اعتبر الخبير السياسي إين بريمير في مقال خصّ به صحيفة Nikkei اليابانية الرئيس بوتين مثالا ساطعا للسياسي الموفق، إذ يحسن استخلاص الفائدة من أي أزمة دولية حتى ولو كان بعيدا عنها.
وأعاد الخبير السياسي الأمريكي إلى الأذهان، الاتهامات المنسوبة إلى الكرملين بالوقوف وراء قرصنة مواقع الحزب الديمقراطي الأمريكي ومكتب حملة هيلاري كلينتون الانتخابية.
وأعرب إيين عن ثقته التامة بأن المخاوف الأمريكية حيال احتمال حصول الكرملين على أسرار أمريكية، وقدرته على التأثير في نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تضحك الرئيس فلاديمير بوتين، وتثير الرغبة لديه في التمتع بما يحدث من استعراض في الولايات المتحدة على خلفية هذه القضية.
ويرى الخبير الأمريكي أن تشفّي بوتين بهيلاري كلينتون، نابع من اتهامه لها بالتحريض على معارضة نهجه، وتنظيمها الاضطرابات في الجمهوريات السوفيتية السابقة إبان شغلها منصب وزير الخارجية في بلادها.
ولفت إين بريمير النظر إلى التنازلات الجدية التي انتزعها الرئيس الروسي من البيت الأبيض في سوريا، حيث وافقت واشنطن على توجيه ضربات مشتركة مع موسكو لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي الذي يمثل خطرا كبيرا على "نظام الأسد".
إلا أن النصر الأكبر الذي حققه بوتين حسب الخبير الأمريكي، اعتراف الغرب الفعلي بشرعية الوجود العسكري الروسي في الشرق الأوسط.
وبين القضايا التي استغلها الرئيس الروسي كذلك، أفرد إين بريمير انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وما سيتمخض عنه بلا أدنى شك، من خفض لحدة العقوبات الغربية ضد روسيا، لاسيما وأن بريطانيا كانت بين الأقطاب المؤثرة الأشد عداء لروسيا في إطار الاتحاد الأوروبي.
ومضى يقول: بوسع موسكو في الوقت الراهن، وفي خضم تصدع الاتحاد الأوروبي، أن تتقدم بمشروعها البديل، وهو الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وكل ذلك، فيما تركيا قد ولّت وجهها شطر روسيا بعد أن سئمت وعود الغرب الواهية، إذ لن يؤدي انعدام فرص دخول تركيا الاتحاد الأوروبي إلى ثني أردوغان عن الالتحاق بالاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وأشار الخبير الأمريكي إلى أنه وفي هذه الحال، فإن سعادة الكرملين سوف تكون بالغة، إذا ما استطاع أن يضم إلى صفه حليفا رئيسيا في الناتو، يقبل ممنونا دعمه الاقتصادي والسياسي.
وعلى الشطر الشرقي من أوراسيا، ذكّر إين بريمير بما تعكف عليه الصين من تعزيز للعلاقات مع روسيا، ولاسيما على خلفية قرارات محكمة لاهاي، والتوتر الحاصل بين بكين وجيرانها في حوض بحر الصين الجنوبي في إطار قضية الجزر المتنازع عليها هناك بين الدول المطلة.
وختم بالقول: "تعاني روسيا اليوم جملة من المشاكل، بينها تردّي الاقتصاد المرتبط بالنفط، والحاجة لحلفاء دوليين مؤثرين، فيما جميع المجريات تسير وفقا للمنحى الذي يرضي بوتين، الذي ما من أدنى شك في مضيه قدما حتى النهاية".
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com