعية وطنية للتشريع».
وقال العريان، وهو عضو بمكتب إرشاد الجماعة: إن مهام الجمعية التشريعية هي طرح مشاريع قوانين ومناقشة سياسات الحكومة في إطار بلورة العمل المشترك داخل الجمعية الوطنية للتغيير، مشيرا إلى أن هناك توجها عاما لوجود تمثيل نسبي للقوى المشاركة في الجمعية التشريعية المقترحة.
وبدا أن هناك محاولة لاحتواء الخلافات بين البرادعي وقيادات الجمعية الوطنية للتغيير. والتقى منسق الجمعية، أمس، البرادعي، قبل سفره إلى المنيا في محاولة لتنسيق المواقف. وعلق سيد الغضبان، المتحدث الرسمي باسم الجمعية الوطنية للتغيير، على علاقة البرادعي بقيادات الجمعية بقوله: «الفترة المقبلة سوف تشهد مزيدا من التنسيق مع البرادعي؛ لأن قيادات الجمعية تؤمن أن البرادعي هو من فجر طاقات الشباب، وأن الجمعية ولدت من رحم حضوره الأول إلى مصر».
وأضاف الغضبان أن «الجمعية دعت إلى وقفة غضب يوم غد (الأحد) أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة، بمشاركة جميع القوى السياسية، التي تنضم تحت لواء الجمعية، تعبيرا عن الغضب من الوضع الحالي بعد انتخابات البرلمان المصري».
وأعرب الغضبان عن أمله في أن يشارك حزبا الوفد والتجمع في الوقفة الاحتجاجية، مشيرا إلى أن هناك اتصالات تتم الآن معهما بهذا الشأن، بينما لم تتضح الصورة بعدُ بشأن مشاركة البرادعي نفسه.
تشارك في الوقفة الاحتجاجية، المقرر لها غدا الأحد، حركة شباب 6 أبريل، التي دعيت قياداتها لحضور لقاء المنيا. وقال أحمد ماهر، منسق الحركة: «تعقب لقاء المنيا وقفة للتنديد بانتهاكات انتخابات البرلمان، والمطالبة بحل مجلس الشعب الحالي، كبداية لإعلان العصيان المدني من قبل المعارضة، ومرحلة لنشر تلك الثقافة لدى الشارع المصري وصولا لعصيان مدني حقيقي يؤدي إلى التغيير».
وأضاف ماهر أن «الحركة تستعد لتنظيم خطة عمل واسعة مع بداية العام المقبل في الشارع للضغط لإسقاط مجلس الشعب المزور - على حد وصفه - والدعوة لانتخابات طبقا للضمانات المنصوص عليها في قانون مباشرة الحقوق السياسية».
يشارك في الوقفة الاحتجاجية عدد من نواب مجلس الشعب السابق من المستقلين والمعارضة ممن خسروا مقاعدهم البرلمانية، بينهم: علاء عبد المنعم، وحمدين صباحي، وسعد عبود، وجمال زهران، ومحمد البلتاجي، ومحمد شردي، ومحسن راضي، ومصطفى بكري، ومحمد العمدة.
بينما يسبق مشاركة النواب في الوقفة اجتماع تشاوري لهم بمقر حزب الجبهة الديمقراطية. وقال الدكتور محمد البلتاجي: إن النواب سيناقشون كيفية مواجهة التزوير الذي مورس ضدهم، وسبل تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحقهم وملاحقة مجلس التزوير بتشكيلته الحالية.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com